العناوين الرئيسيةميداني

ما هي الأهمية الاستراتيجية لتحرير مدينة سراقب بريف إدلب ؟

حرر الجيش العربي السوري مساء يوم الخميس، 6 شباط، مدينة سراقب الهامة الواقعة على اوتستراد حلب – دمشق الدولي، في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، لتبدأ وحدات الجيش عمليات تمشيط أحياء المدينة وتفكيك الألغام والمفخخات من مخلفات مسلحي تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي.

ويشكل تحرير مدينة سراقب أهمية عسكرية كبيرة في عمليات الجيش العربي السوري التي بدأت في ريفي حلب وإدلب منذ أسابيع، لعدة أسباب، وقبل الحديث عن هذه الأهمية يجب أن نستذكر سير العملية العسكرية لتحرير المدينة ابتداءً من تحرير معرة النعمان.

فبعد أن حرر الجيش العربي السوري مدينة معرة النعمان الواقعة أيضاً على طريق حلب – دمشق الدولي، بدأ بالتقدم السريع جداً على طول الطريق الدولي باتجاه سراقب شمالاً، ليحرر خان السبل ومرديخ، ويصبح على بعد حوالي 3 كم فقط عن سراقب.

وعوضاً عن التقدم ومهاجمة مسلحي “جبهة النصرة” في مدينة سراقب من جهتها الجنوبية كما كان متوقعاً، استمر الجيش العربي السوري في عمليات تحريره للقرى والبلدات الواقعة شرق وغرب سراقب، محققاً تقدماً سريعاً جعله يصل إلى قرية النيرب جنوب سراقب، الواقعة على طريق حلب – اللاذقية الدولي.

وبذلك، أصبح الجيش العربي يسيطر على أجزاء من طريقين دوليين، علماً أن وصول الجيش لطريق حلب – اللاذقية يعد سابقة في الحرب السورية منذ تسع سنوات.

واستمرت معارك تحرير قرى وبلدات سراقب من جهتيها الشرقية والغربية لأيام، حتى وصل الجيش للمناطق الشمالية من المدينة، محرراً قيراط ومزيرعة وأفس وبجارز، مطبقاً بذلك حصاراً كاملاً على سراقب، معلناً بعد يوم واحد من إطباق الحصار تحرير المدينة ودخولها.

أما عن الأهمية العسكرية لتحرير مدينة سراقب، فهي لا تختلف عن اهمية تحرير خان شيخون منذ أشهر، بل تزيد، فكما كانت خان شيخون منطلق الجيش العربي السوري لتحرير ريف إدلب الجنوبي والشرقي، فإن سراقب هي منطلق الجيش لتحرير مناطق العمق القريبة من مدينة إدلب، كما أنها الباب لتحرير ريف حلب الجنوبي الواقع على أوتستراد حلب – دمشق الدولي.

ويضاف إلى ذلك أن سراقب بموقعها الاستراتيجي على مفترق طريقين دوليين، هي المنطلق أيضاً لبدء الجيش عمليات تحريره الريف الجنوبي الغربي لإدلب الواصل إلى ريف محافظة اللاذقية، فعبر السيطرة على قرية النيرب على أوتستراد حلب – اللاذقية، يكون الجيش اقترب من مناطق أريحا وجسر الشغور، الموجودة على الأوتستراد ذاته، وصلاً للاذقية.

وبملاحظة الخريطة العسكرية الجديدة، فإن انطلاق الجيش العربي السوري من معرة النعمان شمالاً وصولاً لسراقب، رسم منطقة “تخم” لمسلحي “جبهة النصرة” بأقصى الريف الجنوبي من إدلب، وتلك المنطقة تحوي قرى وبلدات الشيخ طومان والبارة الأثرية وكفرنبل وكفر عويد، والعديد من المناطق الأخرى.

وما يقصد بمنطقة “تخم” (أو تخوم)، فهي أنها منطقة دخيلة على مناطق سيطرة الدولة السورية، وبالنتيجة هي منطقة شبه محاصرة من 3 جهات، وهذا الحصار بالنسبة للمنطقة التي نذكرها هو شرقاً بكفرومة ومعرة النعمان وجنوباً بكفر نبودة ومناطق قلعة المضيق، اي ريف حماة الشمالي، أما غرباً بتل التونة وتمانعة الغاب ومناطق ريف اللاذقية الشرقي.

وبالعودة لسراقب في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، فكما ذُكِرَ سابقاً هي الباب لبدء عمليتين عسكريتين في منطقتين، الأولى غرباً باتجاه أريحا وجسر الشغور جنوب إدلب، وشمالاً باتجاه مناطق ريف حلب الجنوبي الواقعة على طريق حلب – دمشق الدولي.

ويعتقد أن الأهمية الأكبر للعمليات العسكرية القادمة ستكون في الريف الحلبي، لأن الجيش العربي السوري بدأ تلك العملية من طرف مدينة حلب بالفعل، محرزاً تقدماً في جهات المدينة الجنوبية والغربية، أهمها تحرير خان طومان واستمرار معارك تحرير الزربة وخان العسل.

وبعد تحرير مدينة سراقب، تتركز العيون على منطقة تلة العيس أو جبل العيس، الذي يعد واحد من أهم وأخطر المواقع الاستراتيجية التي يحتلها ارهابيو “جبهة النصرة” لأن هذه المنطقة معروفة بارتفاعها الذي يبلغ حوالي 350 متر، ومنه فهي ترصد العديد من المناطق، منها أوتستراد حلب – دمشق الدولي في منطقة إيكاردا.

وبالنتيجة، فإن تحرير مدينة سراقب يجعل الجيش العربي السوري على مقربة من التلة الاستراتيجية المحتلة من جهتين، الأولى بلدة حاضر شرق التلة، والثانية من الجنوب في حال استمر الجيش العربي السوري بعمليته العسكرية انطلاقاً من سراقب متجهاً شمالاً حيث التلة.

ويضاف إلى ذلك أن العمليات العسكرية في جبهات حلب ما زالت مستمرة أيضاً، وعندما يسيطر الجيش العربي السوري على منطقة الزربة بريف حلب الجنوبي، سيصبح أيضاً على مقربة من شمال تلة العيس، علماً أن هذا الاقتراب بدأ عبر السيطرة صباح الجمعة على قرية برنة.

والسيطرة على تلة العيس لا تعني السيطرة على طريق حلب – دمشق بشكل كامل فقط، بل تعني سقوط ناري لعدة قرى وبلدات بريف إدلب الشرقي، الواقعة على الطرف الغربي من الطريق الدولي بالضبط.

كما أن تحرير مدينة سراقب ومعها قرية النيرب، مكنت الجيش من قطع طرق الإمداد والربط والدعم بين مناطق سيطرة إرهابيي “النصرة” في مختلف ريف إدلب، لأن طرق الإمداد هذه كانت تعتمد على الطريقين الدوليين المقطوعين حالياً من قبل الجيش العربي السوري.

يذكر أنه، وأمام التقدم الأخير الذي أحرزه الجييش العربي السوري، فإن قوات الاحتلال التركي أرسلت تعزيزات عسكرية من أجل دعم ارهابيي “جبهة النصرة”، وتلك التعزيزات وصلت، بحسب مصادر إعلامية، إلى بلدة سرمين، شرق إدلب، في اعتراف صريح من قبل الاحتلال التركي بدعمه لتنظيم مصنف على أنه إرهابي، وارتباطه الوثيق به.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى