فلاش

ما ضل بالميدان إلا “حديدان” .. انشقاقات متتالية في “هيئة تحرير الشام” تبقي “النصرة” وحيدة

تتوالى الانشقاقات التي تضرب جسم “هيئة تحرير الشام”، والتي كان آخرها إعلان أكبر فصيل ينتمي إليها، “جيش الأحرار” انشقاقه عنها، في انشقاق قد يعد الأقوى في تاريخ التنظيمات المتشددة في سوريا.

وأعلن تنظيم “جيش الأحرار” انشقاقه عن “هيئة تحرير الشام” في بيان له، قائلاً “أقر مجلس الشورى الانفصال عن “هيئة تحرير الشام”، مشيراً إلى أنه “تم الاتفاق على تشكيل لجنة قضائية للنظر في الحقوق بين الجانبين”.

وأضاف البيان الذي نشرته وسائل الإعلام “المعارضة”، أن “قرار الانفصال جاء بعد أحداث مؤلمة على المستوى الداخلي للساحة، وما رافقها من تجاوزات كان آخرها التسريبات الصوتية التي تحط من حملة العلم الشرعي”.

وتكمن أهمية وخطورة “جيش الأحرار” في أنه يتبع مباشرة لزعيم “هيئة تحرير الشام” أبو جابر الشيخ، والذي كان انشق والعناصر المشكلة لهذا الجيش عن حركة “أحرار الشام الاسلامية”، منضما لـ “هيئة تحرير الشام”، بدعم من قادة بارزين آخرين من “أحرار الشام”، بينهم أبو صالح الطحان، والشرعي العام السابق، أبو محمد الصادق.

ولم يصدر حتى اللحظة أي تصريح أو بيان من “هيئة تحرير الشام” بخصوص هذا الانشقاق، كما لم يعلن فيما إذا كان أبو جابر الشيخ سيبقى زعيماً لـ “هيئة تحرير الشام” أو سينضم لـ “جيش الأحرار” الذي كان يتزعمه وشكله عام 2016.

وكان تنظيم حركة “نور الدين الزنكي” أعلن في الـ 20 من تموز الماضي انشقاقه عن “هيئة تحرير الشام”، متهماً إياها بالتفرد بالقرارات واتخاذها بناء على رغبات شخصية، مشيراً بشكل غير مباشر إلى القائد العسكري للتنظيم أبو محمد الجولاني.

وسبق انشقاق “جيش الأحرار” انشقاق على مستوى معنوي أكبر وهو انشقاق عدة مشايخ وشرعيين من “الهيئة” على رأسهم السعودي المتشدد عبد الله المحسيني ومزاطنه مصلح العلياني.

وتأتي الانشقاقات المتتالية في صفوف “هيئة تحرير الشام”، التي كانت تعد من أكبر التنظيمات المتشددة المقاتلة في سوريا، إثر تسريبات عدة لتسجيلات بين قياديات عسكرية في “الهيئة” والقائد العسكري أبو محمد الجولاني.

وضمت التسريبات هجوماً وانتقادات وحتى “مسبات” من الجولاني لعدة أطراف، منها ما وجهه لشرعيي “الهيئة”، كالمحيسني والعلياني وغيرهم ممن يسمون أنفسهم “أهل العلم”، حيث اتهمهم بأن عملهم يقتصر على “الترقيع” فقط.

كما أظهرت التسريبات اتهام الجولاني للأتراك بأنهم “جحاش بالسياسة”، علماً أن نسبة كبيرة من التنظيمات المتشددة المنضوية تحت راية “الهيئة” بالإضافة لعدد من الشرعيين، دعوا لعدم قتال الأتراك والتنسيق معهم.

ليأتي الاتهام الأكبر الذي لم تستطع “الهيئة” وقائدها العسكري الجولاني نفيه أو إثباته، وهو العمالة أو الاتصال مع الايرانيين، الطرف الذي تعده التنظيمات المتشددة عدواً مثله مثل الجيش العربي السوري، واكتفت “الهيئة” بالقول أن الاتصال بإيران اقتصر على محادثات المدن الخمس فقط.

و تتزامن هذه الانشقاقات، التي وضعت “جبهة النصرة” وحيدة في الميدان وعرّتها إلى حد بعيد، مع كشف بعض وسائل الاعلام العالمية عن خطة ايرانية – روسية – تركية، وجهتها مدينة إدلب، التي كانت “هيئة تحرير الشام” استكملت السيطرة على مفاصلها الاقتصادية والخدمية كافة.

وجاءت سيطرة “جبهة النصرة” على إدلب وبعض المدن كسراقب، إثر الاقتتال الذي جرى مع حركة “أحرار الشام الاسلامية”، والذي كان الشرخ الأساسي في كيان “الهيئة”، وتمدد وتوسع مع انشقاق “الزنكي” والشرعيين وحالياً “جيش الأحرار”.

يذكر أن “جبهة النصرة”، أو ما سمي سابقاً بـ “جبهة فتح الشام”، أعلنت مطلع العام الحالي فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”، في مسعى لتجنب الضربات والرفع على قوائم الإرهاب العالمية، والذي يبدو وأنها فشلت فيه، فجزء كبير من الانشقاقات عزاها ناشطون “معارضون” لتفادي ضربات محتملة دولية على “جبهة النصرة” أو ما تبقى من “هيئة تحرير الشام”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى