اخبار العالم

ماهي منظومة “القبة الحديدية” وهل هي غير قابلة للاختراق كما تزعم “إسرائيل”؟

نظام “القبة الحديدية” وسيلة دفاعية ضد الصواريخ قريبة المدى وقذائف الهاون، وهي غالباً ما توضع قرب المناطق المأهولة، لتحدد الصواريخ القادمة نحوها، ومن ثم تطلق صواريخ مضادة لتفجير الصواريخ الأولى في الجو قبل سقوطها.

طّور النظام من قبل شركة “رافائيل” لأنظمة الدفاع المتقدمة، واختاره وزير جيش الاحتلال “الإسرائيلي” السابق، عمير بيرتس، في شباط 2007، انطلاقاً من تجربة حرب 2006 مع حزب الله، ومن تجربة صواريخ المقاومة الفلسطينية محلية الصنع.

ومنذ ذلك الحين بدأ جيش الاحتلال بتطوير النظام كحل دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن مستوطناته.

ولا يختلف النظام من ناحية المبدأ عن فكرة “الدرع الصاروخية الأمريكية”، مع فارق أن الثاني مجاله أوسع، ويعتمد على تقنيات متطورة مرتبطة بشبكات تعقب بواسطة الأقمار الصناعية، للتصدي للصواريخ بعيدة المدى، والعابرة للقارات.

وتقوم فكرة القبة الحديدية على أن النظام يرصد الصواريخ القادمة نحو منطقة تغطيته، فيحدد موقعها ثم يرسل معلومات تتعلق بمسارها إلى مركز التحكم، الذي يعمل بدوره على حساب الموقع الذي يمكن أن يضربه، فإن كان الموقع المحدد يتيح مقداراً من الضرر يتم اعتراضه بصاروخ مضاد، وإلا فإنه يترك ليسقط.

ويحتوي الرأس الحربي لكل صاروخ يطلقه هذا النظام على 11 كغ من المواد عالية الانفجار، ويتراوح مدى صواريخه بين 4 كم إلى 70 كم، حسب معلومات من مجموعة التحليلات الأمنية “آي إيتش إس جاين”.

بدأت “إسرائيل” بتصنيع القبة الحديدية عام 2007، وبعد سلسلة من الاختبارات، بين عامي 2008 و2009، نقلت في عام 2011 أولى الوحدات إلى منطقة الجنوب، إذ أقرت بأن الجهاز حقق خلال الاختبارات نسبة نجاح وصلت إلى 70%.

وعقب إطلاق الكيان الصهيوني لمشروع القبة الحديدية تبنّته الولايات المتحدة الأمريكية بشدة، وفي أيار 2010، وافق مجلس النواب الأمريكي على خطة لتحديد ميزانية قدرت بـ205 ملايين دولار أمريكي لدعم القبة الحديدية “الإسرائيلية”.

وفي شهر تموز من العام نفسه، حدد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ميزانية قدرت بـ70 مليون دولار من خزينة الدولة لهذا البرنامج.

وفي آذار من عام 2014، أبرمت الولايات المتحدة الأمريكية مع “إسرائيل” اتفاقاً يقضي بتطوير منظومة القبة الحديدية “الدفاعية” بمبلغ 429 مليون دولار.

وانتقد خبراء “إسرائيليون” القبة الحديدية لتكلفتها الباهظة، إذ تقدر قيمة كل وحدة من المنظومة بنحو 50 مليون دولار أمريكي، في حين تصل قيمة الصاروخ الواحد إلى 62 ألف دولار.

وبحسب خبراء “إسرائيليون” فإنه لايجب الاعتماد على منظومة القبة الحديدية بشكل أساسي، إذ أنها تعاني من نقاط ضعف كسائر أنظمة الدفاع الصاروخية المستخدمة.

وكان من أبرز الانتقادات التي جاءت من علماء يعملون لحساب رايثيون (شركة عالمية رائدة في صناعة السلاح)، ورافائيل (الشركة المصنعة للقبة الحديدية).

وقال العلماء، في أذار 2013، إنهم درسوا أشرطة فيديو صورها هواة، ووجدوا أن النسبة الحقيقية للاعتراضات الناجحة من قبل القبة الحديدية كانت نحو 5%، مقابل نسبة 84% التي أعلنتها “إسرائيل.”

وذكروا أن الاعتراض الناجح يجب أن يُظهر انفجارين، أحدهما لصاروخ القبة، والآخر للصاروخ أو القذيفة التي يسعى لاعتراضها، وتابعوا أن أشرطة الفيديو لا تظهر في معظم الأحيان سوى انفجار صاروخ القبة.

ونجحت صواريخ المقاومة الفلسطينية باختراق نظام القبة الحديدية، مرات كثيرة، لتسقط داخل مناطق واقعة ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى