فلاش

ماهي حركة “BDS” التي تشكِّل خطراً على المنظومة “الإسرائيلية” ؟

كثيراً ما يتبادر إلى مسامعنا مسميات كثيرة لحملات مقاطعة للعدو “الإسرائيلي” منها ما تكون اقتصادية أوفنية أوثقافية و غيرها، و غالباً لم تركز الجهات المنظمة لها على نتائجها أو مدى فاعليتها.

وكانت صدرت على مدى أكثر من 13 عاماً ما تسمى “بالحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل” أو ما يعرف بال”BDS-Boycott, Divestment, Sanctions”، كأقوى حملة مقاطعة عالمية تدعم القضية الفلسطينية.

و بدأت هذه الحركة في صيف 2005، تحديداً في التاسع من تموز بعد توافق الغالبية الساحقة في المجتمع الفلسطيني على ضرورة العمل المستمر و الاستراتيجي لصون حقوق الشعب الفلسطيني من خلال عزل “إسرائيل” على مختلف الأصعدة.

ولم يأتِ تاريخ تأسيس هذه الحركة مصادفة، بل يوافق التاسع من تموز العام السابق على تأسيسها، على صدور قرار عن محكمة العدل الدولية، اعتبرت فيه أن قيام “إسرائيل” ببناء جدار الفصل العنصري أمر غير قانوني، و طالبت الحملة بتفكيكه و تعويض المتضررين، لكنه لايزال قائماً.

و حول المبادئ التي تنطلق منها الحملة، جاء في الموقع الرسمي للحركة “ثمانية وثلاثون عاماً من الاحتلال “اﻹسرائيلي” للضفة الغربية، قطاع غزة وهضبة الجولان، و”إسرائيل” مستمرة في توسيع مستعمراتها”.

ومما جاء في الموقع أيضاً أن “الاحتلال قام بضم القدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية من طرف واحد، وضمت عملياً – بسياسة الأمر الواقع – أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية بواسطة الجدار، كما تخطط “إسرائيل”، بعد مرور سبعة وخمسين عاماً على إنشاء ماتسميه دولة “إسرائيل”.

و حملت الحركة على عاتقها الدعوة لفرض عقوبات سلمية على “إسرائيل” ما دامت غير ملتزمة بمعايير المجتمع الدولي خاصة في ثلاثة محاور، أولها “الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة و إنهاء استعمارها و هدم جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية”.

و ثانيها “الاعتراف بالمساواة الكاملة بين كل المواطنين الفلسطينيين و العرب، و عدم معاملة فلسطيني الداخل كمواطني “درجة ثانية”.

بينما كان ثالثها “مقاطعة “إسرائيل” مادامت لا تعترف بحق و حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم و استعادة ممتلكاتهم و قراهم بموجب القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

و يتفرع عن حركة ال”BDS” حركات مقاطعة محلية تنسق بشكل دائم معها، وتتوجه بالخطاب من البلد الممثل لها، حيث أوضح العضو في حركة المقاطعة ل”إسرائيل” في لبنان، سماح إدريس، لتلفزيون الخبر أن “هذه الحملات تحمل خطاباً أعلى من الحملة العالمية، كالكفاح المسلح و تحرير فلسطين، و أنه لا أحد يجبرنا على أن نقول أو لا نقول”.

وأردف ادريس: “نحن نتحدث بشكل مستقل عن الحملة العالمية، فيما يتم التنسيق بيننا و بينها بشكل دائم بالخطوط الثقافية و الفنية وإطار الشركات المطبعة، و داعمي الاستيطان في سجون الاحتلال”.

و أضاف ادريس أن “قوة الحركة عالمياً هو “الحساسية للسياق الذي كان سبباً وراء الكثير من الإنجازات، وتحقيق الدعم الدولي”.

وتابع “لدنيا اليوم عشرات الآلاف من اليهود في أمريكا حول العالم مثلاً، و ثالث أقوى حزب في إسبانيا و مئات البلديات فيها، ممن يعتبرون أن الكيان “الإسرائيلي” غير شرعي وغير قانوني لذا فهم يدعمون المقاطعة”.

ويؤكد ادريس على “تاريخ النضال و الصراع من الدم والتهجير مع العدو، وأن هذا الصراع هو أساس نشأة الحركة”، قائلاً: “لسنا ملزمين بالخطاب العالمي المحدود”.

ويردف إدريس “من هنا جاء دعم مئات الكنائس حول العالم و مئات الجمعيات و الورشات التي ترفض المشاركة في أي عمل ضمن “إسرائيل””.

و تحدث إدريس عن نشأة هذه الحركة، والتي بدأت قبل ال”BDS” بثلاث سنوات لتحمّل خطاباتها مساراً مختلفاً عنها”، مضيفاً “تستند الحركة في لبنان على قانون مقاطعة “إسرائيل” الصادر عن جامعة الدول العربية الذي ينص على عقوبات للمتعاملين مع الكيان”.

وقال ادريس إن “هذا القانون يطبّق أحياناً و أحياناً أخرى يخرق أو يتلاعب عليه بتطبيع أو سلامٍ غير مشروع مع الكيان الصهيوني، لذا ننجح تارة و نفشل مرات أخرى”.

و يرى ادريس أن “المشكلة في لبنان أنه حتى الآن البعض من الطبقة الحاكمة لا يرى في التطبيع الثقافي و الفني مع “إسرائيل” مشكلة”.

و يشير ادريس إلى أن “الصراع مع العدو الصهيوني عاد خطوات إلى الوراء خلال فترة الانتفاضات العربية، لتتحول الأولوية لتهيئة المجتمع العربي للحريات و ديموقراطياً”، بحسب تعبيره.

و يلفت إدريس إلى “أن العلاقة الجدلية بين الديموقراطية الداخلية والتخلص من الاحتلال انتهت، وغدت مثالاً للسخرية و الطعن، ومن جهة أخرى، يرى آخرون أن كل أهداف تطوير المجتمع العربي و التخلص من تخلفه غير مجدية ولا يوجد حل سوى محاربة “إسرائيل” و أمريكا”.

يشار إلى أنه كانت المقاطعة عاملاً أساسياً وراء انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصاد “الإسرائيلي” بنسبة 46% سنة 2014، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.

وتتوقع مؤسسة “راند” الأمريكية بأن تلحق حركة المقاطعة خسارة بإجمالي الناتج المحلي “الإسرائيلي”.

وكان كشف تقرير للبنك الدولي بأن الصادرات “الإسرائيلية” إلى السوق الفلسطيني انخفضت بنسبة 24% في الربع الأول من سنة 2015، وفقاً للموقع الرسمي للحملة”.

كما أعلنت شركة “G4S”، وهي شركة أمن بريطانية، تؤمن أدوات سجون و إدارت شرطة الاحتلال، في كانون أول 2016 عن الانسحاب من جميع مشاريعها في الاقتصاد “الإسرائيلي” تقريباً.

و عن المقاطعة الفنية، كان آلاف من الفنانين و الكتاب العالميين انضموا لها، وألغى آخرون حفلات لهم كانت أبرمت عن طريق “جهات اسرائيلية”.

كما ألغيت هذا الصيف مباراة تجمع ما بين المنتخبين “الإسرائيلي” و الأرجنتيني خلال تصفيات كأس العالم الفائت، بينما صرحت “اسرائيل”أن” هذه الحركة تعد “خطراً استراتيجياً” على منظومتها الاستعمارية”.

يذكر أن الحملة اتخذت من “حنظلة” الرمز الفلسطيني شعاراً لها يحمل بيديه ميزان العدالة، مرفقاً بشعارات “الحرية-العدالة-المساواة” وهي المبادئ التي لن تعيشها فلسطين في ظل احتلال يسعى كل داعم لـ “BDS” إلى إنهائه و التخلص منه.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى