فلاش

ماهي أضرار وسائل التدفئة البديلة “غير الصحية” ؟

احتال المواطن السوري في فترة الحرب على واقع لم يعطه وعائلته الدفء المطلوب، بخدع اعتقد أنها تقيه برد شتاءٍ لطالما كان دافئاً قبل ثماني سنوات، فساعات من الدفء وأحياناً دقائق معدودة، جلبت له مع مرورها أمراضاً عديدة، وأحياناً أخرى أودت بحياته.

وتعددت أساليب التدفئة “غير الصحية” خلال الأزمة عند السوريين، حيث استعادوا وسائل تدفئة كانت “منسقة” و منسية قبل أعوام، ولكن كما يقال “للضرورة أحكام” والحكم هذه المرة كان قاسياً أكثر مما توقعه المواطن.

ولم يكن بوسع المواطن السوري خلال سنوات الحرب إلا استبدال وسائل التدفئة التي استخدمها عادةً (الكهرباء، الغاز، المازوت) بسبب قلتها وعدم توفرها في أغلب الأحيان، بوسائل أخرى مستحدثة أقل تكلفة ولكنها للأسف “أكثر ضرراً”.

ومن أبرز هذه الوسائل ” المواد البلاستيكية، صناديق الفلين، المازوت الغير مكرر، الكاز، الحطب، بالإضافة إلى القطن والكحول”.

وعن الضرر الذي يسببه احتراق هذه المواد أوضحت الأخصائية المشرفة في قسم الأذن والأنف والحنجرة في مشفى المواساة الجامعي ردينة محرز لتلفزيون الخبر “هذه المواد مسرطنة للجهاز التنفسي بامتياز”.

وأضافت نحرز” هي السبب الأهم لالتهاب القصبات المزمن بالإضافة إلى أنها عامل محسس بشدة وتسبب أمراضا مزمنة، كما تتسبب بخطورة عالية تحديداً على مرضى الربو”.

و بيّنت محرز أن “هذه المواد ذات خطورة عالية على مرضى القلب، حيث يكون القلب غير قادر على تأمين الأوكسجين الكافي للجسم بسبب ارتفاع التوتر الرئوي ووذمة الرئة، ويؤدي احتراق هذه المواد إلى زيادة ثاني أوكسيد الكربون بالدم ، فيزداد الجهد على القلب لتأمين الأوكسجين، والذي يؤدي غالباً إلى الوفاة”.

وشاع في فترة الأزمة أيضاً استخدام “المازوت غير مكرر” و “صناديق الفلين” والمواد البلاستيكية” و”الكاز” كوقود للمدافئ، حيث كان لهذه المواد الحصة الأكبر من الضرر على الصحة حسب ما أشارت محرز، حيث يؤدي احتراقها إلى انطلاق مواد عالية السمية، وخاصة إذا كانت موضوعة بتراكيز عالية مما يؤدي إلى الوفاة”.

وأما “الحطب” فكان الأقل خطورة بين سابقاته، “كون احتراق المواد الطبيعية أسلم وأقل خطورة من احتراق المواد الصناعية، حيث أن الخشب يطلق كمية كبيرة من غاز الكربون عند احتراقه، لكنه لا يطلق أي مواد سامة أخرى، بالرغم من أنه قد يؤدي استنشاقه بكميات كبيرة إلى فقدان الوعي والاختناق” بحسب محرز.

ولم تقتصر أضرار هذه الأدوات على الصحة فقط بل تجاوزت ذلك إلى أضرار مادية كبيرة، فشهدت منازل عدد كبير من المواطنين، حوادث احتراق نتيجة استخدام هذه المواد، جعلت المواطن السوري يقع بين نار الدفء ونار تحمّل نتائجه و أعبائه.

وأفاد رئيس هيئة الطب الشرعي في سوريا الدكتور زاهر حجو لتلفزيون الخبر أنه “في فترة الأزمة السورية، كان لمحافظة حلب النصيب الأكبر من الوفيات، نتيجة وسائل التدفئة غير صحية، وخاصة بسبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، حيث بلغ عددهم في تلك المحافظة من(20 إلى 30) شخص سنوياً”.

يذكر أن المواطن السوري يعاني، عدم توافر وقود التدفئة “الصحي” (الغاز والكهرباء والمازوت)، والتي جعلته يفضل استخدام وسائل التدفئة “غير الصحية” بالرغم من ضررها، على أن يتجمد أبنائه برداً، خاصة في ظل الأحوال الجوية السيئة، التي شهدتها البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.

منار محرز _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى