موجوعين

مافيا المراهنات “تسرح وتمرح” في اللاذقية وطرطوس .. وشاب ينتحر خوفاً من بطشهم

 انتشرت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة المراهنات على نتائج كرة القدم بشكل كبير في مدن اللاذقية وطرطوس بين أوساط الشباب، معتبرين أنها وسيلة لجني النقود مختلطةً بالتسلية والحماسة، ولكن تلك الوسيلة بدأت تظهر جانبها السلبي مع زيادة انتشارها، لتسجل مدينة طرطوس أول حادثة انتحار نتيجة “الخسارة في المراهنات”.

وكشفت صحيفة “الوطن” عن مصدر في فرع الأمن الجنائي بطرطوس أن “القاصر “رودي سعيد فياض” أقدم على الإنتحار بسبب خسارته مبلغاً مالياً بالمراهنات على نتائج المباريات بكرة القدم”. وفي التفاصيل فإن فياض “بعد خسارته الرهان تمت مطالبته بدفع المبلغ من أشخاص وتهديده بقوة السلاح في حال عدم دفع المبلغ، ما أدى إلى إقدامه على الانتحار خوفاً من المذكورين”.

أحد الجوانب السلبية لظاهرة المراهنات، والتي تعتبر أخطرها، هي تشكل عصابات مسلحة من قبل الأشخاص المديرين لعمليات الرهن لإجبار الخاسرين على دفع المبالغ بالقوة وبترهيب السلاح في حال امتناعهم .

صحيفة “الوطن” ذكرت أن هناك “عدد من الأشخاص المعروفين بإدارة لعبة المراهنات في مدينة طرطوس واللاذقية وحمص يخصصون أشخاص يعملون لديهم لإغراء الشبان وطلاب المدارس بالمشاركة في تلك اللعبة لما تجنيه من مبالغ مالية كبيرة”.

وأضافت أن “الأشخاص المشرفين على إدارة اللعبة يقومون بتشكيل عصابات مسلحة مهمتها الضغط على هؤلاء الشبان في حال تعرضهم للخسارة وعدم دفعهم المبالغ المستحقة”.

المافيات التي يقوم تشكيلها هؤلاء هي ضمانة لهم من أجل الحصول على الأرباح، وخصوصاً أن “لعبة المراهنات” أصبحت تجارة أساسية يرى البعض أنها تعود بالنفع المادي الكبير على أصحابها، لترى “العديد من الطلاب الجامعيين يعملون فيها” بحسب حديث مصدر يشارك في عمليات الرهانات لتلفزيون الخبر.

وذكر المصدر أن “بعض الأشخاص يتعرضون لخسارات مالية كبيرة جدا”، شارحاً الأمر بمثال أن “شخص ما خسر في المرة الأولى نتيجة الرهان على مباراة ما مبلغ 40 ألف ليرة سورية، فإنه يخبر الشخص الذي راهن لديه، المسمى (الديلر)، أن يمهله أسبوع للدفع”.

وتابع: “يقوم الشخص نفسه آملاً أن يتحسن حظه بالرهان مجدداً على مباراة أخرى بمبلغ 40 ألف الباقي عليه، إلا أنه في حال خسارته للمرة الثانية يصبح المبلغ الذي من المفترض أن يدفعه 80 ألف، وهكذا تتراكم المبالغ”.

ووصف المصدر ما يحدث للشخص الذي تتراكم عليه الخسائر بدون أن يتمكن من الدفع بـ “البهدلة”، مشيراً أن “معظمهم يهربون خارج البلاد خوفاً مما يمكن أن يحدث لهم هنا”.

المافيات التي تتشكل نتيجة هذه الظاهرة والمنتشرين بمدينة اللاذقية أكثر من طرطوس مهمتهم تحصيل المبالغ بأي شكل من الأشخاص، إن كان عن طريق إجبار الخاسرين على التنازل عن أملاكهم أو وضع إشارات رهن عليها أو تهديدهم بشكل صريح بالقتل، وحتى خطف المعنيين وإجبار أهاليهم على الدفع.

ويرجع الكثيرون بدايات ظهور المراهنات بشكلها المعروف حالياً إلى مدينة اللاذقية قبل أن تنتشر في مدن كدمشق وحمص وطرطوس، والظاهرة المنتشرة حالياً كانت بدايتها كنوع من”المشارطات” بين الأصدقاء على مباريات معينة حيث كانت الرهانات بسيطة تبدأ بمبالغ مالية بسيطة و تنتهي بـ”عزيمة” على الغداء.

والأمر الملفت للإنتباه أنه وبجولة قصيرة في شوارع المدينة أثناء مبارات مهمة أو حتى من خلال الحديث مع شخص ما حول المراهنات ترى أن الأمر منتشر ومكشوف بشكل كبير من ناحية مراكز المراهنات وتصرفات عصابات المافيات والخطر الذي يزداد بشكل يومي بسببهم.

فمن “التشبيح” إلى “السيارات المفيمة” إلى “التعفيش” وكل ما يعاني منه المجتمع السوري من انفلات وجرائم من أصحاب ضعاف النفوس الذين يستغلون الأزمة السورية “فقط لا غير”، تنضم تلك “المافيات” إلى قائمة مايبدو أنها “خطوط حمر مسماي على فلان وعلتان” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى