فلاش

ماذا تعرف عن جماعة “الإخوان المسلمين”؟

نشرت وكالة رويترز تقريراً مطولاً عن جماعة “الإخوان المسلمين” بمناسبة سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية في خطوة من شأنها فرض عقوبات على “الجماعة”.

وعمد التقرير الذي حمل توقيع “مكتب اسطنبول” في الوكالة، إلى تزوير بعض الحقائق ودسها في التقرير المنشور، ومحاباة الحركة الإسلامية المتشددة بلبوس “سياسي” من خلال السياقات واستخدام فنون الانحياز.

وارتبط تاريخ “الإخوان المسلمين” بالعنف منذ تأسيسها في مصر قبل أكثر من 90 عاماً، ولها اليوم فروع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بعضها يرتبط بها مباشرة.

وتصف عدة دول عربية ذات طابع علماني، “الجماعة” بأنها إرهابية خطيرة ينبغي القضاء عليها، وتقول “الجماعة”: إنها “أعلنت قبل عقود نبذ العنف وتنتهج رؤية “إسلامية” تنشرها بالوسائل “السلمية” في الوقت الذي حرضت وشاركت بالعنف وقتل السوريين خلال الأحداث الأخيرة”.

وبعد أحداث 2011 التي أطاحت بحسني مبارك، كسبت “جماعة الإخوان” أول انتخابات الرئاسة في مصر، واستلم الرئيس محمد مرسي السلطة، ليمارس الرئاسة بسطحية وغباء شديدين، أساءا لتاريخ مصر .

وقام الشعب بحركة احتجاج كبيرة، ونزل إلى الساحات اعتراضاً على “الإخونجي” مرسي، الذي قطع العلاقات مع سوريا، وقام بالاعتقال والضغط على سوريين موجودين في مصر، مناوئين “للإخوان” ولأحداث الموت في سوريا.

واستلم الجيش المصري مقاليد الحكم، وتم حظر “جماعة الأخوان” في مصر، وصدرت أحكام بالإعدام على كثير من قادة الجماعة، وبينهم الرئيس المعزول محمد مرسي والمرشد العام للجماعة محمد بديع، لكن أياً منهم لم يصدر عليه حكم واجب النفاذ بالإعدام، كما حوكم الآلاف من أعضاء “الجماعة” ومؤيديها.

كيف تعمل “الجماعة” ؟

تأسست جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر عام 1928 بقيادة حسن البنا وهو داعية دعا إلى إحياء الدين وإقامة خلافة تطبق الشريعة الإسلامية.

ورفضت “جماعة الإخوان المسلمين” بقيادة البنا العلمانية التي انتشرت في الشرق الأوسط، وقالت: إن “القومية العربية ليست السبيل لتحدي السيطرة الاستعمارية الغربية على المنطقة”.

وقام بناء “الجماعة” على الخلايا العنقودية مع استخدام أسلوب الاستمالة والتربية لفترة طويلة للأعضاء الجدد، وهذه الممارسات السرية بشكل كبير تجعل من الصعب قياس قدرات “الجماعة”.

إضافة إلى ذلك، فإن انتشار “الجماعة” في الشرق الأوسط يعني ارتباطها بجماعات مختلفة ابتداءً من الجماعات المسلحة وحتى الجمعيات الخيرية.

أين توجد؟

كثير من “الأحزاب السياسية والجماعات” في الشرق الأوسط ومحيطه لها جذور في جماعة “الإخوان المسلمين”، ولا تحمل جميع تلك “الأحزاب والجماعات” اسم “الإخوان المسلمين” كما أنها لا تكشف بوضوح عن صلاتها بها.

فشلت محاولات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخمسينات والستينيات في القضاء على أفكار “جماعة الإخوان” المتطرفة، وفرّ حاملوها إلى السعودية ودول الخليج الأخرى التي رحبت بهم كثقل يوازي ويعادي الفكر الثوري للقومية العربية الذي تبناه الرئيس المصري آنذاك.

وفي سوريا، أشعلت “جماعة الإخوان المسلمين” في بداية الثمانينات فتيل فتنة مسلحة، وقتلت آلاف السوريين على الهوية، قبل أن يتمكن الجيش العربي السوري من القضاء عليها وإعادة الأمان إلى البلاد.

وتأسست جماعة “حماس” التي كسبت الانتخابات التشريعية الماضية في 2006 “ كفرع فلسطيني لجماعة “الإخوان المسلمين” وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “حماس” منظمة إرهابية.

وقي الأردن، حليف الولايات المتحدة الوثيق، شارك “الإخوان” في ائتلاف سياسي معارض فاز بمقاعد في البرلمان في انتخابات 2016.

وقدم “حزب العدالة والتنمية”، ذو الجذور الإسلامية، بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدعم لحكومة مرسي التي لم يطل بها الأمد في السلطة، ووجد كثير من قيادات وأعضاء ومؤيدي “جماعة الإخوان المسلمين” ملاذاً في تركيا، وتستضيف قطر أيضاً شخصيات بارزة في “جماعة الإخوان”.

لماذا تم حظر “جماعة الإخوان” في السعودية والإمارات؟

كانت معارضة الإمارات الصريحة لجماعة “الإخوان المسلمين” منذ 2011 سبباً رئيسياً في تصدع العلاقات مع قطر التي يُنظر إليها في الخليج على أنها داعمة “للجماعة” المتشددة .

ومثلما هو الحال في السعودية، تنظر الأسرة الحاكمة في الإمارات إلى “جماعة الإخوان المسلمين” باعتبارها منافساً فكرياً، كما تعتبر دعوتها للنشاط السياسي بما في ذلك الانتخابات تهديداً مباشراً للحكم الوراثي فيها، وصنفت السعودية “الإخوان المسلمين” جماعة إرهابية رسمياً في 2014 وحظرتها في المملكة.

في الخمسينات وفرت السعودية المأوى لآلاف من أعضاء “جماعة الإخوان” الذين واجهوا السجن في مصر وسوريا وغيرهما، وبسرعة كسبت “الجماعة” نفوذاً في المملكة مما أسهم في إضفاء طابع سياسي على الإسلام في السعودية.

وحدثت القطيعة بعد غزو العراق للكويت في 1990 ومشاركة السعودية في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003.

وانتقدت “الجماعة” علناً الوجود العسكري الأمريكي في السعودية وقادت “جماعات” مرتبطة بها حملة لإجراء إصلاحات سياسية جذرية.

وسحقت السلطات الحملة وأنحت باللائمة على “جماعة الإخوان” في بث روح المعارضة، وفي 2002 وصف وزير الداخلية السعودي جماعة “الإخوان المسلمين” بأنها مصدر كل الشرور في المملكة.

لماذا يتحرك ترامب الآن؟

أعلنت دول أخرى بالفعل “جماعة الإخوان” منظمة إرهابية، حيث جعلت سوريا عضوية “الجماعة” جريمة عقوبتها الإعدام في 1980، وحظرت روسيا “الجماعة” في 2003، كما حظرت مصر “الجماعة” بعد عزل مرسي وبعدها بفترة قصيرة أعلنت السعودية والإمارات “الجماعة” منظمة إرهابية.

وقال مسؤول أمريكي: إن “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلب من ترامب حظر “جماعة الإخوان” أثناء زيارة واشنطن قبل ثلاثة أسابيع، ومن شأن هذه الخطوة توثيق علاقة ترامب بحلفاء عرب يعتبرهم محوريين في مواجهة إيران”.

وفي 2014 وصف حليف مصر خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) “الإخوان المسلمين” بأنهم شبكة جاسوسية دولية.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى