كاسة شاي

ماذا تعرف عن المومياء التي أغرقت التايتانيك ؟


من منا لم يسمع بسفينة التايتانيك التي غرقت في 1912 بعد أن اصطدمت بجبل جليدي أو لم يشاهد الفيلم الذي أخرجه لهوليوود المخرج المشهور جيميس كاميرون؟، ولكن من يعرف قصة المومياء التي يقال أنها كانت السبب في غرق السفينة؟.

المومياء المعروفة باسم “آمن رع ” الملعونة، والتي قتلت بلعنتها كل من فتح قبرها من العلماء والعاملين، ثم قتلت التاجر الذي باعها وقتلت بعدها العالم الأمريكي الذي اشتراها، ثم وجدت طريقها إلى سفينة تايتانيك التي كانت متجهة نحو نيويورك، فقامت بإغراقها.

نظرية المؤامرة التي تظهر دائما عند أي كارثة طبيعية والتي يريد الخيال البشري عن طريقها تفسير الكارثة بغير الشيء المتداول، تظهر في غرق التايتانيك لتقول أن السفينة اصطدمت بجبل الجليد نعم ولكن السبب هو وجود مومياء مصرية ملعونة على متنها.

وانتشرت قصة المومياء الملعونة وآمن بها كل من يهوى هذه الروحانيات، وبدأت قصة المومياء “آمن رع” وهي أميرة مصرية كانت دفنت في الأقصر حتى قام أحد التجار البريطانيين بشرائها عام 1980، لتبدأ معها روايات الرعب والموت الآلام المرتبطة بكل من كان له اتصال بـ “الأميرة الملعونة”.

وسماع أصوات البكاء والنواح في كل مكان تواجدت به المومياء، والحصبة التي تصيب وتقتل ابن كل من يحاول مسح الغبار من على التابوت، والآلام والموت التذي يرافق كل من يعرف بالمومياء شاعت وانتشرت بقوة.

بدءا بموت التاجر البريطاني الذي اشتراها، وموت التاجر المصري الذي باعها، وحتى العالم الانكليزي دوغلاس موراي الذي اشتراها بطريقة ما سرعان ما قطعت يده بعد يوم من شرائها بانفجار بندقية صيد بيده، كما مات اثنين من العمال الذين حملوا المومياء لبيت موراي.

فتخلص منها موراي وأهداها إلى إحدى صديقاته التي ماتت بعد أيام من ذلك بعد موت والدتها وتركها لخطيبها، فقرر موراي إهدائها للمتحف البريطاني ولكن أيام قليلة ومات العالم المسؤول عن استلام المومياء في المتحف ومات المسؤول عن المعروضات ومات المصور الذي التقط صورة المومياء في المتحف.

وفي هذه النقطة قرر المتحف التخلص من المومياء وارسالها إلى خارج البلاد بالتحديد نحو نيويورك، فشحنت وحملت على متن إحدى السفن، وإحدى السفن هي “ما غيرها” التايتانيك، والتي غرق على متنها إلى جانب الـ 1500 شخص هو صديق موراي وشريكه الصحفي ويليام ستيد المتحمس لنظرية المومياء ولعنتها والذي روج لها.

ولا تقف لعنة المومياء على سفينة التايتانيك وحدها بل اللعنة طالت السفينة المسماة امبرطورة ايرلندا التي قيل أنها حملت بعض الناجين من غرق التايتانيك ولكنها في الطريق اصطدمت بناقلة فحم وغرقت وعلى متنها 700 شخص، ومومياء الأميرة الملعونة.

ونقض النظرية أتى عام 1985 على يد تشارلز هاس رئيس لجنة تقصي الحقائق حول غرق التيتانيك، فقام بفحص سجل حمولة السفينة فلم يجد أي ذكر لشحن مومياء على ظهر السفينة.

والصحيح أن هناك بالفعل مومياء ولكنها ليست أميرة فرعونية ولا تدعى “أمن رع” ولا “أمون رع” ولكنها كاهنة في معبد “أمون رع” وهناك تابوت باسمها لكنه فارغ ولم توجد فيه مومياء بالأصل، والأهم أن التابوت لم يغادر مصر مطلقا، ولم يشحن على تايتانيك ولم تحل اللعنة على أي أحد.

ولكن النقطة الأهم التي كشفت هي أن غطاء التابوت الذي قيل أنه وجد في حطام السفينة هو موجود حتى اليوم في المتحف البريطآني، ورقمه هو BO NO.22542 في القاعة الفرعونية الثانية.

وبدراسة تاريخية فند العلماء قيام العرافة المشهورة المدعوة هيلينا بلافانسكي بزيارة المومياء والتنبؤ بأن قوى شريرة تسكنها، وأنه لا يمكن طرد هذه القوى إلا بالتخلص من المومياء، وذلك لأن العرافة توفيت عام 1891 فيما غرقت السفينة تايتانيك عام 1912، وقصة زيارة العرافة للمومياء قبل شحنها مباشرة على متن السفينة تسقط منطقيا.

وأشار عالم المصريات الشهير الدكتور زاهي حواس للقصة في مقال نشره في إحدى الصحف، وقال ساخرا “تذكرت الشائعة الشهيرة التي أطلقت بعد سنوات من غرق السفينة، وهي أن السبب في غرقها وجود مومياء لأميرة فرعونية بصحبة أحد الأثرياء الأميركان الذي اشتراها من إنكلترا”.

وأضاف حواس “كُتبت مقالات كثيرة عن لعنة مومياء الأميرة التي أغرقت تايتانيك عام 1913 (هنا أخطأ حواس بعام الغرق وهو 1912)، ووجدت هذه الشائعة رواجا بين الناس حتى قيل إن السفن كانت ترفض نقل أي آثار فرعونية إذا علمت بوجودها خوفا من لعنة الفراعنة.

وتابع حواس “أما المفاجأة الكبرى، فكانت أثناء زيارتي لإلقاء محاضرة بمدينة بلفست بأيرلندا، وقمت بزيارة الجامعة، وهناك وجدت المومياء داخل متحف الجامعة، وقد اتضح أن المليونير الأميركي أهدى المومياء للجامعة، بعد أن كان يخطط لنقلها معه إلى أميركا على متن التايتانيك في رحلتها الثانية، وبعد أن علم بغرق الباخرة اعتقد أن نيته نقل المومياء أغرقت السفينة، ولذلك تركها وفرّ بنفسه، تاركا الأميرة وحيدة في آيرلندا، احذروا لعنة المومياوات.

لعنة المومياءات المصرية هي قصص وأساطير يهواها كثيرون وتجد طريقها دائما إلى الفن والأدب من السينما إلى الروايات والكتب والمسلسلات، ولكنها، كقصة مومياء التايتانيك، هي خيال شعبي يريد التصديق رغم الحقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى