علوم وتكنولوجيا

ماذا تعرف عن الطائرات المسيرة “Drones”

الطائرة المسيرة هي روبوت طائر يمكن التحكم فيه عن بعد أو الطيران بشكل مستقل من خلال مسارات مبرمجة في أنظمته المدمجة، حيث تعمل جنبًا إلى جنب مع أجهزة الاستشعار ونظام تحديد المواقع العالمي “GPS”.

وجاء المصطلح “Drone” من اللغة الإنكليزية القديمة حيث كان يعني “ذكر النحل” الذي يتزاوج مع الملكة، وفي القرن السادس عشر استخدم للإشارة إلى “صوت رنان نشط”.

وتصنع الطائرات المسيرة من مواد مركبة خفيفة لتقليل الوزن وامتصاص الاهتزاز وزيادة القدرة على المناورة، مما يسمح لها بالتنقل على ارتفاعات عالية للغاية، ويتم تجهيزها بأحدث التقنيات مثل كاميرات الأشعة تحت الحمراء ونظام تحديد المواقع والليزر.

ويتم التحكم في الطائرات المسيرة بواسطة أنظمة أرضية (GSC) ويشار إليها أيضًا باسم قمرة القيادة الأرضية، ويتكون نظام الطائرة بدون طيار من جزأين، مقدمة الطائرة وهو المكان الذي توجد فيه أجهزة الاستشعار والأنظمة الملاحية، وجسم الطائرة المليء بأنظمة تكنولوجية دقيقة.

لمحة تاريخية

ظهرت أول طائرة دون طيار في إنكلترا عام 1917، ثم طُورت عام 1924 كأهداف متحركة للمدفعية البريطانية، كما استخدمها الاتحاد السوفيتي في المجال الاستخباراتي في ثلاثينات القرن الماضي.

وأتاحت الحرب العالمية الثانية 1939-1945، والحرب الكورية 1950-1953، المجال لاستخدامها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كصواريخ موجهة للتصدي للطائرات الحربية.

وكانت الطائرات تستخدم لمرة واحدة فقط لذلك أنتج منها نحو 15000 طائرة عبر مصنع يقع جنوبي كاليفورنيا، وزودت لأول مرة بالصواريخ في الهجوم على كوسوفو عام 1999.

أنواع الطائرات المسيرة

طائرات متعددة المراوح: يستخدم هذا النوع لأعمال التصوير الجوي وتعتبر سرعتها محدودة ولا تستطيع البقاء في الجو لأكثر من 30 دقيقة، وتتميز بسعرها الرخيص.

طائرات ذات أجنحة ثابتة: تستخدم هذه الطائرات محركات الغاز كمصدر للطاقة ويمكن لها أن تبقى في الجو لمدة 16 ساعة. الجانب السلبي لهذا النوع أنه يحتاج إلى مدرج أو منصة إطلاق للوصول إلى الهواء بالإضافة لسعرها المرتفع.

طائرات مروحية (هيلوكوبتر): يتميز هذا النوع بقدرته على حمل أوزان ثقيلة والبقاء في الجو لفترات طويلة ولكنها تتطلب الكثير من الصيانة والرعاية بسبب تعقيداتها الميكانيكية.

طائرات هجينة: يجمع هذا النوع بين ميزات الأنواع الأخرى ويعمل على البطارية الكهربائية ومحرك الغاز، كما يمكنه الهبوط على المدرجات الأرضية والمسطحات المائية ولا يوجد سوى عدد قليل منها في الأسواق.

طائرات متغيرة الشكل: هي طائرات قادرة على تغيير شكلها أثناء الطيران مما يمكنها من الدخول إلى أماكن صغيرة عبر فتحات ضيقة يصعب على البشر الولوج إليها.

استخدام الرادار لتحديد المواقع والعودة لنقطة الإقلاع

تحتوي الطائرات المسيرة الحديثة على أنظمة عالمية للملاحة (GNSS) مثل “GPS” و”GLONASS”، مما يسمح لها بإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد والاعتماد عليها في مهام البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى تحديد مكان الانطلاق للعودة إليه تلقائيا إذا تطلب الأمر ذلك.

وتعمل أجهزة الاستشعار التي تُزوَّد بها الطائرة مثل الكاميرات الضوئية، وتلك التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء والرادار، على كشف التحديات التي تواجهها الطائرة ليقوم نظام الطيران الآلي بتفعيل “نظام تفادي الصدمات” لمنع وقوع أي تصادم.

أهم الدول المصنعة للطائرات المسيرة

بلغ عدد الدول التي تستخدم الطائرات المسيرة والتي تعمل على تطويرها أكثر من 40 دولة أهمها:

الصين: حيث تمكنت من صنع 25 نوعا من الطائرات دون طيار، و كشفت عنها في عرض تجاري عام 2010.

وأعلنت عام 2018 بدء تصنيع الطائرة دون طيار”CH-7″ بمواصفات تجعلها قادرة على التحليق إلى ارتفاع 13000 متر، وسرعة 571 ميلا في الساعة، كما يمكن تزويدها بمخزون صاروخي وقنابل بعيدة المدى للتعامل مع الأهداف الأرضية والبحرية.

إيران: والتي أعلنت في عام 2013 عن تطويرها لأكبر طائرة استطلاعية قتالية مسيرة، أطلقت عليها “فطرس”، بطول 7 أمتار، ومدى طيران يصل إلى 2000 كلم.

وكانت إيران استحوذت على طائرة تجسس أميركية دون طيار من طراز “آر كيو 170 سينتينيل” كانت أسقطتها أثناء اختراقها مجالها الجوي أواخر 2012.

ولاتزال صناعة الطائرات المسيرة في الدول العربية محدودة، إلا أنه كان لبعضها تجارب متواضعة مثل الإمارات، السعودية، الجزائر ومصر.

الخطورة العسكرية للطائرات المسيرة

جاءت الخطورة العسكرية لل “Drones” من تعذر كشفها أو رؤيتها عن بعد بواسطة العين المجردة، كما أن رادارات الدفاع الجوي مصممة للطائرات الكبيرة وليس للطائرات المسيرة ذات الحجم الصغير.

كذلك فإن التكلفة الباهظة التي تحتاجها أنظمة التصدي عند اللجوء إليها، فمثلا أنظمة باتريوت يكلف الصاروخ الواحد منها مليون دولار، في حين قد تبلغ قيمة الطائرة دون طيار نحو 500 دولار، بالإضافة لنتائج التصدي لهذه الطائرات في المناطق السكانية، لا سيما إذا كانت مزودة بالمتفجرات.

وذكر موقع “درون هانتر” أن أكبر التهديدات التي تمثلها الـ”درون”، أنه يمكن استخدامها في إطلاق النار أو مباغتة أهداف بشرية.

وأوضح الموقع أن الطائرات بدون طيار يمكنها اختراق الأماكن الخاصة والتنصت على أصحابها وتصوير أهداف محددة، أو حتى إلقاء مواد سامة على بعض المواقع، وهو ما دعا بعض الدول لإنتاج ما يطلق عليه “درع مضاد للدرون” يستطيع إسقاطها من الأرض باستخدام التشويش الإلكتروني.

حوادث شهيرة للطائرات المسيرة

ومن الحوادث الشهيرة للطائرات بدون طيار، ما شهدته الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013، عندما كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وشخصيات من حزبها على منصة في مدينة “دريسدن”، ومرت فوق رؤوسهم طائرة بدون طيار، وانخفضت ثم تحطمت على الأرض، وهي على بعد بضعة أمتار أمام ميركل.

وأعلن “حزب القراصنة” مسئوليتهم عن الواقعة، حيث أكدوا أنهم كانوا يرغبون في أن تعرف ميركل كيف من الممكن أن يتم التجسس عليها بطائرة بدون طيار.

كما نقلت طائرة مسيرة في شهر أيار من عام 2019 كلية لتتم زراعتها لدى مريضة في المركز الطبي لجامعة ماريلان في مدينة بالتيمور الأميركية.

وأظهرت الرحلة كيف يمكن للطائرات المسيرة اختصار زمن وصول الأعضاء للأشخاص المحتاجين، حيث أن عامل الوقت حساس جدا لكي يبقى العضو قابلا للزراعة.

يذكر أنه من المتوقع نمو عائدات سوق “الطائرات المسيرة” إلى أكثر من 11.2 مليار دولار بحلول عام 2020، وفقًا لبحوث شركة “جارتنر” المتخصصة بإدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى