ثقافة وفن

“ليكُنّ يوماً ما يُرِدنَ” .. فتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة فنانات معرض للتصوير الضوئي بدمشق

كما زهر الربيع، تفتحت فتياتٌ بعمرِ الورد والحرب خُضنَ تجاربَ أحالتهن لزهراتٍ بسيقانٍ صلبة تختزن الحبَ والإبداع، ست فتياتٍ اختبرن الكثير من المشاعر والحالات والعثرات وكل الذنب أنهن كبرن في زمن حربٍ ولّدت منهنّ نماذج إبداعية من رحم احتياجاتهن الخاصة وندوبِ حربِ وطنهن، “ليكُنّ يوماً ما يردن”.

احتضنت الفتيات جمعية “تاء مبسوطة” فاتحة ذراعيها لهن ببنفسجيتها المبهجة وسمتها الأنثوية، وصيّرت ندوبهن إبداعاً ووضعتهن على أول الدروب، وأقامت لهن معرضاً فنياً للتصوير الضوئي في غاليري جورج كامل بدمشق، مستمراً حتى ١٣ نيسان الجاري.

وحمل المعرض عنوان “سأكون يوماً ما أريد”، وخصص للفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة، اللاتي جمعتهن إدارة الجمعية للمشاركة بالمعرض بعد تدريبهن فيها بهدف تمكينهن ليكن جاهزات للعمل في هذا المجال، وسيشهد المعرض مسابقة لاختيار أجمل لوحة وتحصل الفائزة على كاميرا كجائزة.

ديانا جبور رئيس مجلس إدارة جمعية “تاء مبسوطة” تحدثت لتلفزيون الخبر عن هذه المبادرة قائلة: “تم الإعلان عن التدريب والمعرض، وتحدد الاختيار بشرطين أولهما أن تكون الفتاة فوق 18 عاماً كي يكون لديها الأريحية في التدريب وخوض التجربة”، مردفة “تم تجاوز هذا الشرط في حالات استثنائية، والشرط الثاني أن لا يكون لدى الفتاة إعاقة تمنع استخدامها للكاميرا”.

وأكملت “شاركت في المعرض كل من الفتيات (مريانا سلماوي، رانيا دك الباب، رشا خازم، أميرة العاص، آية حمد، حنان العينية)”، موضحة أنه “تم اختيار العنوان من وحي حالة الفتيات اللاتي يعانين من إعاقات متفاوتة”.

وأضافت جبور “تم تشجيع الفتيات على تقبل ذواتهن حيث تجاوزن إعاقاتهن واقتحمن الميدان الفني والعملي في آن واحد وأصبحن في احتكاك مباشر مع المحيط”، منوهة إلى أنه “تم تقبل الحالات ذات الإعاقة الحركية التي لا تعيق الفتاة عن استخدام الكاميرا، وأنه كان هناك إعاقات سمعية تم تجاوزه من خلال أستاذ لغة الإشارة”.

وتابعت جبور “تم اختيار أعمال الفتيات للمعرض بناءً على معايير حددتها لجنة مختصة مؤلفة من فنانين ونقاد ومصورين، وهذه اللجنة ستختار اللوحة الفائزة”، لافتة إلى أن “الفتيات هن من اخترن مواضيع أعمالهن”.

وأضافت “بقيت مدة التدريب بين ثلاثة إلى أربعة أشهر بين تدريب نظري وتدريب عملي على الكاميرا والخروج إلى الشارع واختيار اللقطة”، مشيرة إلى أن “هدف هذه المبادرة تأهيل الفتيات لدخول سوق العمل، وأن هناك مشروع مقبل لورشة كتابة سردية”.

وشرحت رئيس مجلس إدارة الجمعية عن طبيعة النشاطات، قائلة: “نشاطاتنا ليست مكلفة لكن نحتاج لدعم بما يخص الجوائز، على سبيل المثال كاميرا هذا المعرض (الجائزة) تقدمة من جمعية “شيلد” اللبنانية”.

وعن أفكار مبادرات الجمعية، أوضحت جبور أنه “يتم تحديد النشاطات بناءً على الاحتياجات التي تصل إلينا من قبل الفتيات والنسوة”، موجهة دعوة عبر تلفزيون الخبر للفتيات والمعنيات بأنشطة الجمعية اللاتي لديهن رغبة للتدريب بمجال محدد للتواصل مع الجمعية، وفي حال تعددت الطلبات تدرس لتكون مبادرة”.

رانيا دك الباب، إحدى المشاركات في دورة التصوير الضوئي والمعرض، قالت لتلفزيون الخبر: “تم تدريبنا بإشراف الأستاذ تليد الخطيب، كنا فريقاً جميلاً ومتعاوناً، جمعنا حبنا للتصوير الضوئي وشغفنا به، تجاوزنا الصعوبات”، مردفة “هذه هوايتي التي أحب الاستمرار بها وأتمنى أن أكون من الفائزات” لافتة إلى أن عنوان لوحتها “أم الشهيد”.

وشهد المعرض إقبالاً وحضوراً من قبل مصورين وفنانين وزوار ومهتمين، حيث كان من ضمن الحضور الفنان دريد لحام والمخرج باسل الخطيب.

وتحدث المخرج باسل الخطيب لتلفزيون الخبر عن أهمية هكذا أنشطة في المجتمع قائلاً: “هذا النشاط الإبداعي اليوم يشعرنا بسعادة لأن جمعية تاء مبسوطة من خلال نشاطاتها لتمكين المرأة بكافة الجوانب فسحت المجال أمام الفتيات لاختيار آفاقهن الخاصة”.

وأضاف الخطيب “لا تقل هذه الفتيات إبداعاً عن أي مصور متمرس في الرؤية والخيال الفني، وهذه مبادرة لدعم طاقاتهن”، متابعاً “اليوم يوجد مجالات كثيرة تمنح لأي فتاة فرصتها والمجال للتعبير عن نفسها”.

وأوضح الخطيب ” لدى هذه الفتيات اللاتي عشن الحرب كثير من الحب والإبداع إضافة إلى مخزون عميق، لاسيما وأنهن اختبرن ظروف عاشها البلد وهن مؤهلات لخوض تجارب فنية قد تكون سينما أو مسرح أو تصوير أو كتابة إبداعية”.

يذكر أن جمعية تاء مبسوطة جمعية نسوية أطلقت قبل ثلاث سنوات، وتعمل على تأهيل النساء السوريات، وورشاتها متناسبة مع هذا العمل، يتم الإعلان عن نشاطاتها من خلال التواصل مع جمعيات موازية إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتنسيق ورقيات خاصة، بحسب رئيس مجلس إدارتها ديانا جبور

 

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى