فلاش

“لو يذكر الزيتون غارسه لصار الزيت دمعاً” .. في يوم الأرض “سنطردهم من هواء الجليل”

“ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعبٍ لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ.. على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، يقول درويش، شاعر الأرض التي لم يطوِها يوما شعبها وفدائيوها في أرشيف مضى، بل بقي هذا الأرشيف حافلاً بسجلات المقاومة.

إذ مازال الفلسطينيون يبدعون على أرضهم وفي الداخل والخارج الفلسطيني بترسيخ أحقيتهم بأرضهم التي يحيون ذكراها الـ 43 يوم الثلاثين من آذار من كل عام، ليطلقون هذا العام مليونية الأرض والعودة ومسيرات وفعاليات مختلفة تؤكد تمسكهم بأرضهم وبمقاومة العدو “الإسرائيلي”.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار “دعوتها الفلسطينيين في القطاع المحاصر والضفة الغربية للمشاركة في مليونية الأرض والعودة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة والتي تتزامن مع الذكرى الـ 43 ليوم الأرض”.

ووصل عدد شهداء مسيرات العودة وكسر الحصار منذ انطلاقها في الثلاثين من آذار عام 2018 إلى 274 شهيداً إضافة إلى إصابة أكثر من 30 ألفا بجروح مختلفة وحالات اختناق بالغاز، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

كما شارك الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، السبت 30 آذار، في فعاليات مختلفة وبمسيرة في مدينة سخنين المحتلة احتجاجاً على جرائم الاحتلال وممارساته العنصرية بحق الشعب الفلسطيني وعدوانه المستمر على قطاع غزة المحاصر.

وتاريخياً، جاءت ذكرى يوم الأرض في ذات التاريخ، 30 آذار، من عام 1976 حين قامت السّلطات “الإسرائيلية” بمصادرة نحو 21 ألف دونم من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينية، لإسكان “الإسرائيليين” في المنطقة فيما أطلقت عليه مشروع “تطوير الجليل”.

وشمل ذلك مناطق عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب، وحينها عم إضراب عام ومسيرات من الجليل شمالاً إلى النقب جنوباً، كما اندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وجرح واعتقال المئات.

وللرد على هذا القرار تداعت لجنة الدفاع عن الأرض بتاريخ 1 شباط 1976 لعقد اجتماع عاجل في الناصرة، نتج عنه إعلان إضراب عام شامل في 30 آذار من السنة نفسها كإحدى مظاهر الاحتجاج، وغدا بذلك يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض، وفي الصراع مع العدو “الإسرائيلي”.

وأرفق العدو “الإسرائيلي” قرار مصادرة الأراضي بإعلان حظر تجول على قرى سخنين، عرابة، دير حنا، طرعان، طمرة، وكابول، من الساعة الخامسة مساء يوم 29 آذار 1976، وإعلانها عدم قانونية المظاهرات، وتهديدها بالتصدي لها.

ومنذ ذلك العام شكل يوم الـ 30 من آذار مناسبة للفلسطينيين في الداخل والشتات، ومعهم المتعاطفين حول العالم بإحياء ذكرى يوم الأرض، وتجديد تشبثهم بحقوقهم.

وتتمثل مظاهر إحياء ذكرى يوم الأرض عادة في المظاهرات والمسيرات، إضافة إلى الإضرابات الشاملة في كافّة المناطق الفلسطينيّة، وإطلاق جدارياتٍ ومجسماتٍ تعبّر عن فلسطين بشكلٍ عام، والقدس بشكلٍ خاص، مع حملات لزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي تمّ جرفها على يد السلطات، فضلاً عن حملات إعلامية متفرقة.

ووفقاً للجهاز الفلسطيني للإحصاء فإن العدو “الإسرائيلي” يسيطر اليوم على أكثر من 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27 ألف كم مربع. وأن عدد المواقع الاستيطانية مع نهاية العام 2017 بلغ 435.

فيما تم تهجير 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في أراضيهم، ليحملوا معهم قضية أرضهم كيفما ولوا وجوههم عاقدين العزم على طرد العدو من هواء مدنهم وقراهم وتراثهم وأرضهم .. كامل الأرض.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى