كاسة شاي

“لم يقل ما بقلبه”.. لكن ذكراه باقية بعد 26 عاماً على الغياب..الموسيقار محمد عبد الوهاب

ولد محمد عبد الوهاب في 13 آذار 1902، في حي باب الشعرية، وعمل كملحّن ومؤلف موسيقى وكممثل سينمائي، بدأ حياته الفنية مطرباً بفرقة فوزي الجزايرلي عام 1917.

والتحق عبد الوهاب بعد ذلك بنادي الموسيقى الشرقي، حيث تعلم العزف على العود على يد محمد القصبجي، وتعلم فن الموشحات، وعمل في نفس الوقت كمدرس للأناشيد.

وارتبط الموسيقار محمد عبد الوهاب بأمير الشعراء احمد شوقي، ولحن له أغانٍ عديدة، غنى معظمها بصوته الشجي، إضافةً إلى انه لحن للعديد من الفنانين المصريين والعرب، كانت منهم فيروز وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة احمد ووردة الجزائرية وصباح وطلال مداح وأسمهان.

وقابل عبد الوهاب، سيد درويش الذي أُعجب بصوته وعرض عليه العمل في فرقته الغنائية، وعمل في روايتي البروكة وشهرزاد، وبالرغم من فشل فرقة سيد درويش إلا أن عبد الوهاب لم يفارقها، بل ظل ملازماً له يستمع لغنائه ويردد ألحانه حتى وفاته.

وبدأ نجم محمد عبد الوهاب يبزغ عندما قدّمه أحمد شوقي بعد أن تبناه وأصبح الأب الروحي له، في كافة الحفلات التي كان يذهب إليها وقدمه إلى رجال الصحافة مثل طه حسين وعباس محمود العقاد والمازنى وكذلك رجال السياسة.

وعلى الرغم من أن محمد عبد الوهاب قدم العديد من الألحان الموسيقية ذات الطابع العربي الأصيل، مثل دعاء الشرق، وليالي الشرق، وعندما يأتي المساء، إلاّ أنه اتهم دائماً بأن يقوم “بتغريب” الموسيقى العربية.

وكان الموسيقار يقدم غرابته الموسيقية بإطار الاشكال المعروفة عربياً كالطقطوقة والمونولوج الغنائي حيث قدم مثلاً إيقاع “الفالس”،وأغنية “ياقلبي يا خالي” التي غناها عبد الحليم حافظ.

والتقى الموسيقار أم كلثوم وأديا معاً في أول لقاء جمعهما أغنية “على قد الليل ما يطول” ألحان سيد درويش، بعد ذلك لحن لها أغنية “غاير من اللى هواكي قبلي ولو كنت جاهلة”، و رفضت أم كلثوم أن تغنيها فغناها عبد الوهاب، لكنها غنت بعد ذلك تسع أغنيات من ألحانه على مدار تسع سنوات.

ولحن عبد الوهاب أجمل أغنانيه التي أداها بصوته، إضافةً لأغاني الكثير من مطربي تلك الحقبة، وكان أهم ما لحنه حينها أغنية “الوطن الأكبر” التي غناها عبد الحليم حافظ .

واشترك الفنان الشامل بتمثيل سبعة أفلام امتدت خلال فترة الثلاثينات والأربعينات كان منها “لست ملاكاً، الوردة البيضاء ودموع الحب”، ولحن مشهداً من مسرحية أحمد شوقي”مجنون ليلى”.

وتعد زيارته السورية إلى حلب التي كانت تعد مركز الإشعاع الموسيقي، من المحطات المهمة في بداياته، حيث زارها عام 1927.

واستمعت لأغانيه لجنة من النقاد والمبدعين، في الوقت الذي كانت فيه حلب تبني سمعتها الموسيقية ليس فقط على القدود والموشحات بل أيضاً على النقاد و كانت تأخد على عاتقها حماية الذوق العام، حيث غنى فيها عدة أغاني، وأصدر إسطوانات لموال “اللي انكتب على الجبين” وقصيدة “ياحبيبي كحل السهد جفوني”.

وتوفي الموسيقار عبد الوهاب 4 أيار عام 1991 على إثر جلطة، مخلداً وراءه إرثاً فنياً لا زالت الأجيال تسمعه وغنى كثير من المغنيين أغنياته، وشُيعت جنازته في يوم 5 أيار بشكلٍ عسكري بناءً على قرار الرئيس المصري في ذلك الوقت.

وتم تكريمه بإنشاء متحف يحتوي على معظم مقتنياته الخاصة وهو يقع بجوار معهد الموسيقى في القاهرة، إضافة ً إلى إقامة تمثال له في ميدان باب الشعرية (حيث نشأ) لتخليد ذكراه.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى