فلاش

لماذا يرفع الأطباء في اللاذقية أجور المعاينة الطبية؟.. ومن يتحمّل المسؤولية؟

تكاد الحرب في سوريا أن تكمل عامها السابع، هذه الحرب التي ألقت بثقلها على كاهل المواطن، ورفعت أسعار المعيشة، وباتت الأسعار على أرض الواقع بعيدة عما هي عليه على الورق، ومنها تسعيرة معاينة الطبيب التي تتجاوز أحياناً الـ 2000 ليرة، رغم أن التسعيرة المحددة لا تزيد عن الـ 700 ليرة.

و يعبّر الأطباء عن وجهة نظرهم بالقول “نحن أيضاً مواطنون سوريون، وبطبيعة الحال يتوجب علينا أداء الكثير من الواجبات ودفع الفواتير والضرائب”.

وللمواطنين بطبيعة الحال ، رأي آخر ، حيث قالت إحدى السيدات من مدينة اللاذقية لتلفزيون الخبر “المعاينة مرتفعة جداً ، طبيب الجلدية يأخذ معاينة 2000 ليرة، والأطفال أكثر من ذلك، ونحن لدينا أطفال، كيف لنا أن نتحمّل هذه التكاليف؟ إضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية، نحن مظلومون حقاً”.

وأكد أطباء سوريون يعملون في مدينة اللاذقية أن “تسعيرة نقابة الأطباء ووزارة الصحة بعيد جداً عن مسلتزمات العمل الطبي، التي ارتفعت أضعاف مضاعفة”.

و بين الطبيب والنقابة والصحة يبقى المواطن هو الحلقة الأضعف، فهل يذهب إلى عيادة الطبيب ويدفع معاينة أكثر من 2000 ليرة، أم يلجأ إلى المستشفيات العامة التي فقد ثقته بها.

وفي حديث لتلفزيون الخبر مع نقيب أطباء اللاذقية الدكتور غسان فندي قال إن “تسعيرة معاينة الطبيب لم ترتفع منذ العام 2004، ولم يطرأ أي تعديل عليها، كما حدث في باقي القطاعات، رغم المطالبة برفعها من قبل جميع الأطباء”.

وأوضح الدكتور فندي أن “أجور الكشف الطبي للطبيب الاختصاصي وفقاً لتسعيرة وزارة الصحة، لمن له أقل من 10 سنوات في ممارسة المهنة 500 ليرة سورية، ولمن له أكثر من 10 سنوات في ممارسة المهنة 700 ليرة سورية”.

وأكد الدكتور فندي أن “تسعيرة وزارة الصحة في كثير من الأمور لا يمكن أن تغطي الأعمال الطبية الحديثة، وهناك بعض الأنواع الطبية غير مسعّرة كالجراحات التنظيرية والأشعة، وهذا ما سبب فوضى في تسعيرة الأطباء”.

وبيّن الدكتور فندي أن “التسعيرة الطبية يجب أن تكون في حدها الأدنى، ولكن دون أن تظلم الطبيب الذي ارتفعت تكاليف عمله، مع موجة الارتفاعات التي طالت كل القطاعات في سوريا، وتسعيرة 700 ليرة لا تتوافق مع الواقع الطبي حالياً”.

وأضاف الدكتور فندي لتلفزيون الخبر “تظن الناس أن المعاينة بـ 2000 ليرة مرتفعة، يدخل المريض خمس دقائق ويخرج، ولكن لا يمكن أن نقيسها هكذا، الطبيب لكي يستقبل مريض في عيادته ويتفوه بالعلاج، هذا ثمرة جهد وتعب أكثر من 15 عام، وهذا عمل فكري يختلف عن العمل العضلي ولا يمكن مقارنته به”.

وتابع الدكتور فندي “الخطأ لدى الطبيب ممنوع، وهذا ما يحمّله المسؤولية الكاملة عن حياة المريض، وإن أخطأ ربما يكون ثمن الخطأ أرواح المرضى، وربما تغيير مجرى حياته بالكامل، ولذلك نقول إن العمل الطبي هو عمل فكري عالي الدقة وتكاليفه مرتفعة”.

و عن مشكلة تسعيرة معاينة الأطباء تحدث نقيب أطباء اللاذقية عن التفاصيل، وقال إن “المجتمع السوري مقسّم إلى ثلاثة أقسام، قسم يحصل على الطبابة عن طريق البطاقة التأمينية، وهي غير مرضية للطبيب، لأنه لا يحصل على أكثر من 250 ليرة مردود ويجب رفع قيمتها”.

وتابع الدكتور فندي “وقسم يحصل على الطبابة عن طريق الإحالات الطبية وهم العمّال والفلاحون، وأيضاً تسعيرتها غير كافية للطبيب ويجب دراسة رفعها، والقسم الأخير هو المواطن العادي، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية بين المريض والطبيب”.

وشرح نقيب أطباء اللاذقية “نحن كأطباء وكنقابة ندرك تماماً الأحوال المعيشية للمواطن والظروف الضاغطة عليه، ونحن مسؤولون عن مساعدته وتأمين أفضل أنواع العلاج”.

وأضاف الدكتور فندي “لكن في المقابل الدولة لم تقصّر في المجال الطبي، ويوجد عيادات منتشرة في مدينة اللاذقية، ومراكز طبية، ومستشفيات عامة، يستطيع المواطن العادي اللجوء إليها، ولكن بعد أن يستعيد ثقته بها”.

وأكمل نقيب الأطباء “ولذلك على المستشفيات والمراكز الطبية رفع مستوى خدماتها، وتزوديها من قبل الجهات المسؤولة بالأدوات الطبية الحديثة، لكي نعيد بناء الثقة بين المواطن والمستشفيات العامة، ولا يجبر على الذهاب إلى عيادة الطبيب الخاصة”.

وأكد نقيب الأطباء في اللاذقية أنه”عند تحسين وضع هذه المستشفيات والمراكز الصحية، سيلجأ المواطن إليها بكل تأكيد، ويحصل على العلاج مجاناً، ونترك العيادات الخاصة للميسورين والقادرين على دفع المعاينة المنصفة للطبيب والمريض”.

ولفت الدكتور فندي إلى أن “الأطباء المتواجدين في المستشفيات العامة، هم نفسهم أصحاب العيادات، ولكن المشكلة مشكلة ثقة”.

وختم نقيب أطباء اللاذقية حديثه لتلفزيون الخبر بالقول “نحن مع المواطن ومع الطبيب، ونؤكد أن مصاريف الطبيب هي مصاريف هائلة وأدواته مستوردة بالعملة الصعبة، ولا أظن أن أي مواطن دخل إلى عيادة طبيب سوري، وقال له لا أملك معاينة ولم يكن الطبيب متجاوباً وإيجابياً وإنسانياً معه في ظل هذه الحرب”.

سها كامل -تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى