فلاش

لماذا توقف العمل بالقالب المنزلق في سوريا؟ .. ومن المستفيد ؟

توقفت آلية العمل بالقالب المنزلق في سوريا والمعروفة عالمياً منذ أكثر من 30 عاماً، منذ حوالي عشر سنوات بحجة تحقيق الاكتفاء الذاتي من ناحية تخزين الحبوب، حيث أُنجز من خلال هذه التقنية “المنسقة” بناء معظم الصوامع ومطاحن الحبوب السورية.

وعلى الرغم من الوفر الذي تقدمه التقنية، وعائديتها بالنسبة للدولة، إلا أن سبباً غير معروف قد يكون وراءه مستفيد مجهول كان يمنع استخدامها، على الأقل في عقود تابعة للدولة.

وعادت آلية العمل بهذه التقنية في سوريا “ اضطراراً “ إلى الواجهة من جديد عام 2016، بسبب الظروف التي مرت بها سوريا خلال الأعوام الثمان المنصرمة، والتي نتج عنها تدمير معظم البنى التحتية للمنشآت والمؤسسات العامة.

و القالب المنزلق هو جهاز يعمل بطاقة الهيدروليك والتي تعمل بدورها على رفع الجهاز الذي هو عبارة عن قطعة خشب مغلفة بالصاج، تعمل على مدار 24 ساعة من غير توقف نهائياً، ويرتفع هذا الجهاز بمعدل 20 إلى 25 سم في الساعة، وهي آلية معمول بها عالمياً ولكنها كانت رائدة في سوريا حيث أنجزت المبنى بكامله مع التقطيع الداخلي، بينما عالمياً ينجز الهيكل الخارجي فقط.

وأوضح طارق اسماعيل مدير فرع دمشق للطرق والجسور ” الجهة الوحيدة” التي تمتلك تقنية القالب المنزلق لتلفزيون الخبر :”عملنا لأكثر من عام على تطوير القالب المنزلق حتى وصلنا إلى وضع نهائي حول كيفية استخدامه، حيث وضعنا خطط عمل مشتركة مع المؤسسة العامة للإسكان، وقمنا بإجراء تجربة لبناء مبنى ملحق بالصوامع يسمى “head house” (هو عبارة عن بناء كامل ذو شبابيك صغيرة وارتفاعه(50م إلى 56 م)، ونجحت التجربة بشكل كامل”.

وبيَّن اسماعيل أنه “باستشارة عدد من أساتذة الهندسة، وأهم المكاتب الهندسية، الذين تفاعلوا بشكل إيجابي مع تطوير الفكرة، توصلت شركة الطرق والجسور بالتجربة إلى إمكانية إنجاز طابق كامل خلال يوم واحد، وفق هذه التقنية”.

وأفاد اسماعيل أن “شركة الطرق والجسور قامت بتنفيذ برج سكني بواسطة تقنية القالب المنزلق، بتمويل للمشروع من قبل الحكومة بمبلغ قدره مليار ليرة”.

وأضاف اسماعيل : “بدأنا العمل بتوقيع عقد مع المؤسسة العامة للإسكان، بتاريخ 1/ نيسان 2017، في منطقة المقسم بمدينة الديماس السكنية، حيث بدأ الانزلاق ب 11 أيار، وقمنا حتى تاريخ 26 أيار بانجاز برج كامل، يتألف من 15 طابق للأجزاء الشاقولية فيه، وبعد أربعة أشهر أنهينا البرج بالكامل للهيكل ( الجدران مع البلاطات)

وأشار اسماعيل إلى أنه “بتاريخ 1 نيسان 2018 ( بعد عام فقط من البدء بالمشروع) قامت الشركة العامة للطرق والجسور بتسليم برج سكني يتألف من 15 طابق، بمساحة 5300 متر مربع( 400 متر مربع للطابق الذي يتألف من 4 شقق، مساحة الواحدة منها 85 متر مربع) ويتضمن المبنى المصاعد والطاقة الشمسية، ومانعة صواعق بأحدث المواصفات العالمية”.

وتابع : “كما يتضمن انترفون مركزي، وحدائق للأطفال بالوقت المحدد وبجدوى اقتصادية تنافس أسعار السوق، حيث بلغ سعر الشقة الواحدة مضافاً إليها قيمة الإكساء 15 مليون ليرة سورية”، لافتاً إلى أن كافة التكاليف بلغت 950 مليون ليرة سورية”.

وذكر اسماعيل لتلفزيون الخبر أن “شركة الطرق والجسور قدمت تعهداً في المشاريع اللاحقة، بتخفيض الكلفة بنسبة 25 بالمئة، كون التكلفة تنخفض بالتكرار”.

ولم تأخذ الأرقام التي قدمت من خلال هذه التجربة بعين الاعتبار، حيث وصفتها بعض الجهات والأشخاص بغير صحيحة، كونها أسعار مناسفة لما يطرح بالأسواق.

وأردف اسماعيل “نحن كشركة منفذة قدمنا تجربة ناجحة مئة بالمئة، بوثائق عديدة من نقابة المهندسين وكلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق تثبت السلامة المدنية والفنية لهذا المنشأ، بالإضافة إلى شهادة المركز الأول للإبداع من مركز الباسل في القالب المنزلق لعام 2017، ومستعدون للعمل بهذه الطريقة وبهذه الإمكانات، فور صدور قرار من الحكومة للعمل بهذه التقنية”.

وأفاد اسماعيل أن “الشركة قادرة على تصنيع أربعة قوالب منزلقة بمساحة 500 متر مربع لكل قالب، مما يجعلها تنجز أربعة أبراج في العام الواحد، في توفير كبير للوقت والجهد والمال، علماً أن الأبنية المشابهة تبقى قيد الإنشاء والإكساء لفترات طويلة وبتكلفة مادية كبيرة”.

وبين اسماعيل أن “آلية العمل بتقنية القالب المنزلق تحتاج لطاقم عمل نوعي وفريد، وهو مايفرض تأهيل وتدريب كوادر جديدة للقدرة على العمل على عدة أبراج في وقت واحد”.

يذكر أن هذه التقنية لو استخدمت، ستوفر على الدولة دخلا كبيراً، خاصة أن الدولة تبرم عقوداً مع جهات قد تكون ذات مرجعية حكومية إلا أنها تتعقد مع متعهدين وشركات خاصة هم المستفيدون الأكبر من وراء التعهدات .

منار محرز – تلفزيون الخبر




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى