محليات

لعبة الموز والبرتقال في الساحل .. “متل اللي أكل ٦٠ كف على غفلة”

اشتكى عدد من المزارعين في اللاذقية لتلفزيون الخبر انخفاض أسعار الموز إلى 450 ليرة في الأسواق، بالتزامن مع بداية تسويق موسم الحمضيات في اللاذقية.

وقال أبو سومر، مزراع من ريف اللاذقية، لتلفزيون الخبر “إن أسعار الموز تحافظ على ارتفاعها طوال العام، وتنخفض مع بداية تسويق موسم الحمضيات، حيث انخفض سعر كيلو الموز من 850 إلى 450 ليرة خلال الشهرين الماضيين”.

وأوضح “أن جميع المزاعين في اللاذقية يعانون من انخفاض سعر الحمضيات، التي تحتاج إلى وقت طويل وتكاليف مادية كبيرة لانتاجها، حيث انخفض سعر كيلو البرتقال إلى 35 ليرة، وفي الوقت الذي بدأ المزارع بتسويق محصوله من الحمضيات امتلأت الأسواق بالموز المستورد بأسعار منخفضة”.

وأضاف “أن انخفاض سعر الموز أثر بشكل مباشر على محصول الحمضيات، رغم محاولات الحكومة المتعددة لمساعدة الفلاح، إلا أن أسعار الحمضيات تستمر بالانخفاض والفلاح هو الخاسر الوحي”.

وككل عام مع بداية موسم الحمضيات، تبقى مسألة تسويق محصول الحمضيات الشغل الشاغل لمزارعيه، ولا سيما نتيجة الانخفاض الكبير في أسعاره مقارنة مع تكلفة الإنتاج، التي تزيد بضعفين عن سعر كل كيلو غرام من المحصول، ما يجعل المزارع دائما الخاسر الوحيد في أطراف عملية التسويق.

و يظهر المستفيد الوحيد من إهمال الحكومة بعدم تسويق الحمضيات هو شركات خاصة تطرح الموز مع بداية موسم الحمضيات، وتغرق الأسواق بالموز المستورد بأسعار منخفضة، يجدها معظم الناس فرصة لشراء الموز الذي حرموا منه خلال فصل الصيف نتيجة أسعاره المرتفعة.

وعلى الرغم من وضوح اللعبة، وتكرارها في كل عام ، يفاجئ الجميع بما يجري في كل عام ، دون إجراء رادع من قبل الحكومة، أو على الأقل إيجاد حل بديل يحفظ حقوق المزارعين الفقراء المتمسكين بأراضيهم، وبمحصولهم الاستراتيجي الذي لم يعد استرتيجيا.

وتقول المعادلة ببساطة، تخفيض سعر الموز في مثل هذا الوقت من كل عام، يؤدي إلى تخفيض سعر البرتقال، والمواطن بطبيعة الحال سيشتري الموز، ما يجعل المستفيد يشتري ما يحتاجه وأكثر ،للتصنيع ، وبكميات هائلة وبالسعر الذي يناسبهم” .

وقال باسم صاحب محل تجاري في اللاذقية لتلفزيون الخبر “إن سعر كيلو الموز البلدي 375 ليرة، وسعر كيلو الموز المستورد 450 ليرة، بينما سعر كيلو البرتقال 50 ليره سورية” .

وأوضح أن معظم الناس تفضّل الموز في الوقت الحالي لانخفاض سعره، مقارنة مع أشهر الصيف، حيث ارتفع سعره في الصيف إلى 800 ليرة للكيلو الواحد، ويوجد إقبال أيضاً على البرتقال والسبب الأساسي انخفاض وتدني سعره” .

وكان مجلس الوزراء وافق في شهر تشرين الثاني الماضي على السماح باستيراد مادة الموز من لبنان مقابل تصدير الحمضيات بناءعلى مقترح وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية.

وتضمن القرار العمل على استيراد 1 كيلوغرام من الموز اللبناني مقابل تصدير 5 كيلوغرامات من الحمضيات السورية، وذلك اعتبارا من أول شهر تشرين الثاني ولغاية نيسان من العام القادم.
من جانبه قال مصدر في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، إن الوزارة لم تتلق أي طلبات تصدير برتقال لقاء استيراد مادة الموز من لبنان.

وأوضح “أنه يحق للتاجر المصدر للبرتقال الحصول على إجازة استيراد للموز والاستيراد بنفسه أو التنازل عنها لأحد المستوردين الآخرين عبر كاتب بالعدل، حيث تدرس هذه الطلبات حصراً من خلال اللجنة الخاصة بالتجارة الخارجية برئاسة مدير التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد وعضوية هيئة الصادرات والجمارك العامة” .

ووفق مصادر فأن كلفة استيراد الموز المتوافر حالياً في الأسواق لا تتعدى 150 ليرة للكيلو غرام الواحد، لكنه يباع في الأسواق بأرباح مضاعفة وخارج آلية المقايضة.

وعانى القطاع الزراعي في سوريا وخاصة الحمضيات خلال سنوات الحرب الكثير من الصعوبات، ما أدى إلى انخفاض سعره إلى ما دون تكلفة الانتاج، و عدم قدرة الفلاح على تسويق محصوله، نتيجة لاغلاق المعابر الحدودية وقلة اليد العاملة.

يشار إلى أن تكلفة كل كيلو غرام البرتقال الذي يصل إلى السوق من نقل وأجور عمال للقطاف وسعر شرائح البلاستيك أو الصناديق للتوضيب، تبلغ نحو 30 إلى 40 ليرة للكيلو ويباع بنحو 50 إلى 60 ليرة حسب جودة المنتج ، وبالتالي فإن المزارع يكون قد قبض ثمن الكيلو ما بين 10إلى 20 ليرة سورية”.

سها كامل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى