محليات

لارا عليان في لقاء مع تلفزيون الخبر: أعشق سوريا وشعبها الأقرب إلى قلبي

بعد مسيرة احترافية تخطت الستة عشر عاماً، عُرفت فيها لارا عليان الفنانة الفلسطينية بفنها الملتزم، والتفاتها للغناء المتجذر بأصولها الفلسطينية، غنت للتراث برفقة العود الأقرب لقلبها، لفلسطين محاربة الاحتلال، ولسوريا التي تحب وشعبها المقاوم.

وأجرت لارا عليان حديث صحفي مع تلفزيون الخبر، ضم جوانب متعددة عن الفن والأوطان.

بأي عُمر بدأت الغناء؟ وما المراحل الأولى لبداية طريق الغناء؟
من عمر 7 سنوات,كنت أشارك في جميع النشاطات المدرسية والإذاعية غناء ومسرح، ولقيت كل الحب والدعم والتشجيع من قبل عائلتي منذ البداية

كيف انتقلتي من البداية واكتشاف ملكَة الغناء .. للاحتراف؟
عام 2002 التحقت بفرقة وكورال الجامعة الأردنية، وشاركت بمعظم النشاطات داخل الأردن وخارجه، لحين عام 2003 بدأت أدرس العود في الأكاديمية الأردنية للموسيقا مع الفنان عمر عباد, وعندما استمع لصوتي اكتشف موهبتي في الغناء، كذلك درسني المقامات العربية والنظريات الموسيقية, متشاركين الذائقة الفنية ونوع الموسيقا والغناء, لنبدأ بالمشاركة في نشاطات وفعاليات ثقافية وفنية ووطنية، ثم أقمنا العديد من الحفلات والأمسيات الفنية الكبيرة عربياًو دولياً، الأستاذ عمر عباد هو رفيق الدرب الفني.

عن تأسيس فرقة “شرق”.. وماالذي أضافته لتجربة للارا عليان؟

عام 2006 أسست ومجموعة من الفنانين والأصدقاء فرق “شرق”وأصدرنا ألبوم بين بين المويبقي والغنائي، وحصلنا على الجائزة البرونزية في الغناء في مهرجان مقام الدولي في أذربيجان.

أضافت فرقة “شرق” لي الكثير فهي من أجمل التجارب التي خضتها سواء موسيقياً أم شخصياً,وأعضائها هم أصدقاء مقربون فكانت أول فرقة أشارك في تأسيسها، وأول ألبوم قمت بتسجيله معهم وهو ألبوم “بين بين” لذا أتمنى أن تعود شرق لنشاطها مجدداً.

هل يستطيع الفنان الذي يغني ضمن فرقة تضم مجموعة موسيقيين تحقيق ذات الشهرة والنتاج الفني الذي يمكن له أن يحققه حين يعمل بشكل فردي مستقل؟

بكل تأكيد يستطيع الفنان أن يحقق شهرة من خلال فرقة، ومن الممكن جداً أن يبرز حضوره من خلال أعمال هذه الفرقة ويحقق نجاح كبير أيضا تحت اسم هذه الفرقة.

هل حقق ألبوم “حلوة” النجاح الذي يستحقه؟
اعتقد أنه حقق نجاح وظهر ذلك من خلال حفلي الاشهار وتفاعل الجمهور الرائع معه منذ سنة 2014، ولغاية اللحظة, امر نسبي بالتاكيد نظراً لنوع الفن الذي أقدمه والجمهور النوعي المتلقي لهذا النوع من الفن.

“حلوة متل نعست حلب ..ونسيت تنام كتير.. حلوة متل تدمر عم تجهز صبية.. وما حدا بيعرف شو بدو يصير”، بالإضافة لبقية الأغنيات .. كانت أكثر أغنيتين تداولهم الشارع السوري من ألبوم حلوة .. “حلوة” و “شام” .. هل كانت الاغنيتان موجهتان بشكل مقصود للشعب السوري؟

نعم، كانت هاتان الأغنيتان موجهتان لسورية العروبة التي صمدت, ولشعبها الرائع فسوريا تعني لي الكثير كعربية فهي شريان حياة وحجر أساس بالنسبة للوطن العربي ككل وللقضية الفلسطينية والمقاومة بشكل خاص.

في ظل تغير توجه شركات الانتاج نحو مسار مختلف عما تقدمه لارا عليان من فن ملتزم، كون الإتجاه الآخر أكثر دراً للمال ويشمل شرائح أوسع من الشارع الموجودة فيه، هل هذا أحد أسباب تأخر صدور ألبوم “حلوة” لـ 4 سنوات؟

بالطبع هذا أحد الأسباب الرئيسية لتأخر صدور ألبوم حلوة، أود أن أشير الى أن غياب دور الدولة والقطاع العام في دعم الفن، وسيادة الخصخصة، حيث أن القطاع الخاص وشركات الانتاج في معظم الدول العربية أصبح معنياً بالفن الهابط بزعم أن ” الجمهور عايز كدة “، وغدا الفن يستخدم كسلعة وهو الذي يدر أموالاً بشكل أكبر, هذا يشكل صعوبة كبيرة لنا بسبب قلة الدعم.

كيف يمكن للفنان الملتزم الذي يريد أن يقدم فناً حقيقياً ومحترماً متجاوزاً هذه العقبة؟

شخصياً تجاوزت هذه العقبة من خلال مؤسسات محترمة قامت بدعمي مثل مؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن ومؤسسة عبد المحسن قطان في فلسطين , اتحاد المرأة الأردنية, شركة مقام للانتاج الفني,طمي للتنمية الشبابية وغيرهم, والكثير من الأصدقاء والفنانين من الوطن العربي,والعائلة بالتأكيد أعلم انني اطلت ولكن ارغب دائما بتوجيه الشكر والامتنان لهم.

الشاعر الكبير طلال حيدر كتب أغنيات لفنانين كبار مثل السيدة فيروز ومارسيل خليفة وأميمة خليل .. ثم كتب قصيدة للارا عليان .. ما المسؤولية الإضافية التي حملتيها نتيجة ثقته بلارا؟

مسؤولية كبيرة وعظيمة حملتها وأحملها لغاية الان واعمل بنصيحته بالطبع واسعى دائما الى تطوير نفسي وصوتي وفني بكافة السبل المتاحة,طلال حيدر شاعر عظيم تشرفت بغناء كلماته بالتاكيد.

أخذت الأغاني الوطنية والمقاومة حيز كبير من فن لارا عليان هل ستعطي مساحة أكبر للأغنيات للأغاني العاطفية؟
سبق وغنيت أغاني عاطفية، لكن دائما احب غناء الاغاني الانسانية والعاطفية التي ترتقي بالمشاعر وتحاكي المشاعر البريئة والنبيلة, ومن الممكن جدا ان اركز عليها في المستقبل.

لمن تستمع لارا خلال يومها؟… وماذا عن الفنانين السوريين؟

استمع للسيدة فيروز بشكل يومي, فهي حاجة بالنسبة لي، استمع للسيدة ام كلثوم,سعاد محمد. فريد الأطرش محمد عبد الوهاب, سيد مكاوي صباح فخري زكية حمدان عبير نعمة غادة شبير رشا رزق وغيرهم العديد.

عن فلسطين والمقاومة، قلتِ عن فن لارا عليان أنه “يهتم بقضايا الإنسان، الوطن والاغتراب واللجوء وحق العودة، حيث تختلط بمشاعر الحب والحنين وحب للوطن والحبيب”، كيف يكون الفن سلاح في وجه التهويد والاحتلال؟

الفن برأيي له دور توعوي ودور تعبوي أيضاً” ففي المنطقة العربية “يعد الفن أداة رئيسة من أدوات المقاومة ضد المشروع الصهيوني في فلسطين والوطن العربي، الأغنية المنشدة للوطن ولهموم الشعب والتحديات الاحتلالية، ومن هذه الزاوية فإنها تلعب دورين، أولها يتمثل في تعبئة المشاعر ضد الاحتلال الصهيوني، ثانيها التركيز على التناقض الرئيسي مع العدو، ومن هذين الدورين تساهم الأغنية والفنان في تقليل الخلافات بين القوى والفصائل المناهضة للاحتلال”.

هل هنالك فكرة ما لإعادة تجديد وإحياء لأغنيات من التراث الفلسطيني ؟

دائما هناك افكار لاعادة احياء الاغنيات التراثية لكن بشكل لا يفقدها روحها, وقمت بعمل ذلك مع استاذي عمر عباد وفرقة “شرق”في عدة حفلات.

هل ستغني قريباً في سوريا ؟

شرف عظيم لي ان اغني في سوريا واتمنى ان يحصل ذلك في المستقبل القريب, لكن للاسف لا يوجد مخطط لحفل قريب، أحب التراث السوري وغناء القدود الحلبية بالطريقة نفسها التي أعشق فيها سوريا و أكن للشعب السوري كل المحبة والاحترام فهو الأقرب الى قلبي.

عن الخطوات القادمة.. ما المخططات والمشاريع القادمة التي تحضرين لها؟

حاليا أكمل ماجستير الفنون الموسيقية في الجامعة الأردنية، واعمل على اغنية للأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الإحتلال الصهيوني من كلمات الشاعر صلاح أبو لاوي وألحان الفنان عمر عباد وتوزيع الفنان نجاتي الصلح.

وسورياً احضر للعمل على أغنية بالتعاون مع فنانين سوريين من مبادرة الطفولة حياة لدعم أطفال مرضى السرطان في سورية صاحب هذه المبادرة الفنان إياد البني, الأغنية من كلمات الشاعرة باسلة الحلو والحان وتوزيع الفنان يزن الصباغ.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى