كاسة شاي

لاجئون سوريون : نادمون على تطوعنا للعمل في تجهيز محمية ألمانية لاستقبال حاكم دبي

ندم العديد من اللاجئين السوريين والعراقيين لتطوعهم وتلبيتهم نداء وجهته لهم مدينة نيتيتال للعمل في تجهيز محمية طبيعية لاستقبال أحد الضيوف، دون ذكر اسم الضيوف من قبل سلطات المدينة الألمانية.

واستعانت بلدية نيتيتال بمجموعة من اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وأفغانستان لتحضير المكان الذي أقام فيه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نزهته في إحدى المحميات الطبيعية الخاضعة لنفوذ مدينة نيتيتال.

وقال رشوان محمد، أحد اللاجئين الذين تطوعوا للمساعدة في تهيئة المكان، إنه ما كان ليستجيب لسلطات مدينة نيتيتال ويعمل دون مقابل مادي لو كان يعرف أن كل تلك الاستعدادات كانت من أجل حاكم دبي.

وتحدث محمد لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية قائلا “لو كنت أعرف أنني سأعمل للشيوخ لرفضت ذلك”. وعمل محمد (37 عاما) الذي يقيم منذ ستة أشهر في مركز اللجوء في نيتيتال مع سبعة لاجئين آخرين من سوريا والعراق وأفغانستان منتصف شهر تموز الماضي في بناء وتحضير مكان النزهة لحاكم دبي وضيوفه في المحمية الطبيعية قرب نيتيتال. واشتكى اللاجئ السوري من “أن دول الخليج لم تقدم أي شيء للاجئين”.

و أوضح رئيس بلدية نيتيتال كريستيان فاغنر من الحزب المسيحي الديمقراطي سبب اختيار اللاجئين للعمل التطوعي. وذكر أن المعدات اللازمة لتحضير مكان النزهة كان يجب نقلها بسرعة عبر معبر القوارب في المحمية. وكان يجب أن تحضر بصورة سريعة قبل مجيء الضيوف.

وأشار إلى ان هذا ما دفع للاستعانة باللاجئين القريبين من المنطقة لمساعدتهم بشكل تطوعي، لكن دون أي مقابل مالي، لكونهم لا يملكون رخصة عمل، حيث لا يمكنهم تقاضي أموالا نظير تطوعهم، بحسب ما نقلت صحيفة “راينشة بوست” عن رئيس البلدية.

وذكر اللاجئ محمد أنه قبِل مساعدة سلطات المدينة عندما طُلب منه ذلك، معللا تطوعه للمساعدة بسبب الروتين اليومي الممل للاجئين في مركز اللجوء. وقال إن هذا العمل كان بمثابة “مناسبة لتغيير نسق يومه والخروج من الروتين”. بالإضافة إلى أنه “أراد شكر العاملين في المدينة عبر هذه الطريقة بسبب مساعدتهم القيمة له”، حسبما ذكر.

وقال لودغر فيرنيبورغ مدير المنظمة الكنسية في مدينتي كريفيلد وفيرزين إن “الكثير من اللاجئين يحبون المساعدة”، لافتا النظر إلى أن من تطوعوا لمساعدة بلدية نيتيتال لم يكن لهم علم مسبق بتفاصيل المهمة التي جٌلبوا من أجلها”.

يذكر أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة دبي كان قد قام رفقة 23 شخصا من مرافقيه بنزهة قرب بحيرات كريكينبيكر الواقعة قرب مدينة نيتيتال في ولاية شمال الراين ويستفاليا الألمانية.

فيما لاقت نزهة الأمير انتقادات من قبل حماة البيئة بسبب عدم حصوله على تصريح رسمي للقيام بنزهة وجولة في محمية طبيعية لا يسمح لعامة الناس بالتنزه فيها دون قيود، فيما حظي قرار مدينة نيتيتال بانتقادات كثيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ألمانيا.

يشار إلى أن دول الخليج العربي عامة عملت خلال الحرب السورية على تقديم الدعم للجماعات المسلحة المقاتلة في سوريا إضافة إلى أن ألاف العناصر يحملون جنسيات هذه الدول، فضلا عن أن دول الخليج بما فيها الإمارات رفضت دخول لاجئين سوريين إليها، مكتفية بالدعم الإنسانية الذي تتزرع بتقديمه إلى اللاجئين في دول الجوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى