موجوعين

لاجئون سوريون في اليمن .. ” من تحت الدلف لتحت المزراب “

نشر موقع “dw العربية” تقريرا رصد فيه حال بعض اللاجئين السوريين الذين انتهى بهم المطاف في اليمن، البلد الذي يشتعل هو الأخر بحرب منذ سنوات، وألقى التقرير الضوء على أوضاع اللاجئين السوريين في اليمن.

يقطن السوري رمزي مع عائلته المكونة من 11 شخصاً في شقه متواضعة من 3 غرف ضيقه بحي مذبح شمال صنعاء. عائلة رمزي كانت ميسورة الحال عندما وصلت إلى صنعاء بعد الفرار من الحرب في سوريا وكان دخل رمزي مع والده الذي يعمل بقطاع التدريس يغطي بعض احتياجات العائلة.

وأوضح التقرير، أن الأوضاع المعيشية مع ظروف الحرب في اليمن ازدادت سوءا، ولم تعد العائلة السورية تستطيع تغطية تكاليفها الضرورية، بسبب غلاء الأسعار، ورغم ذلك فإن ظروف رمزي وعائلته هي أفضل بكثير من ظروف عائلات سورية كثيرة في اليمن. فرمزي ووالده مازالا يمارسان عملهما في وقت أصبح العديد منهم عاطلين عن العمل بسبب الانهيار الاقتصادي في بلد الحرب.

كما هو الشأن بالنسبة لمحمد، لاجئ سوري أيضا، والذي تتكون عائلته من 12 شخصاً بينهم خمس فتيات، يعيشن جميعهن من راتب أبيهن، قرب منزله الشعبي بشمال صنعاء، وقال محمد بمرارة لموقع “DW عربية” عن مشاعره “هربنا من جحيم في الوطن إلى جحيم آخر في اليمن، ولكن الحمد لله على كل حال”.

والشاب السوري عبد الله بائع حلويات في أحد الاسواق الشعبية هو واحد من بين العشرات من الشباب السوريين الذين يثابرون ويكافحون من أجل العيش، شرح لموقع “DWعربية” أنه يعمل على كسب عيشه وإطعام أفراد أسرته من خلال صناعة الحلوى الشامية وبيعها في الأسواق الشعبية.

وبحسب التقرير، رفض عبد الله أن يتم تصويره قائلا “أرجوك! دعك من الإعلام عن حالنا فواقعنا مؤلم ولا نريد الفضائح في وسائل الاعلام، لم نعد نرى أي شيء جميل، حالنا مثل حال إخواننا اليمنيين، ففي بلدنا حرب وهنا أيضا حرب، وكوارث الحرب لا ترحم”.

وأوضح التقرير أن الشاب عبد الله يعيل أسرة مكونة من 5 اشخاص، ويقطن في حي شعبي بمنطقة الستين شرق صنعاء حيث يبيع ما صنعه من حلوى شامية منذ مجيئه إلى صنعاء بعد فراره من الحرب السورية التي أفقدته منزله حيث قتل والده.

وأشار التقرير إلى أن العديد من هؤلاء السوريين العالقين فقراء بالكامل ويأملون في اللجوء إلى أوروبا، غير أنهم مضطرون للبقاء في هذا البلد الفقير أيضا، دون مساعدات تذكر، فضلاً عن غياب خدمات المنظمات الدولية لمساعدة اللاجئين هنا “حالهم كحال الحرب المنسية في اليمن”.

وبين التقرير أن بعض هؤلاء اللاجئين يترددون على مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأمل اعتمادهم كلاجئين وبالتالي للحصول على مساعدات الإعالة، غير أن مساعي الكثير منهم تتحطم عند بوابة مكتب المفوضية في صنعاء.
ولم يختلف الحال بالنسبة للشاب اسحاق 27 عاما، الذي باءت جميع محاولاته بالفشل للحصول على بطاقة اللجوء، بسبب العدد الكبير من المسجلين الذين ينتظرون منذ أعوام طويلة وغالبيتهم من لاجئي القرن الافريقي، حيث يقدر عددهم بالآلاف، وفقاً لإحصاءات مكتب المفوضية السامية في صنعاء.

ولم يتمكن إسحاق من الحصول على فرصة المغادرة إلى دولة من دول الخليج المجاورة، وقال “لا شيء يبدو لي جميلاً .. نحن نتجرع مرارة الحرب والحرمان والتشرد”.

و وفقا لإحصائيات المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة يبلغ عدد اللاجئين المسجلين في اليمن حوالي 246 ألفا ويشكل الصوماليون نسبة 95 بالمائة منهم، أما بالنسبة لطالبي اللجوء من إثيوبيا فيشكل عددهم أكثر من ثلاثة أرباع الوافدين الجدد، في حين تمّ حتى الآن تسجيل ألفي لاجئ فقط هناك حسب المفوضية السامية للاجئين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى