العناوين الرئيسيةمجتمع

لأكثر من نصف قرن..”رهيف دعاس” أقدم خياطي حمص يلتقط رزقه غير آبهٍ بالبرد

على كتفِ السوق المسقوف في مدينة حمص، يجلسُ الرجل السبعيني رهيف دعّاس أمام محله، مواجهاً نسمات الريح الباردة التي تعصف بالمدينة في هذه الأيام.

بأجواءٍ كانونيةٍ بامتياز، ينتظر رهيف (70 عاماً) رزقه بصبرٍ تملؤه القناعة والرضى، وتعبر عنه ابتسامةٌ اختفت خلف بياض لحيته وجبهةٍ خبأها تحت غطاء رأس صوفي يقيه بعض البرد.

dav

وبينما توضعت أمامه آلتان يدويتان مخصصتان لإصلاح وكبس الأزرار، يقول رهيف لتلفزيون الخبر “مارست مهنة إصلاح الأزرار وبيع لوازم الخياطة لأكثر من خمسين عاما ً”.

dav

وفي ترتيبٍ منسّق لألوان المستلزمات المتنوعة، يظهر حائط المحل كلوحة فنية تنبض بالحياة، عندما بدأ رهيف يعدد المحتويات قائلا :” تجد عندي كل ما يلزم لمهنة الخياطة من الأزرار والسحّابات والإبر والخيطان وغيرها”.

واضعاً يديه على آلةٍ أمامه، يتابع رهيف :”إلا إن اعتمادي الأساسي يقوم على كبس الأزرار الضائعة من السترات والسراويل، وهذا ما يجعل معظم زبائني ممن يقصدون إصلاح ملابسهم بدل الشراء”.

sdr

مؤكداً أن لا صعوبات تواجه عمله، يقول رهيف “الحمدلله فإن عملي يدوي بشكل كامل، وإلا لكان الأمر مختلفاً إن وجدت آلة كهربائية في المحل، وهذا ما يجعل معوقات عملي تكاد نكون معدومة”.

وعن تاريخ البدء بهذه المهنة، يكمل رهيف لتفزيون الخبر “منذ أن كنت في ريعان شبابي، ولا يمكنني القول أنني اخترتها أو احببتها، إلا أن السوق يفرض عليك أحياناً بعض الأعمال لتجد نفسك تمارسها معظم سنين حياتك”.

“في فصل الربيع يزدهر العمل” يضيف رهيف، بسبب أن معظم الخياطين في أرياف حمص يأتون إلى السوق للتبضع وأخذ مستلزمات محالهم مع دفء الطقس”.

“الحمدلله الشغل ماشي حالو” يؤكد رهيف، فتكلفة إصلاح أي زر لا يزيد عن 500 ليرة، أما أسعار باقي المواد فتختلف حسب الصنف والطول والنوع، وبشكل عام يمكن القول أن تكاليف مستلزمات الخياطة تعتبر منخفضة إلى حد ما”.

“وين البرد مافي برد”، يردّ رهيف مازحاً لتلفزيون الخبر عن قدرته على تحمل البرد، وهو الذي يقضي معظم يومه خارج محله، فلقمة العيش لا تأتي دون السعي وراءها، وأنا كربّ أسرة ووالد لشابين علي العمل والسعي وراء رزقي رغم كل الظروف”.

dav

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى