العناوين الرئيسيةكاسة شاي

كيف تفاعل “الفيسبوكرز” السوري مع أولى ضربات الثأر الإيرانية؟

شكلت الضربات الصاروخية التي شنتها القوات الايرانية على القواعد الأميركية فجر الأربعاء، مادة دسمة “للفيسبوكرز” السوري، وتعليقات رواده الذين تابعوا العملية التي “سرقتهم من عز النوم”، لحظة بلحظة.

وكانت القوات الايرانية استهدفت صباح الاربعاء قاعدتي “عين الاسد و حرير” الامريكيتين في العراق، في إطار الرد الايراني على الجريمة التي ارتكبها الاميركيون الاسبوع الماضي، وأدت لاستشهاد اللواء قاسم سلي..ماني والحاج أبو مهدي المه ند. س.

وتوزعت تعليقات السوريين بين الفرح بالثأر لدماء أصدقاء الشعب السوري، والشماتة بجنود الاحتلال الأميركي وقواعده، والسخرية من سكوت ترامب الذي طالما استعرض قواه “تويتريا” وتوعد وأرغد وأزبد.

وانتشرت على صفحات سورية، تصاميم متعددة حملت عبارات ك “أطلق نيرانك لا ترحم”، او “انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم”، في اشارة للشهيد سلي.اني، فيما كتب أحد الناشطين: “العين الأميركية كسرت في قاعدتها”.

و عبر آخرون عن فرحهم بطريقة مختلفة، من خلال السخرية والاستهزاء بالاميركيين، الذين تلقوا ضربات هزت صورة جبروتهم وغرورهم.

وكتب أحدهم: “للبيع قاعدة أمريكية مستعملة خالية العلام والجنود والسعر بنور الله”، فيما قال آخر : “إيران حبت تفيق هالعساكر الأميركان ع درس الرياضة بس بمنبه ع طريقتا الخاصة”.

وعرض بعض السوريين على ترامب شخصيا من خلال الاشارة اليه “بتاغ” فيسبوكي، شراء القاعدة العسكرية “بنص حقا”، لأنها “معيوبة” و”مخردقة”، فيما كان العرض الاخر للجنود الامريكيين أن يسلموا سلاحهم، ويدفعو 1000 دولار ثمنا لرحلة تهريب على خط “الأنبار دير الزور حمص طرطوس اليونان” ومنها الى اللجوء الاوروبي.

وقارن اخرون بين الاستكانة الاميركية بعد الضربة، و”مراجل” فادي الهاشم زوج نانسي عجرم، الذي صوره الاعلام اللبناني ك”بطل” يحمي حما فيلا نانسي، من المعتدين، فقال أحدهم فادي الهاشم صار يدافع عن مواقعو، وأميركا لا يا خديجة”.

واستحضر أحدهم المدرب السوري فاتح زكي للتعليق على صواريخ ايران التي تحمل اسم فاتح، وتتسم بالذكاء، اذ اصابت القواعد من مسافات بعيدة، فقال : “لي عندو فاتح زكي ما بيخسر، اسمو بيذكرك بالرجل الذي لم يخف من البرازيل، وقلن هاتولي منتخبها لاربحو”.

وكتب أحد المعلقين: “الأميركان تحولو ل”بوتات” قدام الايرانية اللي خلوهن يتمنو يكونو “ببوشنكي” ولا يكونو بالعراق” في ربط مع لعبة “بابجي” الحربية ذائعة الصيت.

ولم يكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب بمنأى عن سهام الاستهزاء السورية، فتفنن الفيسبوكيون بالسخرية من أبو ايفانكا الذي شبهه أحدهم بالفنانة “تغريد البشبيشي” لكثرة ما يكتب على منصة تويتر من تغريدات” متسائلا “مافي ام او اب فوق راسو يقلولو سيب هالموبايل من ايدك بتجعك عينك”.

وعلق اخر: ” ترامب ما فاضي، بيكون عم يبازر الخليج مشان ما يرد وتقصف ايران دول الخليج، وهيك بيغبلو كم دولار بجيبتو، و اذا حدا سألو عن 52 موقع هدد بضربن اذا قصفتو ايران، بيقلن حسابي كان مهكر، اسوة بباقي المشاهير”.

وتجاوز بعض السوريين في سخريتهم موضوع الانكسار الاميركي، اذ علق بعضهم على ما يتهدد المنطقة من حرب كبيرة في حال تبادل الطرفان الاميركي والايراني الضربات مجددا، واصفين ما سيحدث بالحرب العالمية الثالثة.

ومع سقوط أولى الصواريخ الايرانية على القواعد الاميركية، بدأ بعض السوريين بالتفكير في مآلات تلك الحرب العالمية التي ستندلع، بشكل ساخر، وانتشرت ضمن تعليقاتهم على الصفحات الاخبارية، “تاغاتهم” لبعضهم البعض، “قوم فيق يا فلان بلشت الحرب التالتة”.

وكتبت احدى الصفحات: “أصدقائنا الايرانيون إن حي “الأميركان” في اللاذقية هو متنفس لأهلها لقضاء أوقات الرفاهية القليلة في مطاعمه، وليس مرتعا لجنود ترامب، فاقتضى التنويه”.

وذكر أحدهم أن “حجة جديدة نزلت على السوق”، فبعدما كان الناس تؤجل مشاريعها او التزاماتها إلى ما بعد العيد، او بعد راس السنة بشوف ومنحكي، صارت كلمة “بعد الحرب بحللك ياها” حجة العام 2020 للمماطلة والتسويف.

وتناول آخرون جانبا كرويا في الاحداث الدائرة، فنشر أحد نشطاء الفيسبوك السوري على صفحته ،اثناء تساقط الصواريخ الايرانية، أن مدرب فريق ليفربول الالماني “يورغن كلوب” طلب من مستشارة دولته “انجيلا ميركل” التوسط بين اطراف النزاع لحله او ايقافه مؤقتا لستة اشهر، ريثما ينتهي الدوري الانكليزي الذي يقترب الريدز من تحقيقه لاول مرة منذ 30 عاما، كي لا تضيع عليه تلك الفرصة.

تكمل سنوات الحرب السورية عامها التاسع هذا العام، ويكتمل معها “تمسحة” السوريين من كل شئ، بعد الذي تعرضوا له خلال سنواتها من دمار وحصار وفقر وازمات متلاحقة، وبات الاستهزاء والتنكيت إحدى وسائلهم الخاصة، لمسايرة ظروف البلاد الصعبة والتعايش معها، على مبدأ مستعار ومعدل بطريقتهم، من إحدى اغاني نجوى كرم “اضحك عالدنيا يا حبيبي بركي بتضحكلك”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى