كاسة شاي

كيف تطورت أشكال الزواج من الإنسان البدائي حتى الآن ؟


يعد الزواج أو ارتباط الرجل بالمرأة في علاقة أبدية هو أحد الأنظمة الموضوعة منذ بداية الخلق، إلا أن أول عقد زواج رسمي، وفقاً لما أكدته مختلف المصادر التاريخية، صدر في بلاد ما بين النهرين عام 2350 قبل الميلاد.

ويعد أقدم أشكال الزواج هو الزواج بغرض الحاجة، أو ما يعرف باسم “زواج تبادل المنفعة” اخترعه الإنسان البدائي لسد احتياجاته، حين كان وحيداً دون قبيلة أو مجموعة ينتمي لها، فالمرأة هنا لم تحتج إلا للحماية بينما الرجل احتاج لمن يقوم بالطهي بدلاً منه، حسب مجلة “أراجيك”.

إلا أن “زواج المنفعة” لم يكن بهذه البساطة، حيث مر وقت على الإنسان البدائي كان فيه عدد الرجال يفوق عدد النساء بفارق كبير، لذا انتشر ما يعرف ب”زواج الخطف” حيث أصبح خطف المرأة هو الوسيلة الأكثر انتشاراً للزواج في ذلك الحين.

وكان لظهور القبائل المختلفة تأثير كبير على نظام الزواج وتعدد أنواعه، منها زواج البدل حيث يتم هنا مبادلة النساء بين القبائل المختلفة بغرض الزواج.

والنوع الآخر هو “زواج السبي”، وبه أصبح لرجال القبيلة المنتصرة حق سبي نساء القبيلة المهزومة والزواج بهن أو اعتبارهن إماء للمتعة والخدمة نتيجة لكثرة الحروب.

أما في الحضارات القديمة فاختلفت أشكال الزواج من واحدة لأخرى، ففي الحضارة المصرية اعتبرت العاطفة أهم دوافع الزواج.
وكان يتم نقش صورة الزوجة على قبر زوجها كدليل واضح على دورها الكبير في حياته ورغبتها في مشاركته الحياة الأخرى أيضاً، إضافةً لكون السائد الزواج من زوجة واحدة فقط.

ولم تختلف كثيراً اتفاقات الزواج عما يحدث الآن، فلا بد من وجود شهود على الزواج، كما يقوم الزوج بتقديم مهر مناسب للزوجة، وينص الاتفاق على ضم الأطفال للزوجة في حال وقع الطلاق لأي سبب من الأسباب.

وفي حضارة بلاد الرافدين، كان الموت هو العقاب الفعّال لجرائم الخيانة الزوجية، فالهدف الأول للزواج في حضارة وادي الرافدين هو النسل والاستمرارية.

وتعد عقوبة الإجهاض أو أي فعل مقصود كان أو غير مقصود تسبب في الإجهاض هو 50 جلدة والعمل في السخرة وأحياناً الإعدام، وتراوحت درجات العقوبة هنا وفقاً لملابسات وأسباب الإجهاض.

ولأن العاطفة لم تكن مهمة كالتناسل، كان من المسموح للزوج الزواج أكثر من مرة بعد رضا الزوجة الأولى، التي عادةً ما تكون عاجزة عن الإنجاب أو مريضة.

أما بالنسبة للزوجة التي لا ترغب في استمرار الحياة فيجب أن تأتي بما يثبت عدم احترام زوجها لحياتهما الزوجية والشروط المنصوص عليها في اتفاقية الزواج.

واعتبرت الحضارة الأوروبية حياة العزوبة دون مبرر جريمة يعاقب عليها العازب بالحرمان من حقه في الانتخاب ومشاهدة المواكب العامة.

ووصل الأمر في روما قديماً إلى جلد العازب وزيادة الضرائب المفروضة عليه وحرمانه من الميراث إن لم يتزوج في خلال 100 يوم من وفاة الموروث.

وكان الهدف الأول للزواج في الحضارة الأوروبية هو زيادة النسل، لذا كان يتم تخفيض الضرائب مع زيادة عدد الأطفال، الأمر الذي وصل إلى الإعفاء التام من الضرائب عند إنجاب ثلاثة أطفال أو أكثر.

أما أكثر رموز وتقاليد الزواج انتشاراً منذ القدم وحتى الآن هي خاتم الزفاف، وكعكة الزفاف إضافةً لباقة الزهور.

ويعد تقديم خاتم للعروس من أقدم تقاليد الزواج المستمرة، حيث بدأ الأمر في روما قديماً وفقاً للاعتقاد السائد أن وريد الإصبع الثاني (البنصر) يتصل بالقلب، فهو يضمن بذلك استمرار المحبة بين الزوجين طالما كانت الزوجة ترتدي خاتم الزفاف.

ويمكن الربط بين الكعكة المعدة للاحتفال بالزفاف وباقة الزهور التي تلقيها على العروس، ففي القرن الثامن عشر في أوروبا كان يتم إلقاء فتات الخبز المحلى فوق رأس العروس، بينما يتسابق الحضور للحصول على ذلك الفتات كبشرى باقتراب زواجهم أو زواج أبنائهم.

يذكر أن عادة رمي باقة الزهور في نهاية الحفل يتم إلى الآن كأحد رموز الزواج في العصر الحديث، تلقيها كل عروس لصديقاتها غير المتزوجات في نهاية حفل الزفاف، ويعد التقاطها إشارة على اقتراب الزواج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى