رياضة

هل يستمر المدرب أنس مخلوف بقيادة منتخب الشباب نحو “فشل جديد”؟

كتب منتخب شباب سوريا بقيادة مدربه أنس مخلوف، فصلا جديدا من فصول الفشل الذي شهدته كرتنا هذا العام، ملتحقا بخيبات سابقيه من الأولمبي والرجال.

وخرج منتخبنا الشاب الأسبوع الفائت، من بطولة غرب آسيا، من دور المجموعات، وبحصيلة هزيلة تمثلت بانتصار وحيد بهدف عكسي سجله مدافع الإمارات في مرماه، مع خسارتين من لبنان والأردن.

وضم منتخب الشباب مواهب واعدة، والتي حجز العديد منها مكانه في فرق رجال الدوري السوري، خاصة المتوجين مع فريق الاتحاد الحلبي بدوري الشباب، بدون هزيمة.

إلا أن أداء تلك المجموعة الواعدة، لم يرتق لما كان منتظرا منهم في البطولة التي يستهدف المشاركون فيها، تطوير الأداء والاحتكاك، قبل البحث عن نتيجة إيجابية، فظهر معظم اللاعبين وكأنهم “بغير يومهم”.

منطق الأحكام الكروية

وتقول الأحكام الكروية: “عندما تجد الفريق بأكمله في غير يومه، يخطئ، ولا يقدم المستوى المأمول، فتش عن السبب في الجهاز الفني للفريق، ومن يقوده ويرأس عمله”، والحديث هنا ينطبق تماما، على الكابتن أنس مخلوف.

وفشل مخلوف في أول اختبار له مع شبان سوريا في بطولة غرب آسيا، وكان مسؤولا عما جرى، فلا هو نال عنب النتيجة، ولا بلح الأداء، مكتفيا بهدية إماراتية منحته نقاطا ثلاث، لم تسمن ولم تغن من جوع.

ويمكن القول أن فشل المخلوف لم يكن ليشكل مفاجأة للمتابعين، بقدر ما سيكون مفاجئا، استمراره مع شباننا في تصفيات كأس آسيا للشباب، والمقررة العام المقبل، والتي بدون شك، لاتحتمل غيابا سوريا جديدا عنها، بعد مرور قرابة 10 سنوات على الحضور الأخير.

ويعود توقع فشل تجربة أنس مخلوف المرحلية مع شبان سوريا، أولا للجدل الكبير الذي أحدثه تعيينه في المنصب، والذي أوقع انقساما حينها في لجنة المنتخبات، واتهامات لرئيسها بفرض الخيارات، وما تبع ذلك من استقالات شهدتها اللجنة، لأعضاء فيها كعمار حبيب ووليد الناصر.

وكان متوقعا ألا يذهب منتخبنا الشاب بعيدا مع المخلوف، بسبب خلل الآلية المتبعة في انتقاء مدربي الفئات العمرية في كرتنا، والتي تتبع معايير ترتسم حولها عديد إشارات الاستفهام.

وكرر اتحاد الكرة مع المخلوف ما وقع به سابقوه من تجارب لمدربين مختلفين مع الفئات العمرية، كمحمد عقيل، سامر بستنلي، رأفت محمد، وغيرهم، ممن لم يكونوا يمتلكون “سيفيات قوية”، تؤهلهم للعمل في أصعب الوظائف التدريبية، أي الإشراف على الفئات العمرية.

وتتجه الاتحادات عادة لتعيين مدربين يتمتعون بتجارب ناجحة سابقة، وينشطون في العمل على أرض الواقع بتجارب مميزة، لتسليمهم منتخبات القواعد، التي تتطلب جهدا إضافيا في العمل، خاصة وأن التأسيس والتعليم والبناء، تعتبر أسس العمل في القواعد، وليس فقط الجوانب التكتيكة والفنية.

وفي الحالة السورية، تتجه الاتحادات الكروية لمعايير مختلفة في الانتقاء، كالبحث عن مدرب يريد العمل حينما يتهرب نجوم الصف الأول من تدريب الفئات، أو عن مدرب “يرضى بقليلو” كونها ليست تجربة تدريب منتخب أول بما فيها من ميزات وميزانيات.

على ماذا اعتمد الاتحاد عند اختيار “المخلوف”؟

ويطرح السؤال: على ماذا اعتمد اتحاد كرة القدم السابق، حين اختار أنس مخلوف مدربا لشباب سوريا، وهو القادم من تجربة سيئة مع الوثبة، الذي راوح في عهد المخلوف في الوسط المتأخر من ترتيب الدوري؟.

وسبق لمخلوف أن قاد منتخب رجال سوريا في 2013، فخسر حينها بتصفيات كأس آسيا 2015 من الأردن وسنغافورة، ليتقدم بعدها باستقالته من منصبه.

وتوجه مخلوف بعدها لتدريب الجيش في مواسم دوريات التجمع، فخسر اللقب لصالح الوحدة موسم 2013/2014، وغادر كأس الاتحاد الآسيوي من دور المجموعات، مكتفيا بلقب كأس الجمهورية.

وتوج مخلوف بلقب دوري التجمع سنة 2015، قبل أن يغادر الجيش باتجاه السلام زغرتا اللبناني، في تجربة لم يبصم فيها كثيرا، ليقفل في 2016 عائدا إلى نادي الجيش لقيادته في أول دوري بنظامه القديم منذ 2011.

ولم يكمل المخلوف حتى نهاية الموسم مع الزعيم، ليرحل ويتوج الجيش من بعده بلقب الدوري، ليعود لاحقا في موسم 2017/2018، ويستلم تشرين كمدرب إنقاذي بعد رحيل محمد اليوسف، ويفشل خلال فترة قصيرة بتحقيق المطلوب.

وانتقل بعدها المخلوف إلى صحار العماني من دون أن يسجل إنجازا في السلطنة، ويعود ليقود الوثبة، الذي خرج من الموسم الفائت من دون ألقاب، وباستقرار ضمن فرق الوسط المتأخر، قبل أن “يستقيظ” الاتحاد السابق “الفاشل الذي قدم استقالته لاحقاً” على قيمة مخلوف، ويسلمه دفة الشباب، قبل عدة أشهر.

“فشل يجر فشل”

إذا كما سابقيه، يختار الاتحاد مدربا ب “سي في” خجول، ويكون المدرب قادما من تجربة سيئة، وكأن منتخبات الفئات العمرية، تحولت ميدانا لإثبات الذات بعد الفشل، ولنا برأفت محمد مثالا على ذلك، وهو الذي فشل مع منتخب شباب 2017 ومع الجيش في 2021، ثم عين مدربا للأولمبي، وبقية القصة بفشل الأولمبي معروفة.

ولم تكن الخيارات ضيقة أمام اتحاد كرة القدم، حتى لو أراد تعيين مدرب محلي لقيادة منتخب الشباب، فكان لديه أحمد عزام الذي نجح مع فريق الكرامة بعناصر شابة، بالعودة للمنافسة بعد سنين من التخبط الكرماوي.

وكان متاحا لمنتخب الشباب مدرب شباب الاتحاد معن الراشد، الذي حقق الدوري العام الفائت بدون هزيمة، خاصة وأن معظم لاعبي المنتخب الأساسيين من شبان الاتحاد، إضافة لماهر بحري وعمار الشمالي، بطلي الدوري والكأس الموسم الفائت.

ويمكن للجنة المؤقتة، تصحيح ما سبق ووقع، وفرض التغيير، قبل انطلاق مرحلة التجهيز للتصفيات الآسيوية، والاعتماد على معايير دقيقة في انتقاء المدربين الجدد لمنتخبنا الشاب، لأن تكرار ذات الأدوات غالبا ما يؤدي لتكرار ذات النتائج.

يذكر أن منتخب شباب سوريا سبق وأن نال كأس آسيا في العام 1994، وشارك عدة مرات في كأس العالم للشباب، آخرها في العام 2005.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى