ثقافة وفن

كنائس حلب السريانية تجتمع في أمسية ميلادية واحدة

لعلها المرة الأولى منذ 13 عاماً التي تجتمع فيها جوقات كنسية في أمسية واحدة، وهي المرة الأولى أيضاً التي جمعت تراتيل الكلدان والآراميين والسريان في زمن الميلاد.

حيث أحيت جوقات كنائس السريان والموارنة والكلدان، الجمعة، أمسية ميلادية بعنوان (نجم من بعيد) أقامتها مؤسسة الياس حنا التراثية والخيرية على مسرح دار التربية في حلب.

وجاءت التراتيل المقدمة، من الطقوس المشتركة للكنائس الأربع، المشاركة في الأمسية، والتي تجمعها اللغة السريانية، تخللها عروضاً تعريفية بكل جوقة.

السيدة فلة خضر شاه منسقة الجوقات تحدثت لتلفزيون الخبر مشيرة إلى أن: “فكرة الأمسية لم تأتِ من فراغ، إذ يحكى أن حلب كانت تتكلم السريانية وهي لغة سوريا الأصلية وهي لغة السيد المسيح أيضاً، وهذا ما يعزز حضارة سوريا وعراقتها”.

الملفونو الياس حنا، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الياس حنا الخيرية، يتحدث لتلفزيون الخبر عما دفعه لتنفيذ هذه الفكرة، مشيراً إلى أن: “السبب الذي دفعه لتنظيم هذه الأمسية هو الحاجة إلى وحدة الكنائس وحاجة مسيحيي سوريا لأن يجتمعوا، بعدما ضربت آثار الهجرة مختلف العائلات السورية”.

وأضاف حنا “بات هناك فارق كبير في أعداد العائلات المسيحية قبل وبعد الحرب، وانطلاقاً من ذلك أتت الأمسية التي تجمع مختلف كنائس حلب لتعبّر عن ضرورة لم شمل السوريين من جديد”.

فيما أوضح السيد الياس حنا لتلفزيون الخبر: “أن فكرة الأمسية لاقت قبولاً من رجال الدين وتم تنفيذها في القامشلي منذ أيام، في حين سيتم العمل على تنفيذ الفكرة ذاتها العام القادم في دمشق وحمص ومختلف المحافظات السورية.”

موسيقياً، لم يواجه عازف جوقة مار أفرام السرياني، فادي مقديس، صعوبة في إيجاد التراتيل المشتركة رغم وجود بعض الاختلافات البسيطة في نوطتها الموسيقية إلا أن الجوقات السريانية، بحسب رأيه، استطاعت أن تجتمع بصوت واحد ولحن واحد.

ويرى “مقديس” أن “الأمسية السريانية هذه جاءت تزامناً مع تسجيل القدود الحلبية على لائحة اليونسكو ما يعني حماية بطريقة ما للألحان السريانية أيضا”ً.

في حين تعود المرتلة القديرة جوليانا أيوب بذاكرتها إلى ثلاثة عشر عاماً مضى، عندما كانت تقوم بدعوة الجوقات السريانية لمشاركة جوقتها في أمسيات كنسية كونها قائد جوقة مار أفرام السرياني منذ سنوات طويلة إلى اليوم، وترى “أيوب” أن “تواجد الجوقات الكنسية في أمسية واحدة يعد غنى وتشارك مميز”.

أما الأب جورج بيروتي قائد جوقة الموارنة، يرى في أمسية الجمعة غنى للإنسان، موضحاً : “أن أفراد الجوقات المشاركة يتعاونون مع بعضهم، وفي التعاون غنى، إلى جانب التآلف ما بين الثقافات الكلدانية والمارونية والسريانية”.

يذكر أن مؤسسة الياس حنا التراثية والخيرية نشأت في القامشلي وتوسعت أعمالها ضمن محافظات سورية عدة من بينها حلب، وتتنوع أهدافها ما بين المشاريع التنموية التي تدعم الطلبة وشريحة الشباب على وجه الخصوص، وما بين الأعمال الخيرية التي تتوجه بها إلى العائلات السورية، محافظةً على دورها في صون الهوية التراثية السريانية عبر أنشطتها الفنية.

نغم قدسية _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى