موجوعين

كما أتقن الانحياز للمعترين والمظلومين دون خوف .. محمد علي الضاهر يرحل دون وداع

رحل عن عالمنا الرفيق والزميل والصديق محمد علي الضاهر، الصحافي صاحب القلم الجميل المنحاز للفقراء و”المعتّرين” والمظلومين.

توفي الزميل محمد وهو في طريقه لمتابعة شكوى خدمية من إحدى القرى شرق حمص وكعادته دائماً كان في المكان الأقرب الى الشارع لينقل صوت المشتكين ومتابعة تفاصيلهم، وذلك إثر حادث مروري أليم.

ولد الفقيد الراحل في ١٤ من آذار عام ١٩٧٩، تزامناً مع ميلاد الربيع، ودرس الابتدائية في مدرسة “الثورة” و الإعدادية في مدرسة “شكري هلال” والثانوية في مدرسة “محسن عباس” في مدينة حمص.

تخرج من جامعة البعث، حاملاً إجازة في الأدب العربي، ثم تابع دراسة الإعلام في جامعة “سان بطرسبرغ “ في روسيا، وحاز لاحقاً على دبلوم في التخطيط والاقتصاد من “جامعة لينينغراد“.

تزوج محمد من “ايرينا بليتنيفا”، وهو أب لثلاثة أطفال، علي ( 13 سنة)، كميت( 7 سنوات) و لانا 8 سنوات، نودعه معهم اليوم بدمعة في العين وجرح في القلب.

الضاهر كان قارئاً استثنائياً للكلمة والحدث والواقع، حالة لا تتكرر أو تُعوّض في كونه طيّباً وذكيّاً، بسيطاً ومُحنّكاً، خفيف ظلٍّ وصاحب نظرة ثاقبة تتقن اختيار الزاوية الأقرب للواقع دوماً.

امتاز طيلة سنوات عمله الإعلامي برسالة واضحة ضد الظلم والفساد ورفع صوته القوي في كل وقت وفي وجه كل من يجب أن يقف في وجهه نصيراً للمستضعفين، وحمل أملاً دائماً بأن للبؤس نهاية وأن المتغوّلين إلى زوال.

يعرف أصدقاء الزميل محمد علي الضاهر أنه حمل الهم والوجع العام متماهياً معه في الشخصي باحترافية عالية وارتبط بوطنه ومدينته ارتباطاً نادراً رغم كل الظروف والضغوطات والمغريات.

أسرته ومحبوه وزملاؤه في تلفزيون الخبر سيفقدون صوتاً استثنائياً وشخصاً فاعلاً كان في تلفزيون الخبر منذ تأسيسه وسيبقى، وماسكاً لمفاتيح ومفاصل عمله بنجاح وشريك حياة ورفيق درب.

نودّع الزميل والرفيق بابتسامات رسمها على وجوهنا في أصعب الأوقات ورغم كل الظروف، ليبقى اسمه وعمله حياً حافراً مكانه ومكانته في قلوبنا.

أتقَن الزميل محمد علي الضاهر وداع أحبته مباغتاً كما أتقن مهنته، فاحترفها وتعامل مع تفاصيلها اليومية كجوهرجي ينقش الكلمة على ذهب وفضة، بكل الحب والمتعة سيبقى العزيز محمد حجر أساس وارتكاز ونقطة انطلاق ولقاء.

يشيع جثمان الزميل الفقيد يوم السبت، 13 نيسان، الساعة الثانية عشر ظهراً من أمام منزل العائلة الكائن في حي المهاجرين بحمص شرق صيدلية الوداد الشارع رقم 7، ويصلى على جثمانه الطاهر في ساحة الفردوس بمقبرة الشهداء ويوارى الثرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى