كاسة شاي

“كلكن بتطلعوا بالليل مو بس أختي” … حين تتحول “النكتة” إلى إهانة

انتشر في الأيام القليلة الماضية، عبر صفحات “الفيسبوك”، شائعة انتحار الشاب “ش.ح” نتيجة الضغوط النفسية التي تعرض لها الشاب بعد تحوله إلى “سخرية” معظم مستخدمي مواقع التواصل منذ بداية الحرب تقريبا وحتى يومنا هذا، بحسب متداولي الشائعة.

وكان الشاب ظهر عبر إحدى القنوات شبه الرسمية، منتصف العام 2011، متحدثاً عن الأمان الذي كانت تعيشه البلاد قبيل الحرب قائلاً “أنا أختي كانت تطلع الساعة 3 بالليل ومأمن عليها”، وهي العبارة التي تحولت إلى واحدة من أكثر الجمل السورية تداولاً عبر سنوات الحرب الست.

وربطت العبارة من قبل مستخدمي الفيسبوك بكل حدث مر خلال سنوات الحرب، إلا أن ماقصد به “المزاح والتنكيت” بطريقة الكوميديا السوداء عن الحال قبل وبعد الحرب، تحول في معظم الأحيان إلى إهانة بعد الغمز من ناحية سمعة الشاب وعائلته.

وكان بقاء هوية الشاب مجهولة، إضافة إلى عدم ظهوره مرة أخرى، حتى أصبح يتهيأ للبعض أنه غير موجود سبباً لاستمرار السخرية إلى حد تلفيق خبر انتحاره، وهو الأمر الذي دفع به إلى الظهور للمرة الأولى، في فيديو تناقلته صفحات الفيسبوك، نافياً تلك الشائعة.

بعبارات بسيطة، نفى الشاب خبر انتحاره قائلاً أن “الجميع يقول أنني انتحرت وأنا أنفي ذلك”، مضيفاً أنه مازال يذكر كل من سخر منه أو توجه له بالاهانة بسبب جملة “أختي كانت تطلع الساعة 3 بالليل”.

وتابع أن “الأمان مازال موجود في البلد بوجود الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري”، مؤكداً أن “الكل لسا بيطلع بالليل”، وليختم حديثه بكلمة “شكرا”.

وتنوعت التعليقات على الفيديو بين الجدية والمزاح، إلا أنه من الغريب أن طيبة الشاب الواضحة من خلال جمله البسيطة لم تشفع له كي ينجو من سخرية المعلقين ومتابعتهم في الإهانة.

لم يكن هذا الشاب الأول وليس الأخير على ما يبدو، بين الشخصيات التي يتناولها “فيسبوكيو” سوريا في سخريتهم اليومية، التي يتسلحون بها تجاه معاناتهم اليومية، حيث تعج الصفحات بالصور والمنشورات الساخرة، في الوقت التي تستهجن فيه الإهانة بحجة “تخفيف الدم”.

 

حمزه العاتكي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى