رياضة

كرة القدم أكثر من مجرد رياضة .. أحداث انسانية شهدتها الملاعب

الجملة المشهورة التي يتداولها عشاق ومحبي كرة القدم حول العالم، كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، هي بطبيعة الحال وعلى أرض الواقع حقيقة تترجم في أكثر من مكان لعل أهم ما تشير إليه هذه الجملة هو البعد الانساني.

أهم حدث يبين حقيقة هذه الجملة هو ما حصل في الدوري الهولندي في مباراة بين فريقي فاينورد روتردام و آدو دن هاخ في ملعب دي كاوب في مدينة روتردام، حيث خصص نادي فاينورد يوم للاطفال المرضى للمجيء إلى الملعب و حضور المباراة.

فطالبت إدارة نادي نادي آدو دن هاخ أن يجلب المشجعين دمى عبارة عن دباديب وألعاب غير مؤذية ولا تحمل حواف أو تسبب جروح من أجل إلقاءها على الأطفال الذين جلسوا تحت المدرج المخصص لمشجعي الضيوف.

وبالفعل هذا ما حصل خلال المباراة، فعند الدقيقة 12 من المبارة أمطرت السماء على الأطفال المرضى دمى وألعاب وهدايا من جهة جمهور آدو دن هاخ الذين لبسوا أيضا ملابس بألوان خضراء وصفراء لأجل التخفيف عن الأطفال، وقابل جمهور فاينورد ما فعلوه مشجعي آدو دن هاخ بالتصفيق الطويل.

وفي الدوري الانكليزي الممتاز أعلن نادي سندرلاند عن حملة تبرعات لطفل من مشجعيه مصاب بالسرطان، فأقدم نادي ايفرتون وفي مباراته مع سندرلاند بالتبرع بمبلغ 200 ألف جنيه إسترليني (265760 دولارا) لمشجع لنادي سندرلاند لمساعدته في نفقات العلاج من السرطان.

والمشجع الصغير هو برادلي لوري يبلغ من العمر خمس سنوات وهو يعاني من المرض الخطير منذ أكثر من ثلاثة أعوام وبدأ والداه حملة لجمع التبرعات لعلاجه في الولايات المتحدة والذي سيتكلف 700 ألف جنيه إسترليني، سانده فيها نادي سندرلاند.

وقال ايفرتون في بيان عبر موقعه الرسمي على الانترنت “تعهد نادي ايفرتون لكرة القدم بالتبرع بمبلغ 200 ألف جنيه إسترليني لدعم برادلي لوري في معركته التي يخوضها بشجاعة”، مضيفا “نتمنى لبرادلي كل توفيق ونجاح وهو يحظى بحب ودعم الجميع في ايفرتون”.

اللفتات الانسانية كثيرة في كرة القدم وظهرت على مر التاريخ وليست بجديدة، ولعل ما فعله المنتخب الايطالي عام 1982 هو خير دليل، حين أهدى كأس العالم الذي فاز فيه للفلسطينيين الذين كانت “اسرائيل” تقصفهم.

وحديثا جماهير نادي سيلتك الاسكتلنديس تحدت الويفا وقامت برفع الاعلام الفلسطينية بينها علم كبير مكتوب فيه “فلسطين حرة”، وذلك خلال مباراة الفريق مع ناد “اسرائيلي” ضمن تصفيات دوري أبطال أوروبا، وهي المرة الرابعة التي تقوم جماهير سيلتك بذلك رغم تحذيرات الويفا بالمعاقبة.

ومنذ زمن ليس ببعيد وقبل سنة نادي بايرن ميونخ الالماني وكبادرة طيبة منه تجاه السوريين اللاجئين في ألمانيا وفي إحدى المباريات في الدوري الألماني قامت ادارته باستقدام أطفال سوريين لاجئين للدخول مع اللاعبين للملعب في التقليد المعروف اوروبيا.

والأحداث ليست كلها جماعية هناك أحداث فردية لا تغيب عن الذاكرة، فالمتابع لن ينسى ما فعله الحارس الألماني الاسبق اوليفر كان بعد نهاية مباراة فريقه مع فالنسيا عام 2001 في نهائي دوري الابطال، حيث توجه نحو حارس فريق فالنسيا المنافس سانتياغو كانيزاريس معزيا إياه بوفاة والده قبيل المباراة.

ومن القصص الفردية أيضا قميص اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كشف عنه بعد تسجيله هدفا في إحدى مراحل الدوري الاسباني عام 2009 وكتب عليه “ماديرا” تضامنا مع أبناء المدينة التي ولد وعاش فيها بعد السيول التي خلفت ضحايا، وعاد رونالدو نفسه ليتبرع بمبلغ كبير بعد أن التهمت الحرائق بيوتا كثيرة من مدينته في العام الحالي.

حوادث وقصص كثيرة جماعية أو فردية تؤكد بالفعل أن كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، هذا فضلا عن الشعارات التي يتبناها الاتحاد الدولي الفيفا والتي يأتي في مقدمتها وكشعارات أصبحت عنوان لكل مسابقات كرة القدم “الاحترام” و”قل لا للعنصرية” و”اللعب النظيف”.

 

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى