فلاش

“كارثة محتملة” نتيجة المياه الملوثة الداخلة من تركيا إلى مدينة رأس العين بريف الحسكة

وجّه نشطاء ومواطنون من مدينة رأس العين شمالي محافظة الحسكة الواقعة تحت سيطرة قوات ” الاسايش ” حالياً ، نداء استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أصحاب الضمائر الحيّة لإنقاذهم من “كارثةٍ محتملةٍ” .

ودعا النشطاء أصحاب الضمائر الحيّة من المهندسين والجيولوجيين للتدخّل ووضع حدٍ لاختلاط مياه مجاري الصرف الصحي مع مياه نهر الخابور والذي يستخدمه الفلاحين في سقاية محاصيلهم الصيفية.

مناشدة أهالي مدينة رأس العين أوضحت أنّ مجاري جنوبي المدينة ومجاري قادمة من الجانب التركي تختلط بمياه نهر الخابور وتتجمّع فيه الأوساخ ومخلّفات المشتقات النفطية بعد توقّف محطة المعالجة, مشيرين إلى أنّ مياه النهر أضحت تهديداً لهم ولأطفالهم مما تنشره من أمراضٍ وأوبئةٍ.

نشطاء رأس العين استشهدوا بإحصائيةٍ لمشفى البيروني في دمشق والذي أعلن أنّ نسبة 55 % من حالات السرطان التي ترِد إلى المشفى هي من المنطقة الشرقية، الأمر الذي ربطه النشطاء بتلوّث مياه المنطقة جرّاء الإهمال الكبير في المحافظات الشرقية بحسب” ندائهم ” .

وقال رئيس مجلس مدينة رأس العين الدكتور داوود عزت سليم بك لتلفزيون الخبر أن ” مشكلة تلوث المياه في مجرى نهر الخابور الذي شحت مياها منذ سنوات عديدة عمرها أكثر من عشرين عام، لكنها لم يكن لها تأثير على البيئة و المدينة و مواطنيها كما هو اليوم بشكلها الحالي ”
وأضاف سليم بك أن “المياه الملوثة و صرف الصحي و بقاية الدباغة تدخل من الأراضي التركية حيث تعبر الأراضي السورية من منطقة تل حلف التي غربي مدينة رأس العين بــ 3 كم عن طريق مجرى خاص وتصب في نهاية بمجرى نهر الخابور “.

و تابع رئيس مجلس مدينة رأس العين أن “المياه الملوثة التي تدخل من تركيا إلى داخل الأراضي السورية تصب أيضاً في تكهف جانب قرية كشتو التي تبعد 4 كم عن مدينة رأس العين وتدخل إلى المياه الجوفية تحت التكهف الذي حوله المزارعين إلى بحيرة كبيرة “.

وأشار سليم بك أن “المزارعين حول البحيرة الناتجة عن تجمع مياه الصرف الصحي و المياه الملوثة الداخلة من تركيا إلى منبع خاص للمياه لسقاية المزروعات من خضراوت صيفية و محاصيل أخرى ومنها القمح و الشعير ما يشكل خطر كبير على حياة الناس”.

و لفت سليم بك أن “مدينة رأس العين تعاني من مشكلة كبيرة في تصريف مياه الصرف الصحي، فبعد دخول المجموعات المسلحة في نهاية عام 2012م و احتلالها المدينة قامت بسرقة و تخريب معدات محطة معالجة مياه الصرف الصحي في المدينة و التي لازالت معطلة لوقتنا هذا ، حيث تصب مياه الصرف الصحي في تكهفات نهر الخابور”.

وكشف رئيس مجلس مدينة رأس العين لتلفزيون الخبر ان “المجلس قام بإرسال عدة كتب رسمية لمحافظة الحسكة تم شرح تفاصيل المشكلة و الحلول المناسبة لها على مدار السنوات الماضية ، لكن لم نلقى أذان صاغية ، ونحن نعاني من شح الإيرادات المالية و عدم وجود ميزانية خاصة بالمجلس حيث يتم صرف رواتب العاملين فقط ” .

وبين سليم بك أن “مجلس مدينة رأس العين متوقف عن العمل بشكل شبه كامل وذلك نتيجة سيطرة ما يسمى “بلدية الشعب “التابعة ” للإدارة الكردية” ومنعنا من العمل و من تحصيل الرسوم و الضرائب المالية لتنفيذ المشاريع من خلال ايرادتنا الخاصة لكن لا حول و لا قوة لنا ”

وكان وسط مدينة رأس العين شهد حصول هبوط ( تكهف ) ضمن حديقة الباسل التي تعتبر اكبر الحدائق في المدينة بعمق 30 م وعرض 12 متر في عام 2015م ، و السبب يعود إلى تسربات مجرور الصرف الصحي ، وقد نبهنا وقتها عبر تلفزيون الخبر من حدوث كارثة إنسانية إذا نزل مياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية التي يشرب منها الأهالي حيث لم تتم المعالجة حتى الآن .

يذكر أن مدينة راس العين شمالي الحسكة و ريفها تعاني من حدوث تكهفات و انزلاقات في التربية وذلك نتيجة جفاف نهر الخابور و الينابيع الجوفية التي كانت تتميز بها المدينة الحدودية على مدار عقود من الزمان .

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى