موجوعين

قضية الطفلة “روان” من جديد.. الأم تريد سحب التبرعات وتغيير المستشفى.. والأخير يمتنع وفق القانون

عادت قضية الطفلة “روان” ذات الأعوام الخمس لتشغل مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن انتشرت قصتها قبل شهرين بشكل واسع، وبدأت حملة تبرعات مالية، لتكفل علاجها من حروق شديدة وتشوهات طالت أجزاء مختلفة من جسدها..

وكانت وصلت المبالغ من المبترعين، إلى مستشفى “الأندلس التخصصي” في دمشق، حيث تتلقى الطفلة علاجها، إلا أنه في الأيام الأخيرة، بدأت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “روان حقك مارح يضيع”، لضمان حق الطفلة في المبالغ، بعد أن قالت إحدى الصفحات التي تضع نفسها وسيطاً بين المتبرع والحالات المحتاجة بأن العملية التي أجريت للطفلة غير ناجحة..

ونشرت الصفحة التي تحمل اسم “فينا نساعد”، بتاريخ 15 كانون الثاني الجاري، منشوراً مفاده أن “العملية التي أجريت للطفلة غير ناجحة، وأن أهل الطفلة، طلبوا من المستشفى سحب المبلغ المتبرع فيه للطفلة، لإكمال علاجها خارج المستشفى، إلا أن المستشفى رفض الاعتراف بوجود المبالغ، أو إعطائها لوالدة الطفلة”.

وتواصل تلفزيون الخبر، مع عائلة الطفلة روان، والذين قالوا إنه “بعد بدء وصول التبرعات للمستشفى تغيرت تعامل طاقمه معنا، وأجريت للطفلة ثلاث عمليات، أولها دفعت بشكل مباشر من خارج التبرعات، ثم عدنا إلى اللاذقية وحاولنا لمدة شهرين أن نتواصل مع الطبيب الذي تجاهلنا طيلة هذه المدة”.

وتابعت “تبين فيما بعد أن العملية التي أجريت للطفلة في قدمها، فاشلة، حيث ظلت الطفلة تنزف لمدة شهر ونصف، ثم بدأت تظهر عفونة على القدم واصفرار، ثم اسوداد، وعلى إثر ذلك طلبنا من المستشفى إعطائنا المبالغ المتبرع فيها للطفلة، حتى تستكمل علاجها في مكان آخر، أو خارج البلد”.

وأضافت “إلا أن المستشفى رفض ذلك، وحولنا إلى المحامي الذي ذهب معنا إلى القاضي الشرعي، للحصول على إذن سحب المبلغ، مؤكداً له أنه يمكن علاج الطفلة في المستشفى، إلا أننا لم نرى تلك الإمكانية التي تحدث عنها”.

وذكرت أن “المستشفى لم يصرح لنا عن قيمة التبرعات، أو كلفة العمليات التي أجريت للطفلة، مع العلم أنه تم إيقاف التبرعات، كون المبالغ الموجودة أصبحت كبيرة”.

ومن جهته، مدير مشفى الأندلس التخصصي، الدكتور هشام الحسن، بين لتلفزيون الخبر، أن “المبالغ التي تم التبرع فيها لعلاج الطفلة روان في الحفظ والصون، وكلها موثقة بإيصالات، وهي أمانة لعلاج الطفلة، ولا يحق قانونياً إعطائها للأم، كون المبالغ من حق المتبرعين، الذين وضعوا ثقتهم في المشفى”.

وشرح أنه “كمستشفى لا يحق له قانونياً إعطاء المبلغ للأم، لاحتمال صرفها في غير علاج الطفلة، وبذلك تكون صرفت المبالغ، لغير الغاية التي وضعها المتبرعون لأجلها، وبذلك يفقد المستشفى ثقة الأشخاص الذين تبرعوا لها، ويستحيل سؤال كل متبرع حول إعطاء المبلغ، لاسيما وأن هناك تبرعات لا تحمل اسم أحد، حيث لا يرغب المتبرعون بذكر اسمائهم”.

وعن العمليات التي أجريت للطفلة، قال د.الحسن، إن “كلام الأم غير صحيح، هناك عملية بسيطة أجريت للطفلة، وهي فك التصاقات في القدم، وعلاجها لم ينته بعد، حيث ان الطفلة بحاجة لعلاج طويل الأمد ولعمليات عديدة، نظراً لحالتها الصعبة ومعاناتها من الحروق الشديدة”.

ولفت إلى أن “العمل الذي أجري، لم يكلف إلا مبلغ مالي بسيط جداً سحب من التبرعات، حتى أن المشفى أوقف التبرعات في وقت سابق، نظراً لكونه في حساب الطفلة ما يكفي لإجراء عمليات عديدة”.

وذكر أنه “بعد إجراء العمل، غابت الأم والطفلة لمدة، وعند عودتها لاستكمال العلاج، بدأت بقصة سحب المبلغ، ورغبتها بأخذه، ونحن نرفض ان نكون جزء من سوء استخدام التبرعات، التي هي من حق الطفلة ولعلاجها فقط”.

وفسر محامي المستشفى، ناصر عنقا، لتلفزيون الخبر، أن “المبالغ المودعة في المستشفى، ليست الأم هي من أودعها، وبهذه الحالة لا تعطى للأم، هي نقود من المتبرعين، ولم يعطوها للأم بشكل مباشر، لذا هي ليست مساعدة مالية للأهل”.

وأشار إلى أنه “بعد إصرار الأم على سحب المبلغ، أكدت لها أنه في حال رغبتها بتغيير المستشفى، يمكن إيداع المبلغ في حساب المستشفى الآخر، أما قانونياً لا يمكننا منحها لك”.

وتابع “ذهبت مع الأم للقاضي الشرعي الأول، محمود معراوي، وبعد شرح القصة، أكد للأم أنه لا يحق لها أخذ المبلغ، وفي حال الإصرار على سحبه، يقدم كتاب للقاضي، يذكر فيه المبلغ الموجود في حساب الطفلة، ويتم ايداعه في حساب يكون القاضي مسؤول عنه ويصرف منه عن طريق كشوفات تقدم للقاضي، ونحن لا يمكننا تجاوز هذا الأمر القانوني”.

وأضاف المحامي أن “القاضي سأل، عن إمكانية علاج الطفلة في المستشفى، واجبته بإمكانية علاجها، والأم رافضة، على الرغم من تقديم عرض للأم في حال رغبت بإحضار طبيب من خارج المستشفى لعلاج الطفلة في المستشفى لا مانع لدينا، وتصرف أتعابه من المبلغ”.

وبين عنقا أن “القاضي طلب حضور الأب، الذي تبين أنه موقوف، ثم طلب حضور عم الطفلة أو جدها، ولم تقدم الأم أي شيء بعد ذلك”.

وكانت الطفلة روان أصيبت في حروق شديدة إثر حريق نشب في منزلهم سنة 2015، بسبب ماس كهربائي، ما أدى لاحتراق أجزاء من جسدها، ووفاة أخيها بعد إصابته في حروق بالرئة.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى