اخبار العالم

قبطان سفينة “نترات الأمونيوم” يكشف طريقة وصولها إلى ميناء بيروت

كشف قبطان السفينة التي أنزلت 2750 طناً من نترات الأمونيوم في ميناء بيروت، وتسببت، الثلاثاء، بكارثة بعد انفجارها بشكل مفاجئ، عن الطريقة التي وصلت بها إلى المرفأ.

وقال قبطان سفينة الشحن Rhosus بوريس بروكوشيف وهو روسي الجنسية، الخميس في تصريحات عبر الهاتف لصحيفة نيويورك تايمز، “لقد شعرت بالرعب بعد مشاهدة الانفجار”.

وأضاف بروكوشيف أن “السفينة التي كانت ترفع علم مولدوفا، استأجرها رجل أعمال روسي يعيش في قبرص يدعى إيغور غريتشوشكين، لنقل شحنة نيترات أمونيوم تزيد عن 2000 طن إلى ميناء بيرا في موزمبيق”.

وتابع أن “السفينة انطلقت من ميناء باتومي على البحر الأسود في جورجيا، وتوقفت في تركيا بسبب خلاف البحارة السابقين على الراتب، وتم التعاقد معي لاستكمال الرحلة من تركيا إلى موزمبيق مقابل مليون دولار”.

وبحسب مكتب محاماة لبناني يمثل الشركة، كانت الشحنة في طريقها لموزمبيق لاستخدام المواد في صناعة المتفجرات، وفق الصحيفة.

كما أكد القبطان أنه لم يستطع عبور قناة السويس، لأن المالك أخبره أنه لم يعد قادراً على تأمين المال الكافي لدفعه، وطلب منه التوجه لميناء بيروت لتحميل شحنة آلات ستوفر لهم الأموال اللازمة لعبور قناة السويس، ووصلت السفين إلى لبنان بعد شهرين من إبحارها من جورجيا”.

وذكر القبطان أنه “عندما وصل إلى بيروت وجد أن السفينة لن تتمكن من تحميل هذه الآلات، لأنها قديمة وبلغت من العمر بين 30 – 40 عاماً ولم تعد تتحمل المزيد من الأوزان”.

وأكمل “حينها وجد المسؤولون اللبنانيون أن السفينة غير صالحة للإبحار واحتجزوها لعدم دفعها رسوم الرسو، وعندما حاول البحارة الاتصال بغريتشوشكين مالك السفينة، للحصول على المال للوقود والمواد الغذائية وغيرها من الضروريات، فشلوا في الوصول إليه.

وأضاف عاد ستة من أفراد الطاقم إلى منازلهم، لكن المسؤولين اللبنانيين أجبروه وثلاثة من أفراد الطاقم الأوكراني على البقاء على متن السفينة حتى يتم حل مشكلة الديون.

وطبقاً لمحاميهم، فإن قيود الهجرة اللبنانية منعت الطاقم من مغادرة السفينة، وكافحوا من أجل الحصول على المواد الغذائية والإمدادات الأخرى.

وصرح بروكوشيف أن مسؤولي الموانئ اللبنانية أشفقوا على الطاقم الجائع وقدموا الطعام، لكنه أضاف أنهم لم يظهروا أي قلق بشأن شحنة السفينة شديدة الخطورة، قائلاً: “لقد أرادوا فقط الأموال التي ندين بها”.

وفي النهاية اضطر القبطان إلى بيع وقود السفينة واستخدام عائداته لتكليف مكتب محاماة لبناني بالدفاع عنهم.

وحذر المحامون السلطات اللبنانية من أن السفينة معرضة لخطر “الغرق أو التفجير في أي لحظة”، وبالفعل أمر قاضٍ لبناني بإطلاق سراح طاقم السفينة لأسباب إنسانية عام 2014، بينما تم نقل الشحنة المميتة إلى عنبر 12 وبقيت هناك حتى يوم الانفجار.

وبين القبطان أن المسؤولين اللبنانيين أخطأوا عندما أصروا على حجز القارب والاحتفاظ بشحنة نيترات الأمونيوم في الميناء بدلاً من نشرها في الحقول.

مضيفاً أنه علم أن السفينة غرقت في 2015 أو 2016، مشيراً إلى أنه تفاجأ بأن الانفجار تأخر كل هذا الوقت.
وقال السلطات اللبنانية إن “الانفجار نتج عن حريق اندلع بمستودع في العنبر رقم 12 بمرفأ العاصمة، تخزن فيه منذ ست سنوات حوالي 2750 طناً من نيترات الأمونيوم “من دون أي تدابير للوقاية”.

وأسفر الانفجار، عن استشهاد 137 شخصاُ، وإصابة أكثر من خمسة آلاف، في حين دمّر المنازل وشرّد بين 250 و300 ألف شخص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى