العناوين الرئيسيةثقافة وفن

في وداع “بندر عبد الحميد”.. دمشق تخسر شيئاً من توازنها

غيّب الموت يوم الاثنين بندر عبد الحميد (1950 – 2020)، أحد أبرز الأصوات الشعرية في جيل السبعينيات، والناقد السينمائي الدؤوب، وصاحب المنزل الشهير لدى مثقفي سوريا.

أصدر عبد الحميد مجموعته الشّعرية الأولى “كالغزالة… كصوت الماء والريح” سنة 1975، قبل سنة واحدة من تخرّجه من قسم اللغة العربية، ثمّ عاد وأصدر روايته الوحيدة “الطاحونة السوداء” سنة 1984.

الكاتب المولود في قرية تل صفوك القريبة من مدينة الحسكة، كان حريصاً على ألّا تكون تجربته الإبداعية مقتصرة على الشّعر والرواية، فأصدر سنة 2008 كتابه النقدي “مغامرة الفنّ الحديث” عن الفنّ في القرن العشرين، بالإضافة إلى كتابه الأخير “ساحرات السينما” (دار المدى، 2019).

رحيله خسارة كبيرة للشعر والنقد السينمائي والإبداع الإنساني، وهو ما عبّر عنه أصدقاء الراحل في العوالم الافتراضية بعدما فرّقتهم الجغرافيا.

فمن دمشق كتب المخرج السينمائي محمد ملص: “أغلق بندر عبد الحميد البوابة السابعة لمدينة دمشق ومضى… بيديه الموشومتين بإشارات بادية الحسكة أوقد لقاءات المعرفة والجمال العابرة لكلّ اللغات البشرية المبدعة”.

الروائي خليل صويلح كتب في رثاء الراحل أنّ “دمشق يتيمة هذا المساء بغياب بندر عبد الحميد”.

الروائي زياد عبد الله كتب: “لا يليق بك الموت يا بندر.. كلنا نعرف، كل من أحبك وما أكثرهم.. مروا جميعاً من شارعيْ العابد والباكستان وقصدوا غرفتك وروحك.. عزائي أنك أنفقت كل ذرة من جسدك وروحك في الحب والإبداع والعطاء والبهجة.. ولموتك أن يبقى مبكراً جداً مهما تأخر. مع السلامة يا حبيبي.. مع السلامة يا دمشقي”.

بينما كتبت الشاعرة رشا عمران: “صفحة كبيرة من صفحات دمشق التي أشتاقها انطوت اليوم. مع السلامة يا بندر”.

وكتب محمد عبيدو: “لطالما جمعنا بيته الحميم، نخرج إليه من مؤسسة السينما حيث جمعنا العمل. ولكم ترافقنا بمهرجانات السينما وتقاسمنا الغرفة والكأس. الرحمة لروحه”.

وكان باسم صباغ قد نشر على صفحته في الفيسبوك يقول: “مات بندر عبد الحميد… رحل الأب والأخ والصديق والمعلم… رحل الرجل الذي أحب الحياة أكثر من أي شيء… وداعاً بندر.. وداعاً يا معلم”.

أما الصديقة “سارة بركة” فقالت: “ذاكرتي مشبعة بتلك الجلسات الطويلة عن الشعر والحب والسينما والمسرح.. والشيخ إمام والأبنودي وأحمد فؤاد نجم وشيريهان.. كأس واحد في بيت بندر عبد الحميد كان كفيلاً بإعادة التوازن في هذه المدينة المهشمة”..

يذكر أن الراحل من مواليد قرية تل صفوك القريبة من الحسكة عام 1947، وتلقى تعليمه في الحسكة، وتخرج من جامعة دمشق حاملاً الإجازة في اللغة العربية، سافر إلى هنغاريا عام 1979 لدراسة الصحافة.

بدأ حياته العملية في ميدان الصحافة وكتابة الشعر. ومثلما كان شاعراً مرهفاً فقد كان ناقداً سينمائياً شغوفاً بالفن السابع، ويعتبر أحد أعمدة سلسلة الفن السابع، ومجلة الحياة السينمائية.

له العديد من الكتب المطبوعة، في الشعر: (كالغزال كصوت الماء والريح) 1975، (إعلانات الموت والحرية) 1978، (احتفالات) 1979، (كانت طويلة في المساء)1980، (مغامرات الأصابع والعيون) 1981، (الضحك والكارثة) 1994.
أما على صعيد الرواية فكتب (الطاحونة السوداء) 1984، وفي النقد (مغامرة الفنّ الحديث) 2008، (ساحرات السينما) 2019.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى