كاسة شاي

في عيدها ال 82.. لا زال حزب “الفيروزيين” الدمشقي يتفوَّق على كافة الأحزاب السياسية

 

هي التي غنت بردى وقاسيون والسيف الدمشقي، والتي أحبت دمشق ولم تغن لأخرى كما غنت لها، فلا صباحات دمشقية دون صوتها رغم الحرب التي تسللت إليها.

فدمشق أول من احتضنت أغانيها بإذاعتها، وهي التي تؤرشف نوادرها، ومن خصصت صباحاتها لها، لتخطو خطوها بعد ذلك أغلب إذاعات العرب

السيدة التي غنت على مسارح سوريا ومدرجاتها الأثرية وتركت أثراً في الشعب السوري لم يُمحَ أو ينسَ حين ارتبط ذكر معرض دمشق الدولي لديه بفيروز و أغنياتها وموشحاتها ودمشقياتها، فغنت عليه منذ العام 1959 وأثرت تأريخ مدرج بصرى حين غنت عليه أيضاً عام 1985.

و لم تتخلَ دمشق يوماً عن فيروز، وبادلتها السفيرة ذلك، و كانت آخر حفلاتها في دار الأوبرا عام 2008 حين أعادت عرض مسرحية “صح النوم”.

فعند سؤالك للدمشقيين عن فيروز تحتار الكلمات أمام اسمها، وهي التي تشكل ذاكرة عشق خالص في وجدانهم، عشقٌ لا يمكن أن تكون الإجابة عليه بكلمة واحدة ولا يمكن ان تختصره أغنية واحدة.

فيروز وأغانيها اليوم في الشارع الدمشقي غدت اسماً يفاخر به الدمشقيون لتصبح دروب الهوا، وصباح ومسا، واسمها “فيروز” أسماءً لمقاهي ومطاعم دمشق القديمة والحديثة على حد سواء.

وألهبت فيروز قلوب الدمشقيين هياماً منذ البدايات، وهي التي أعادت يوماً ما العلاقات بين اللبنانيين والسوريين في الخمسينات، و”قطعت القطيعة” بين البلدين الجارين في الستينات.

منذ تبناها مدير الإذاعة السورية حينها في عام 1952، كان لهذه الإذاعة الفضل الأكبر في نشر أعمال فيروز، تعرّف المدير على الأخوين رحباني وفيروز عبر “إذاعة الشرق الأدنى”، وأرسل في طلبهما عن طريق فيلمون وهبي.

ومُنِحت فيروز حينها الحصة الكبرى من وقت الميكروفون السوري خلال خمس سنوات، سجّلت فيها فيروز في دمشق مجموعة هائلة من الأغاني تضمّنت العديد من الأعمال الوطنية الخاصة بسوريا.

كان منها سلسلة من الأناشيد كتبها ولحّنها الأخوان رحباني، مثل “موطن المجد”، “بلادنا لنا”، و”فتاة سوريا”. كما تضمنت “ذكرى بردى” للأخطل الصغير، ولوحة غنائية بعنوان “دمّر”، إلى جانب قصيدة رحبانية بديعة، “إلى دمشق”

عشقت دمشق هذه “الفتاة الخجولة”، وعُرف شبابها باسم “الفيروزيين”، حيث كتبت إحدى المجلات في آذار 1953 “يبدو أن حزب الفيروزيين بدأ يتوسع ويكبر إلى درجة أنه سينافس أكبر الأحزاب السياسية في هذا البلد”.

ووفق ما قالت صحف ومواقع، فقد كان من أطرف الاقتراحات التي قُدِمَت حينها أن “يدخل صوت المطربة فيروز ضمن الاتفاق الاقتصادي بين لبنان وسوريا، لأنه ليس من العدل أن يذكر في ملاحق الاتفاق أن لبنان يصدّر إلى سوريا كميات من الليمون الحامض والأرضي شوكي والعرق الزحلاوي، ولا يذكر صوت فيروز ضمن المواد التي يصدرها إلى سوريا”.

ختاماً، من دمشق والدمشقيين سلامٌ موصول لجارة القمر عبر “عصفور الجناين”، الدمشقيون الذين انتظروها مؤخراً بكل أملٍ وشغف لتعود إلى معرض دمشق الدولي مكذبين المنطق و كل ما يمكن أن يقال إنه شائعات.

روان السيد – تلفزيون الخبر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى