العناوين الرئيسيةفلاش

في ظل التوجه الحكومي لرفع سعره.. هل يتذكر السوريون الكاز؟

على وقع التوجه الحكومي لرفع سعر ليتر الكاز أو الكيروسين العادي, يقف الكاز اليوم في دائرة الضوء وهو الغائب صيفاً, الحاضر شتاء عندما ينقطع الغاز وتغيب الكهرباء لساعات طويلة فلا طريق لان يجود أغلبية السوريين إلا بالموجود وهو أن يسارعوا إلى الطهي على “الببور”.

ولكن حتى الموجود، مرت على السوريين أيام في الشتاء لم يكن فيه موجوداً, لأنه منذ وقت طويل ودّع الكازيات, وأصبح يباع في محلات الدهانات ومن أراد إليه سبيلاً.

وعلى ايقاع تصدر الكاز اليوم قائمة الجدل في قطاع المحروقات, يسلط تلفزيون الخبر الضوء على أهم استعمالات الكاز الذي يقول مصدر في “سادكوب” لتلفزيون الخبر “انه الغائب المنسي نظراً لعدم توفره في الكازيات وبيعه في بعض محلات بيع الدهانات”.

كما أشار المصدر إلى أن “هناك العديد من محطات الوقود أصبحت تملأ مادة المازوت في خزاناتها التي كانت مخصصة في السابق لمادة الكاز, وذلك نظراً لعدم توفره”.

يعد الكاز أو الكيروسين المنزلي من المشتقات النفطية التي كانت تستعمل للأغراض المنزلية كتشغيل “الببور” الذي أصبح من المقتنيات الأثرية في بيوت السوريين منذ سنوات طويلة, إلا انه وبسبب ظروف الحرب وخاصة خلال العامين الماضيين عاد للاستخدام مجدداً في ظل غياب الغاز المنزلي والانقطاعات الطويلة للكهرباء.

وشهد “ببور الكاز” خلال السنوات القليلة الماضية إقبالا كثيفا على شرائه بسبب انخفاض سعره وتوفره عند “قطعة” بدائله، ناهيك أن مصروفه قليل واقتصادي مقارنة بالغاز، حيث أن ليتر الكاز الواحد في “الببور” يكفي العائلة الواحدة لطهي الطعام عدة أيام مع استعمالات أخرى.

كما أجبرت ظروف الحرب السوريين على استخدام الكاز في قنديل للإنارة، وهو وعاء يصنع من الزجاج أو المعدن، ويسمى المصباح المعدني قنديلاً، وهو محاط بزجاجة ثابتة مع جسمه ومحكمة الغطاء من الأعلى، لتقاوم نسمات الهواء فلا ينطفئ, حيث يملأ القنديل بالكاز من فتحة جانبية، وله فتيل يصنع من خيوط الكتان.

قديماً لم يكن يخلو أي بيت من قنديل الكاز الذي كانت تجتمع حوله العائلات لتتبادل أطراف الحديث إلى حين بدأت الكهرباء تدخل المنازل السورية تدريجياً لينسحب قنديل الكاز ويصعد مجبرا إلى السقيفة أو إلى إحدى الرفوف ويصبح من ذكريات الماضي الجميل.

ويعد الكاز أو الكيروسين واحداً من أهم منتجات مصافي التكرير، ويحتوي على عدد من البارافينات وعلى النافثينات، ويدخل أيضاً في صناعة بعض المذيبات الصناعية والمذيبات المخففة في الدهانات “تنر” التي هي عبارة عن مجموعة كبيرة من المركبات الكيميائية التي يتم مزجها مع بعضها البعض بنسب متفاوتة لتخفيف اللزوجة.

كما يستخدم الكاز في إزالة الدهان غير المرغوب فيه في المنـزل أو لتنظيف بقع الدهان, وتنظيف سير الدراجات الهوائية والنارية من الشحم القديم قبل إعادة تشحيمها.

ناهيك عن استخدام الكاز في تنظيف الموكيت والسجاد لإزالة الجراثيم المخبّأة فيها وتطهيرها, وتنظيف أرضية المنـزل, كما يساعد على إزالة أصعب البقع من الملابس وخاصة العلكة.

وفي سياق استعمالاته المتعددة, يزيل الكاز أصعب البقع عن النوافذ والجدران, كما يستخدم للتخلص من القمل. وبالرغم من رائحته القوية، يساهم الكاز في تطهير المنـزل وإزالة الروائح الكريهة منه مثل رائحة الرطوبة وغيرها.

يذكر أن اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء تدرس مقترح وزارة النفط والثروة المعدنية برفع سعر ليتر الكاز من 215 ليرة لـ 240 ليرة، وذلك بعد أن وافقت رئاسة مجلس الوزراء على المقترح وطلبت من الوزارة تقديم مذكرة واضحة تتضمن آثار التعديل المقترح على الصناعات المحلية مع بيان الصناعات التي تدخل فيها هذه المادة في القطاعين العام والخاص.

اقتراح وزارة النفط مرده توصية صادرة عن اللجنة الاقتصادية عام 2015، تتضمن الموافقة على رفع سعر الكيروسين العادي أو الكاز بما يتناسب مع سعر البنزين الممتاز منعاً لغش البنزين فيه، وبحيث يكون سعره أقل بـ 10 ليرات من سعر البنزين.

اللافت أن توجه اللجنة الاقتصادية يأتي بعد سبعة أشهر على منحها الصناعيين وغرف الصناعة وغرف التجارة والصناعة المشتركة، الموافقة على استيراد مادة الكيروسين العادي المنزلي “الكاز” للمنشآت الصناعية المخصص لها استخدام هذه المادة كمدخلات إنتاجية حصراً.

يشار الى أن محطة الوقود تسمى بالعامية “كازية” واصلها من الكاز او الكوز وليس الغاز لان الكاز هو القنديل ولقد تم استيراد هذا القنديل الذي يعمل بمادة الكيروسين أي ” زيت الكاز” فبقي اسم المادة زيت مع الحنجر الذي اسمه كاز فصار اسم المادة ككل زيت كاز فأصبح مكان بيع زيت الكاز هو الكازية.

ورغم أن الكاز انتهت خدمته الفعلية وتقاعد لكن ترك لنا ارث هو اسمه نطلقه على محطات النفط مهما كبرت واتسعت وتعددت انواع مبيعاتها.

باسل يوسف – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى