العناوين الرئيسيةمجتمع

في زمن متحورات الكورونا ورغم التحذيرات.. من يرتدي الكمامة يصبح ” نعنوع في حمص”

يبدو أن فيروس كورونا لم يثر الخوف في نفوس السوريين حتى الآن، والحماصنة بشكل خاص، وربما نكون البلد الوحيد في العالم الذي ما يزال يراه مزحة أو مؤامرة سياسية أحيكت بين دول كبرى لا علاقة لنا بها.

ومع ازدياد أعداد الإصابات يومياً، والكشف عن سلالات ومتحورات جديدة له، لم يكن سببا كافيا للتقيد بالإجراءات التي أصبحت بديهية للجميع، من ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد المكاني والاجتماعي، حتى بات من يلتزم بهذه الإجراءات محط نقد وسخرية في الشارع الحمصي.

ترتدي كمامة.. فأنت نعنوع”

كلمة “نعنوع” وحسب المتعارف عليه شعبيا، هو الشخص المتخوف من كل شيء حوله، شخصيته ضعيفة ولا يقوى على القيام بالأعمال المجهدة، وتطلق عادة على الذكور” المدللة”، فهو الذي يهتم بتسريحة شعره وثيابه ولا يستطيع الدخول في مشكلة مع أقرانه.

إلا أن “النعنوع” في زمن الكورونا مصطلح جديد، فتنعت بهذه الكلمة عند ارتدائك الكمامة، واقتنائك المعقم لغسل يديك كل ساعة، فتتحول إليك نظرات الجميع الدالة على السخرية الواضحة.

يقول علاء وهو طالب جامعي لتلفزيون الخبر” نعم اسمع هذه الكلمة كثيرا من أصدقائي على سبيل المزاح كما يقولون، لكنني لا أهتم كثيرا ولا يؤثر ذلك على بقاء الكمامة معي بشكل دائم، لأنه لا يمكنني إقناع أي شخص بخطورة هذا الوباء مع كل الوفيات التي تسبب بها حتى الآن”.

يضيف أحد الممرضين في مشفى الباسل بحمص لتلفزيون الخبر” حقيقة فالأمر مضحك مبكي، وكثيرا ما يحصل معنا أمور تثير الاستغراب، ومنها عند قدوم شخص مصاب بالكورونا، حيث نفاجأ بأن مرافقيه من أهله لا يرتدون الكمامة أبدا مع تبريرهم ” يلي إلو عمر ما بتقتلو شدة”.

من جهته، يظهر أبو مهند وهو سائق سرفيس في مدينة حمص استسلاما كاملا لخطر الوباء أمام صعوبات الحياة الخالية، قائلا” أقسم لك أنني لم أكن لارتدي الكمامة لولا أن المرور سينظم بحقي مخالفة إن ضبطني دون ارتدائها، فلم يعد يهمني الكورونا ” قد ما بهمني المازوت ولقمة ولادي”.

بدورها قالت نور وهي طالبة في جامعة البعث لتلفزيون الخبر أن” القوانين على الباب الرئيسي هي من تفرض علينا ارتدائها، ولو يعود الأمر لي لا أضعها لأنه لا يمكنني التنفس منها، و لا أخاف على صحتي من الكورونا، لأن قناعتي أن الله هو الحامي”.

رأي أهل الاختصاص

يقول رامي وهو ممرض لتلفزيون الخبر” في ظل هذا الاستهتار، أحترم الشخص الذي يخاف على صحة أهله قبل نفسه، ويحاول ما بوسعه للوقاية حتى وإن كان سليما”.

وأردف” أدعو هؤلاء إلى تعميم تفكيرهم والاستمرار بتقديم النصيحة للجميع الاقتداء بهم، ليزداد تأثيرهم على اللامبالين، لأن الكورونا ليس مزحة، وليست “عنترية” أن تخاطر بحياتك وحياة من حولك”.

وتابع” للأسف، فنحن لا “نتربى” من تجارب الغير، ووصل الأمر لدرجة التردد في ارتداء الكمامة خوفا من نظرة الناس في الشارع إليك وأن تصبح مثيرا للسخرية في نظرهم”.

أشكال أخرى من السخرية ” مصاصة المتة ومنع التقبيل”

لا تقتصر السخرية على مصطلح النعنوع الدارج على الشباب فحسب، فحتى الشابة والأم قد تتحول إلى مدعاة للسخرية إن رفضت تقبيل أحد أبناء أقربائها أو صديقاتها خوفا عليهم، فهذه “قلة عقل” ويصل الأمر لاعتبارها أنها تتهرب من طبع قبلة على وجنتيه حتى وإن كانت ستصيبه بالوباء”.

والعكس صحيح، فقد تصل الأمور إلى مشاكل وحساسيات عائلية أن طلبت إحدى الامهات عدم تقبيل أطفالها، فهذا السلوك غير محبب وله دلالات أخرى، حيث سيؤدي إلى تخريب الطفل ويصبح “دلوعا ونعنوعا” إن كان صبيا، و”موسوسة” إن كانت بنتا.

ومن الأمور الدارجة حاليا، اصطحاب الشبان لمصاصات المتة معهم إلى أي مكان، حيث باتت أهميتها تماثل القداحة عندهم، الأمر الذي يعرضهم للسخرية وإن كان بشكل أقل حدة من الأمثلة السابقة، كون مصاصة المتة تندرج ضمن الأدوات الشخصية للشخص.

” عامل حالو أوروبي الأخ”

من منا لم يسمع هذه الجملة، سخرية أو اتهاما، فأن يكون الشخص مرتديا لكمامة بنسبة واحد من عشرة، كفيل أن يحوله الأمر الى مستشبه بالغرب، محب لهم، ومقلدا أعمى لسلوكهم حتى في الكمامة.

فتقليد الغرب لم يعد مقتصرا على الملابس وتسريحة الشعر والسلوك، أو حتى في نمط الموسيقى ونظريات العلم والاجتماع وغيرها، بل إن خوفك وحرصك على الوقاية عامل جاذب لاتهامات العولمة.

أين وصل الكورونا في تحوراته ؟

وكان الدكتور نبوغ العوا، عضو الفريق الاستشاري لمواجهة فيروس كورونا، بيّن الأسبوع الفائت أن “سوريا سجلت إصابات بسلالة المتحور الرابع “دلتا” أو (المتحورالهندي)، فيما لم تسجل بعد أي إصابة بالمتحور “مو” الأفريقي.”

وأكد أن “سوريا لا زالت في حالة تصاعدية ولم تصل بعد إلى ذروة الموجة الرابعة، والمتحور “دلتا” سريع الانتشار، ومولع بإصابة الشباب، أكثر من المتحورات السابقة”.

وأوضح أن “المتحور الرابع يدخل بسرعة إلى الرئة، كما يظهر في بعض الحالات على شكل إصابة رئوية في البداية وضيق تنفس، ثم تبدأ الأعراض الأخرى بالظهور، على عكس ما كان يحصل في الحالات السابقة، حين كان يصل الفيروس إلى الرئة بعد حوالي 5 إلى 7 أيام”.

وأشار “العوا” لأهمية اللقاح في هذه المرحلة، مشيرا أنه” لا يمنع الإصابة بأي من المتحورات، بل يحد من شدة الأعراض، خاصة التي تتطلب منفسة طبية، أو التي تصل إلى الوفاة.”

مبينا أن “الرهان الحقيقي على الوعي والالتزام بالإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة وتحقيق التباعد الاجتماعي قدر المستطاع، وهي الأساليب المتبعة حول العالم أجمع”.

مع تأكيده أن “فيروس كورونا قاتل، لاسيما لمن يهمل العلاج، أو يتساهل بالتعامل مع الإصابة أو الوقاية منها”.

يذكر أن وزارة الصحة تسجل يومياً إصابات متزايدة بفيروس كورونا في سوريا منذ نحو شهر، وتقوم بنشرها عبر صفحتها الرسمية عبر” فيسبوك” وتقوم بالحملات للتوعية وضرورة اخذ اللقاح.

وفي آخر تحديث لحصيلة الإصابات المسجلة بالفيروس منذ بدء الجائحة في سوريا، إلى /30337 /حالة، بينها،/2112/ وفاة، مع ازدياد واضح في معدل الإصابات ما ينبه لضرورة الالتزام بالاجراءات الاحترازية المحددة سابقا من الجهات الصحية.

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر- حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى