العناوين الرئيسيةثقافة وفن

في ذكرى رحيله… خالد تاجا وتجلّيات الآداء التمثيلي لـ”انطوني كوين” العرب

يصادف في الرابع من نيسان ذكرى رحيل الفنان السوري الكبير خالد تاجا الذي استطاع تأسيس اسم رمزي له تجلّى في العديد من الأعمال الدرامية والكوميدية وفي أنماط وبيئات فنية مختلفة، بالإضافة لوضع علامة مسجّلة باسمه في السينما والمسرح.

ولد الممثل السوري خالد تاجا في السادس من تشرين الثاني عام 1939 في حي ركن الدين بدمشق، وفي الثامنة من عمره اكتشف أنّه مولع بالرسم وأُغرم بخيال الظل.

وفي العاشرة من عمره بدأ يتردد على مسارح دمشق، وأدى بعد سنوات بطولة عملين مسرحيين من تأليف وإخراج أحد أساتذته في المرحلة الثانوية.

وانتقل عام 1956 إلى فرقة “المسرح الحر”، وضمت الفرقة نخبة من الفنانين الكبار أمثال صبري عياد، وحكمت محسن، وأنور البابا وكان يرأسها الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي، ليقدم حينها عدداً من أدواره على الخشبة وينتقل إلى الكتابة والإخراج المسرحيين.

وفي عام 1965، اختار المخرج اليوغسلافي بوشكو فوتونوفيتش الفنان الراحل لبطولة فيلم “سائق الشاحنة” الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما في دمشق عام 1966.

وابتعد بعدها خالد تاجا عن العمل الفني 12 عاماً حين اكتشف أن السرطان أصاب إحدى رئتيه بسبب ولعه بالتدخين، ما أدى إلى استئصالها.

وفي أواخر السبعينيات، وقف معه الفنان الراحل طلحت حمدي ليعود مجدداً إلى العمل، ومنذ ذلك الحين وحتى وفاته لم ينقطع ظهوره على الشاشة.

وشارك تاجا خلال مسيرته الفنية في أكثر من 130 مسلسلاً، أبرزها “هجرة القلوب إلى القلوب”، “أيام شامية”، “جريمة في الذاكرة”، “يوميات مدير عام”، “أخوة التراب”، “الفصول الأربعة”، و”الزير سالم”.

بإجماع غالبية النقّاد تمكّن الراحل خالد تاجا في دوره الحارث بن عباد من إظهار عظمة الدور والآداء والتقمّص باحتراف منقطع النظير وهو ما يتماهى مع جوهرية الفن التمثيلي.

وجسد تاجا خلال مسيرته شخصيات تركت أثراً كبيراً كمسلسل “التغريبة الفلسطينية” الذي أدى دوره فيه على أكمل وجه وراح في الشخصية إلى أبعاد إبداعية عميقة، ومن أعماله الشهيرة ايضاً مسلسل الفصول الأربعة الراسخ في ذاكرة السوريين، وأعمال أخرى تطول قائمتها.

ومن أفلامه “رجال في الشمس”، “عودة حميدو”، “الفهد”، “زواج بالإكراه”، “عروس من دمشق”، “بنات آخر زمن”، “غراميات خاصة”، “أيام في لندن”، “شيء ما يحترق”، “نصف ملغ نيكوتين”، وكان آخرها “دمشق مع حبي” في العام 2010.

وحاز خالد تاجا على العديد من الجوائز منها تكريم في مهرجان بودابست ببلجيكا عام 2010، والميدالية الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي التاسع، والجائزة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان القاهرة الحادي عشر.

وحصل تاجا على درع تكريمي عن دوره في مسلسل التغريبة الفلسطينية في أبو ظبي عام 2005، وجائزة لجنة التحكيم للدراما السورية أدونيا عام 2005، ودروع مختلفة من جهات عديدة.

واعتبر الراحل أحد أفضل خمسين ممثلاً في العالم، بحسب مجلة “التايم” الأميركية، كما لقبه الشاعر محمود درويش ”أنطوني كوين العرب”.

ورحل تاجا في الرابع من نيسان عام 2012 بعد صراع مع سرطان الرئة، وكان وقتها يصور مشاهده في مسلسل “الأميمي”، بعد مسيرة حافلة ميزتها ملامحه المعجونة بالزمن والفن والابداع، مخلفاً فراغاً في الدراما السورية، ومكاناً لمبدع عظيم لا ند له.

يذكر أن الفنان الراحل تاجا بنى قبره بنفسه وكتب عليه “مسيرتي حلم من الجنون، كومضة شهاب زرع النور بقلب من رآها، لحظة ثم مضت”، كما حمل جملة “منزل الفنان محمد خالد بن عمر تاجا من مواليد عام 1939”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى