فلاش

في ذكرى استشهاد أبو علي مصطفى .. إرثك أقوى من صواريخهم

سجل يوم 27 آب من العام 2001 ذكرى استشهاد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى، و الذي يعد أول قيادي استهدفه صاروخ “اسرائيلي” إبان انتفاضة الأقصى.

لم يكن حينها مكتبه في رام الله هو الهدف الذي صوبت نحوه طائرات العدو، كما لم يكن جسده هدفها، بل كان ذلك الصاروخ مسرعاً ليتصدى لسنوات مصطفى النضالية من أجل الوطن والقضية، ولإحقاق الحق والعدالة والكرامة.

وهو الذي نال نصيبه من الاحتلال، لكنه استطاع مواصلة عمله بالسر والعلن بمثابرته، وكان يعرف منذ عودته إلى فلسطين عام 1999 بعد رحلة اغتراب طويلة أمضاها ما بين الأردن وسوريا ولبنان، أنه في خطر لكنه قائد عنيد متمرس فضل الموت في حضن فلسطين التي أحبها وأحبته.

ولعب أبو علي مصطفى دوراً هاماً خلال انتفاضة الأقصى وعرف بمواقفه الوطنية، وقد جمعته مع الفصائل والقوى الوطنية علاقات طيبة، وتفانى في عمله الجماهيري والسياسي لتحقيق أهداف وغايات الشعب الفلسطيني المعذب.

درس المرحلة الأولى في بلدته عرابة في مدينة جنين التي ولد فيها عام 1938، ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد اسرته إلى عمان، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها.

وضع مصطفى الصراع مع الاحتلال نصب عينيه طوال حياته، واعتبره صراعاً مصيرياً لا يمكن إنهاؤه، انطلاقاً من كوننا أصحاب الحق ومن خلال القدرة على استقراء الاحتلال بموضوعية وتوجيه النقد للذات والمساءلة.

و انتسب في سن السابعة عشرة إلى حركة القوميين العرب التي أسسها جورج حبش الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وذلك في العام 1955، اعتقل بعد عامين 1957 وحوكم أمام محكمة عسكرية وقضى في سجن “الجفر” الصحراوي بالأردن خمس سنوات.

ولدى خروجه من المعتقل تسلم قيادة منطقة الشمال في الضفة الغربية وشارك في تأسيس “الوحدة الفدائية الأولى” التي كانت معنية بالعمل داخل فلسطين، كما خضع للدورة العسكرية لتخريج الضباط الفدائيين في مدرسة “أنشاص” المصرية عام 1965.

في أعقاب حرب حزيران عام 1967 قام وعدد من رفاقه في الحركة بالاتصال مع الدكتور جورج حبش لاستعادة العمل والبدء بالتأسيس لمرحلة الكفاح المسلح، و قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن، لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

و تولى أبو علي مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الاردن إلى عام 1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الاحتلال، كما شارك في أحداث معركة الكرامة 1970 وحرب جرش-عجلون في عام 1971 .

وغادر الأردن سراً إلى لبنان في أعقاب حرب تموز 1971. وفي المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب نائباً للأمين العام، وعاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999، وتولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000.
وانتخب أمين عام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وظل يشغل هذا المنصب حتى استشهاده عام 2001.

وذاع صيت مقولته الشهيرة حين عودته الأخيرة إلى فلسطين، والتي قال فيها “عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا ولم نأت لنساوم”.

لكن ما لم يتوقّعه العدو الذي نفذ العملية الجبانة، أنّها ستكون شرارةً لمرحلةٍ قويّة في تاريخ الانتفاضة التي كان من الصعب عليه وأدها، فكان الردّ قاسياً على أوّل عملية اغتيالٍ في الانتفاضة الثانية، حين نفذت الجبهة عملية بطولية واغتالت وزير سياحة العدو “رحبعام زئيفي”، ليس انطلاقاً من مبدأ العين بالعين فحسب، بل من مبدأ الرأس بالرأس.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى