موجوعين

في ذكراه السابعة الشهيد والمخترع السوري عيسى عبود… ثروة وطنية تم اغتيالها

سبع سنوات مرّت على استشهاد العَالِم والمخترع السوري عيسى عبود، الذي اغتيل قبل أن ينتهي من آخر اختراعاته، وهي البرامج المتخصصة بالأتمتة وأنظمة الذكاء الاصطناعي.

وأُغتيل الشهيد المخترع عيسى عبود في 18 نيسان عام 2011 بمدينة حمص على يد مسلحين مجهولين، بعد أن أطلقوا النار عليه وعلى وابن عمه علاء مصطفى عبود، أثناء توجههما لزيارة أحد الأقارب في حي النزهة بحمص.

وفي ذكراه السابعة، قال مدير التعليم المهني في تربية حمص محمد عبود “كان الشهيد عيسى عبود في الصف الحادي عشر، وكنت حينها معاوناً لمدير المعهد الصناعي، واطلعت على عمله بعد أن ذاع صيته، ووجهت بتفريغ إحدى صالات المعهد لتكون معرضاً لاختراعاته”.

وقال عنه مؤسس جمعية المخترعين السوريين الراحل عبد الله الأحمد “إن عيسى عبود ثروة وطنية يفتخر بها وطنه ونموذجاً للشاب الناجح “.

و كذلك قال عنه العالم السوري عمر حمشو “إن من ينجز واحد على مئة مما أنجزه عيسى يستحق الاهتمام والمتابعة والرعاية والتكريم.”.

ورغم كل الكلمات التي وصفت إنجازات الشهيد المخترع وأثنت عليها، إلا أنه لم يلق دعماً لاختراعاته وأبحاثه العلمية.

وكان المخترع السوري طلب الدعم المادي عدة مرات من أصحاب القرار في حمص وفي دمشق، إلا أن الوعود التي أطلقوها ذهبت أدراج الرياح، فقرر السفر على مضض، لتنهال عليه العروض من الولايات المتحدة وفرنسا، فاختار فرنسا.

وقبل سفره بعدة ساعات، علم المخترع السوري عمر حمشو بذلك، فاتجه ليلاً إلى قرية حديدة، وأقنعه في العدول عن فكرة السفر، وتعهد بدعمه ثم اصطحبه إلى مدينة حماة ووضع مختبره تحت تصرف المخترع الشاب.

و قدم حينها العالم عيسى عبود العديد من الاختراعات أثناء عمله في حماة، قبل أن يلتحق بالخدمة العسكرية، ويكمل عمله البحثي في الجيش.

و قدم العَالِم الشاب خلال خدمته العسكرية عدة اختراعات لم يتم الاعلان عنها، وهذا ماكشفه للصحفي شادي ابراهيم خلال زيارة الأخير لمنزله في قرية حديدة .

و رغم من صغر سنه، الذي لم يتجاوز 27 عاماً، إلا أنه سجل عشرات الاختراعات التي لا سابق لها على مستوى العالم .

و في مقابلة له على التلفزيون العربي السوري قال المخترع عيسى عبود ” انه قادر على صنع مخابر ومراكز الأبحاث، كالمخابر الموجودة في الغرب وأمريكا واليابان، وبتكلفة أقل بكثير، وحتى أنه قادر على تصميم ما يضاهيها” .

و من اخترعاته التي كشف عنها، رجل آلي كامل مزود بذاكرة مع برمجة كاملة، و تخزين المعلومات (صورة وصوت) على خلايا دماغ الدجاجة، وجهاز يترجم أحاسيس وتصرفات الدجاجة، كالجوع والعطش والقلق والمرض، ويحولها إلى بيانات مقروءة.

ومن اختراعاته أيضاً حماية المضخات المائية وتشغيلها اتوماتيكياً، و مسجل استريو مع إذاعة إرسال تلفزيونية صوتية و هاتفية.

و كذلك اخترع العَالِم الشهيد جهازاً لحماية الإنسان من التيار الكهربائي، وحماية الآلات أيضاً إلكترونياً، وجهاز إنذار متطور عبر التلفاز والهاتف والصوت، وجهاز إلكتروني صوتي يستعمل لفتح وقفل الخزائن والأبواب.

ومن اختراعات الشهيد عيسى عبود، مقسم آلي مؤلف من إحدى عشر خطاً هاتفياً، وراديو يعمل من دون بطارية، و مواداً كيميائية لتنظيف وشحن البطاريات، وآلة موسيقية.

أما الاختراعات التي كان الشاب عبود يعمل عليها قبل استشهاده، هي البرامج المتخصصة بالأتمتة وأنظمة الذكاء الاصطناعي.

والشهيد المخترع السوري عيسى محمد عبود من مواليد العام 1984، في قرية حديدة بريف حمص الغربي لأسرة تعمل في الزراعة، ودرس في مدارس المنطقة حتى المرحلة الثانوية حيث انتقل للدراسة في ثانوية ابن رشد الصناعية في حمص باختصاص التقنيات الالكترونية.

و أنجز في المرحلة الثانوية معرضاً لأول اختراعاته قبل أن يحصد عدة جوائز ذهبية في معرض الباسل للإبداع والاختراع من عام 2000 إلى 2009 ومنها في عام 2004 عن بحثه ” استجرار الطاقة الكهربائية من الارض”.

و حصل الشهيد المخترع عام 2000 على جائزة المنظمة العالمية للملكية الفكرية “الوايبو” في مدينة جينيف السويسرية عن بحثه العلمي الذي يتناول “تخزين المعلومات في الخلية الحية” كأفضل اختراع من أصغر عالم، وكان عمره حينها 16عاماً.

محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى