سوريين عن جد

في دعوة عامة للفرح.. أطفال جيبول يطلقون الطائرات الورقية ويحلمون بالغد الأجمل

للمرة الثالثة خلال الشهر الجاري، تعلو الطائرات الورقية سماء مدينة جبلة، وهذه المرة كانت الخيوط مربوطة بأكف أطفال قرية جيبول الذين أطبقوا الفرح بقوة على خيط الحلم الذي أطلقوه بعيدا ليعانق حدود السماء، فغنوا وامتزجت أصواتهم بالضحكات والصيحات التي غزلت ألف أمنية وأمنية صغيرة بعمرهم، وكبيرة بحجم السماء التي ازدانت بطائرات فرحهم.

وقال منظم مهرجان الطائرات الورقية أحمد عيسى لتلفزيون الخبر: “الهدف من إقامة المهرجان، إدخال السعادة إلى قلوب أطفال ذوي الشهداء وجرحى الجيش بالإضافة إلى أبناء المهجرين، وجعلهم يشعرون أن هناك من يحبهم ويدفعهم نحو الحياة وعيشها بأفضل الطرق وأسعدها”.

وأضاف عيسى: “كما يهدف المهرجان إلى إبعاد الاطفال قدر الإمكان عن التلفزيون و”الموبايل” وخاصة الألعاب الالكترونية المدمرة كـ”بابجي” التي تقود الأطفال إلى العنف”.

ونوه عيسى “بالإقبال الكبير الذي شهده المهرجان الذي أقيم فوق تلة يوجد فيها ساحة ترابية ساعدت الأطفال على إطلاق الطائرات بدون عوائق كوجود الاشجار”.

وأوضح عيسى أن “المهرجان ليس الأول بجبلة، وإنما سبقه مهرجانين، أقيما في وقت سابق من آب الجاري، حيث أقيم المهرجان الأول في جوفين الأرز بالدالية في ريف جبلة، استمر ثلاثة ايام حيث تم فيه إطلاق ٤٥٠ طائرة ورقية”.

ولفت عيسى إلى “إقامة مهرجان ثان في مشقيتا عند بحيرة ١٦ تشرين، حيث تم إطلاق أكثر من ٢٠٠ طائرة ورقية، وشارك فيه أبناء المهجرين”.

وأردف عيسى: “في نهاية مهرجانات الطائرات الورقية يتم توزيع الطائرات على الأطفال، حيث تم توزيع ٣٧٥ طائرة بالدالية و١٧٥ طائرة في مشقيتا، فيما يقوم حاليا بإعادة تأهيل الطائرات التي تم إطلاقها في جيبول كلف الخيط والأسياخ ليتم بتوزيعها على الأطفال الذين شاركوا بمهرجان جيبول”.

وقال عيسى: “إن الأطفال يتصلون به ويقولون إن المهرجان صحيح انتهى إلا أن الطائرات لا تزال تطير في سماء الدالية ومشقيتا”.

وحول فكرة إقامة مهرجان الطائرات الورقية، أوضح عيسى أن “لديه ابنة وحيدة اسمها مريم لم تقبل أن تطلق طائرتها الورقية بمفردها، وأرادت أن يشاركها في ذلك أبناء أصدقائي الذين استشهدوا في الحرب الارهابية وذلك بهدف ادخال السعادة إلى قلوبهم”.

وأضاف عيسى: “اتصلت بصديق لي يقيم خارج سوريا واقترحت عليه فكرة إقامة المهرجان فوافق فورا على تمويل شراء الطائرات الورقية وتوزيعها على الأطفال”.

وبيّن عيسى أن “الهدف من إقامة مهرجانات الطائرات الورقية هو إيصال رسالة فرح للأطفال وأمل أن الغد أجمل بكثير، وأن الحلم يجب أن يكون كبيرا بحجم السماء، وأنه سيتحقق طالما أنه مربوط بخيط الارادة كما خيط الطائرة”.

وتابع عيسى:” كما أنه رسالة لأبناء سوريا الذين غادروا البلد، بأن سوريا بخير وأن الجيش يحرز انتصارات يومية لدحر آخر إرهابي عن أرضنا الحبيبة وأن الطائرات هي طائرات سلام ومحبة وفرح”.

وفيما يتعلق بالأنشطة القادمة، أكد عيسى أنه “تمت دعوته من قبل نادي معلمي جامعة تشرين ومديرية تربية اللاذقية للمشاركة في مهرجان سيقام في ٢٩ آب بمسبح نادي المعلمين”.

وأكد عيسى أن “مهرجان الطائرات الورقية مجاني، معربا عن أمله أن يصبح هذا المهرجان سنوي يقام في شهر آب من كل عام”.

وحول السبب وراء اختيار أب موعدا لإقامة مهرجانات الطائرات الورقية، بين عيسى أنه ” يتزامن مع عيد الجيش وباعتبار أن آب آخر شهور الصيف حيث يكون الطقس مناسبا للأطفال لوداع فصل الصيف قبل افتتاح المدارس”.

وفي نهاية حديثه، اختتم عيسى بالإشارة إلى مقولة “لتعرف الله أسعد قلب طفل”، وكم من قلوب صغيرة حزينة بحاجة إلى أن ندعوها للفرح.

صفاء إسماعيل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى