العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

في اليوم الدولي للقاضيات.. القاضية المستشارة منى عبد الكريم: سوريا رائدة عربياً بتعيين القاضيات

بكلمة واحدة يُعطى كل ذي حق حقه، لطالما أن مهمة القضاء هي إحقاق العدل، فكم من الحزم والجدية تحتاج هذه الكلمة لتؤخذ على محمل الاعتبار وكيف إذا كان الناطق بها امرأة؟.

فيما لا يزال الدوران مستمراً بجدليات المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية إلا أن أن القضاء السوري يبدو أنه قطع أشواطاً في هذا المجال.

إذ تبلغ نسبة القاضيات في سوريا للعام الجاري 20% بحسب بيانات وزارة العدل، وهي من النسب المرتفعة بالمقارنة مع أعداد القاضيات في الوطن العربي.

ويشير ذلك إلى أن القضاء السوري فسح المجال أمام المرأة لتتسلم مهام قضائية عليا وهذا ما تؤكده القاضية المستشارة منى عبد الكريم في حديثها لتلفزيون الخبر، إذ تقول: “إن سوريا رائدة عربياً في هذا المجال، فقد سبقت الكثير من الدول العربية وعيّنت قاضيات وصلن إلى مناصب عليا في الدولة”.

وتضيف: “نجاح عمل المرأة في القضاء السوري شجع العديد من الدول العربية على خوض هذه التجربة وفسح المجال أمام النساء للعمل في السلك القضائي”.

تشغل “عبد الكريم” منصب قاضي مستشار في محكمة النقض وهي أول امرأة في محافظة طرطوس يتم تعيينها بمنصب قاضية.

حول ذلك تقول أ.منى عبد الكريم لتلفزيون الخبر: “أذكر تماماً أول مرة أصعد فيها إلى قوس المحاكمات كانت القاعة ممتلئة بالحضور، ما أثار استغرابي، لأكتشف بعد ذلك أنهم جاؤوا ليتابعوا كيف ستدار جلسة المحاكمة لأول مرة من قبل امرأة”.

وعن توجهها للعمل القضائي تقول أ.عبد الكريم: “القضاء هو من اختارني ولست أنا، فقد صدر قرار بتعيين الأوائل في منصب قضاة وكنت منهم، لكن كوني اول امرأة تصل إلى منصب قاضية في محافظة طرطوس، كان يترتب على نجاحي بمهامي، نجاح التجربة بأكملها، وذلك أشعرني بحجم المسؤولية التي أوكلت لي”.

أما عن التمييز بين القاضيات والقضاة تقول “عبد الكريم”: “المرأة بطبيعتها تجمع ما بين عاطفتها وعقلانيتها وهو ما يكون مطمئن لبعض المتقاضين”.

وتضيف: “في السلك القضائي ليس هناك تمييزاً بين الرجل والمرأة، والمثال على ذلك وصول المرأة القاضية إلى منصب نائب عام للدولة”.

وتأخذ “عبد الكريم” من جدية العمل القضائي ما يكفيها للنطق بالحكم، وعن أصعب المحاكمات تقول: “إن مهمة القاضي هي إحقاق العدل والوصول إلى تسوية عادلة بين الأطراف، وهذا ما أحاول فعله خاصة في القضايا الأسرية”.

وتضيف: “حتى الآن لم أشعر يوماً أنني ظلمت أحد، وهذه راحة الضمير بالنسبة لي”.

ما بين الشخصية الجدية والطبيعة العفوية تظهر ملامح القاضية “عبد الكريم”، فشخصية العمل لم تجعلها تتخلى عن شغفها بالشعر، إذ تستعد لإطلاق أول ديوان شعري لها بعنوان “قمر وملح” بعد أن سجلت مشاركات عدة في أمسيات شعرية متنوعة.

وعن كتابة الشعر تقول أ. عبد الكريم لتلفزيون الخبر: “بدأت بالكتابة منذ أن كنت في العاشرة من عمري، وتابعت بذلك فشملت كتاباتي مراحلي العمرية كلها، لذلك القصائد التي في الديوان تحمل تنوعاً كبيرا في المواضيع وفي طريقة نظم الشعر بدءاً بالعامودي وصولاً إلى شعر التفعيلة”.

كما أن الحرب لم تغب عن قصائد الديوان الشعري الذي سيبصر النور قريباً، إذ تقول عبد الكريم: “فترة الحرب كانت محركاً بالنسبة لي لأكتب المزيد من القصائد أصور فيها الندب الداخلية التي لحقت بأرواحنا قبل أجسادنا”.

وتضيف: “كنت أفضل أن يبقى الشعر هواية بالنسبة لي لكن مجتمع الشعراء في طرطوس شجعني على إصدار أول ديوان، وهناك قصائد أخرى جاهزة لإصدار الديوان الثاني أيضاً”.

يذكر أن اليوم الدولي للقاضيات جاء باقترح من دولة قطر تقدمت به إلى منظمة اليونسكو، ليتم اعتماد العاشر من آذار من كل عام يوماً دولياً للقاضيات، تدعو فيه اليونسكو لإعطاء المرأة العربية حقها في العمل القضائي.

نغم قدسية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى