فلاش

في العيد.. “أكلة البرغل بحمص” تقليد شعبي يجمع بين موائد الأغنياء والفقراء بالساحل السوري

للعيد في الساحل السوري نكهة خاصة تميزه عن باقي المحافظات السورية، فالعيد ليس فقط معايدات وألبسة جديدة وشراء حلويات أو تحضيرها في المنزل واصطحاب الأطفال إلى “الملاهي”.

بل هناك تقليد شعبي تتناقله الأجيال في الساحل السوري وهو أكلة “البرغل بحمص” التي لا معنى للعيد بدونها.

وتوصف هذه الأكلة بأنها طعام الفقير التي يمكن إعدادها بتكاليف مالية زهيدة، إذا استثنينا اللحم منها طبعاً.

ورغم مرور الزمن وتوفر الكثير من الأكلات الحديثة إلا أن البرغل بحمص ما تزال تحافظ على مكانتها الخاصة وميزتها بأنها تجمع بين موائد الأغنياء والفقراء.

واللافت في العيد أن بعض الأشخاص يقومون بتحضير كميّات كبيرة من البرغل بحمّص ويوزعونها على الفقراء والمحتاجين في تقليد أعطى نكهة خاصة لطقوس العيد في الساحل السوري.

أم عبدالله امرأة ثمانينية من قرية بارودة بريف اللاذقية، واحدة من النساء اللواتي يطبخن البرغل بحمص بمهارة وبنفس طيب، ما تزال تستذكر الأكلات الشعبية وحياتهم البسيطة التي كانوا يعيشونها في الماضي.

وقالت أم عبد الله لتلفزيون الخبر: “أكلة البرغل بحمص تعني لنا الكثير، فهي تذكرنا بالماضي وبحياة آبائنا عندما كانت أمي تجمعنا حولها وهي تطهو البرغل بحمص بكميات كبيرة وخاصة في العيد”.

وأضافت: “كان أبي “يعزم” الأقارب والجيران لتناول الغداء في منزلنا، ولا أستطيع أن أحصي عدد المرات التي طبخت فيها البرغل بحمص، ففي كل عيد أو مناسبة أقوم بطبخها لأنها باتت تقليد اعتدنا عليه في الأعياد والأفراح والمناسبات”.

وشرحت أم عبد الله كيفية تحضير البرغل بحمص: “بسلق لحم الخاروف أو الفروج مع الحمص أولاً في الماء مع إضافة بصلة و إكليل الجبل وورق الغار”.

وتابعت: “من ثم نقوم بتصفية الماء والحمص المسلوق من الشوائب مع وضع اللحم على جنب حتى يبرد”.

وبينت أن “هذه العملية تستغرق نصف ساعة تقريباً، ثم يعاد الماء الساخن إلى مقلي البرغل”.

و”المقلي” هو عبارة عن إناء مصنوع من التراب الأحمر النقي يوضع فوقه البرغل واللحم والحمص المسلوق ويترك على نار الحطب الهادئة، بعد أن يغسل وينقى من الحصى والشوائب.

ونوهت أم عبدالله أن “عملية الطبخ تستغرق ساعة تقريباً حيث يستخدم الحطب المتوسط عادة في عملية الطبخ مخافة أن يتعرض المقلي لنار قوية تؤدي إلى احتراق البرغل في أسفله”.

وأردفت: ” لا يجوز أن ننسى العنصر الأهم فيه إلا وهو زيت الزيتون وخاصة إن كان “زيت خريج” وهو زيت معروف فقط في الساحل السوري”.

وفي الزمان الذي وصفته أم عبدالله بالجميل، قالت: ” كان أغلب سكان القرى الجبلية يأكلون البصل اليابس أو الأخضر مع البرغل بحمص مستخدمين معالق خشبية وصحون فخّار”، التي تسمى باللهجة المحلية “الغضارة”.

صفاء اسماعيل – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى