كاسة شاي

في الذكرى ال21 لرحيل “مطرب الجبل”.. وعَ “البال بعدك يا فهد بلان”

يصادف في ال24 من كانون الأول، الذكرى ال 21 لوفاة المغني “فهد بلان”، صاحب الصوت الجبلي الأشهر بين أقرانه، والذي استطاع بصوته القوي الصافي وأدائه الفني نقل تراث وبيئة بلاده إلى العالم العربي بأكمله، ليجعل الأغنية السورية مألوفة ومنتشرة، بشكل واسع وغير متوقع.

ولد الفنان فهد بلان في 22 آذار من العام 1933 في مدينة السويداء، ضمن أسرة فقيرة، واشتهر والده حمود بلان بقوته البدنية وكرمه، الصفات التي اكتسبها عنه فيما بعد ابنه فهد، حيث عمل فهد مع والده منذ طفولته، والتي كانت قاسية بعض الشيء، في الأراضي الزراعية، بالإضافة لعمله كمرافق سائق باص من وإلى دمشق.

وأمضى الفنان فهد بلان حياته متنقلاً، مابين وطنه الأم سوريا، والأردن، ومصر، وذلك بسبب الخلاف الذي نشب بين والديه، والذي انتهى بالطلاق وهو لايزال طفلاً لم يزد عمره عن عشر سنوات.

وكانت بداية حياة فهد بلان الفنية، عن طريق اشتراكه في مسابقة غنائية، أدى فيها أغنية ابن مدينته الفنان فريد الأطرش، “تطلع يا قمر بالليل”، حيث لاقى نجاحاً كبيراً آنذاك، متقدماً بعد ذلك إلى الإذاعة السورية في دمشق، وعمل في كورس الإذاعة وقتها.

ولُحِنت أول أغنيات فهد بلان، “أه يا قليبي” و”أه يا غزال الربى” من قبل رجل غير موسيقي، على إيقاع عزفه على الطاولة وبدون أي آلة موسيقية.

وتعرف فهد بلان بعد إطلاقه أغنيتي “أه ياقلبي” و”أه ياغزالي”، على الملحن السوري عبد الفتاح سكر، الذي لحن له مجموعة من الأغاني الشهيرة مثل “واشرح لها”، و”جس الطبيب”، و”لركب حدك يالماتور”، و” تحت التفاحة”، و”يا عيني لا تدمعي”، و”هالأكحل العينين”، و”يا سالمة” و”يا ساحر العينين” و”يا بنات المكلا”.

ويعتبر الملحن السوري عبد الفتاح سكر، السبب الرئيسي وراء انطلاق نجومية فهد بلان، لما لاقته الأغاني التي لحنها له، انتشاراً جماهيرياً واسعاً، وفي وقت قياسي في جميع أنحاء الوطن العربي.

ولم يتوقف فهد بلان عند الغناء فقط، بل شارك في العديد من الأفلام والمسلسلات المصرية، مثل “ليالي الشرق”، “حبيبة الكل” و”أفراح الشباب”، أما المسلسلات فكان أبرزها “أنا انت” و”عجيب أفندي”.

تزوج الفنان فهد بلان من ثلاث نساء، أولهن الممثلة المصرية مريم فخر الدين وبعدها المطربة اللبنانية صباح و من ثم الفنانة اللبنانية آمال عفيش، التي أنجب منها طفلاً واحداً “إيهاب فهد بلان”، والذي يمتلك صوتاً جبلياً شبيهاً إلى حد التطابق بصوت والده.

وكانت الممثلة مريم فخر الدين أوضحت فى أكثر من مقابلة لها، بحسب بعض المواقع المصرية، أن “فهد بلان كان من أطيب أزواجها وأكثرهم حناناً وكرماً، بالإضافة إلى أنه أحبها جداً، لكن أولادها من زوجها السابق “محمد الطويل”، لم يتقبلوه، السبب الذي أدى إلى طلاقها منه”.

وفي منتصف السبعينيات، عاد الفنان فهد بلان إلى وطنه الأم سوريا، بشكل نهائي، حيث أصبح يقضي معظم وقته في مدينته السويداء، بعد أن اشترى لنفسه أرضاً زراعية، كما عمل على تأسيس فرع لنقابة الفنانين في المنطقة الجنوبية، ليبدأ بعد ذلك المرحلة الأخيرة من مسيرته الفنية، من خلال التقائه بالشاعر والموسيقي سعدو الذيب الذي قدم له واحدة من أجمل أغانيه وهي “يوماً على يوم” ثم أغنيتي “سلامين” و”غالي علينا يا جبل”.

وتوفي “مطرب الجبل” صباح يوم 24 كانون الأول من العام 1997، إثر نزيف دماغي حاد، عن عمر يناهز 64 عاماً، في مدينة السويداء، تاركاً وراءه إرثاً لاينضب من الأغاني الجبلية والتراثية، والتي مازالت حاضرة رغم الغياب.

منار محرز – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى