فلاش

في الذكرى الرابعة لمقتل زهران علوش.. دمشق عاصمة الميلاد

تحتفل شوارع دمشق بعيد الميلاد هذه السنة مرتديةً ثوب الفرح والزينة التي تغطي البيوت والأشجار والساحات يعبرها صوت ضحكات الأطفال، تزامنا مع مرور الذكرى الرابعة لمقتل زهران علوش قائد فصيل جيش الإسلام في الغوطة الشرقية.

في الذكرى الرابعة لمقتل زهران علوش، يحتفل أبناء العاصمة بهدوء وسكينة بعيد الميلاد، ففي ساحة العباسيين والقصاع وباب توما تم وضع عدة شجرات للميلاد هذه السنة، تلك الأحياء التي شهدت مئات القذائف الصاروخية والهاون والآلاف من الرصاص الطائش، اليوم بات يتجمع مئات الأشخاص في تلك الساحات وفي قلوبهم وعقولهم ما مر على هذه المناطق خلال سنوات الحرب الأليمة.

برز اسم زهران علوش في الأيام الأولى لاندلاع ما يسمى بـ “الثورة السورية”، وأسس علوش بداية تنظيماً في مدينة دوما أسماه “سرية الإسلام”، ما لبث أن توسع تنظيمه فغير اسمه إلى “لواء الاسلام”، ليستقر أخيراً بعد الدعم السعودي له على اسم “جيش الاسلام”.

وعرف عن زهران و”جيشه” قصفه لأحياء دمشق السكنية، وشكل إرهابه أحد مفاصل حياة دمشق لسنين عدة، وقضى بصواريخه على العديد من المدنيين بين شهيد وجريح كان ذنبهم الوحيد هو صمودهم في دمشق.

تخرج زهران علوش من كلية الشريعة بجامعة دمشق، حائزاً أيضا على شهادة ماجستير، وذهب للسعودية لإكمال “تعليمه” في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

ووالد زهران علوش يدعى عبد الله علوش وهو أحد مشايخ السلفية المعروفين في مدينة دوما، وعلى نهجه سار ابنه، الذي سبقه بمراحل في التشدد، وذلك بفضل “أساتذته” في السعودية.

اعتقل علوش غير مرة في سوريا، بدءاً من عام 1987 أول اعتقال له، وصولاً لعام 2009، بسبب نشاطاته الدعوية المشبوهة، وأطلق سراحه أخيراً عام 2011 في العفو الرئاسي الذي صدر أوائل الحرب في سوريا.

قُتل زهران علوش في غارة جوية أثناء اجتماعه بإرهابيي تنظيمه في بلدة أوتايا بغوطة دمشق الشرقية في 25 من مثل هذا الشهر من العام 2015، أوتايا التي سَجن زهران أهلها وجعلهم دروعاً بشرية لأعمال إجرامية بلغت بشاعتها حد حرق الأطفال في فرن خبز في المجزرة التي قام بها بعدرا العمالية.

ويذكر جيدا أبناء العاصمة دمشق أول أيام الامتحانات قبل خمس سنوات تقريبا حين أعطى زهران علوش قائد تنظيم “جيش الاسلام” أوامره باستهداف العاصمة بكثافة، و “شتت الدنيي” قذائف، ما أدى لشبه تعطيل الحركة في دمشق .

كما يذكر أبناء العاصمة يوم 25 \ 12 \ 2015 منذ أربع سنوات بالتمام، حين اتفقت وسائل كل وسائل الاعلام ، وعلى اختلاف جنسياتها وانتمائاتها على تأكيد خبر واحد، زهران علوش قتل.

وتعد مأساة عدرا العمالية، التي ما تزال تداعياتها حتى الآن مستمرة، من أبرز جرائم زهران علوش، فبعد احتلال المنطقة قام عناصره بعمليات أقل ما يقال فيها وحشية من حرق الناس في الأفران إلى سحلهم.

والمأساة المستمرة لعدرا العمالية كانت بخطف “جيش الاسلام” لعدد كبير من المدنيين من المنطقة واقتيادههم لمدينة دوما وتحديدا سجن التوبة المشهور الذي يضم ألاف المختطفين من عسكريين ومدنيين، كما نقلت وسائل الاعلام وضع علوش مختطفي عدرا العمالية في أقفاص وعرضهم في ساحات دوما.

ولم يكتف علوش بقمع وقتل وخطف السوريين، فكل من لا يعجب علوش كان ببساطة يسجن، تقمص علوش دور الأمير بقوة، وقصة الناشطة المعارضة رزان زيتونة ما زالت حتة اليوم تشكل شرخا بين “جيش الاسلام” الذي اعتقلها ثم ما لبث أن ادعى عدم معرفتها بمكانها، وبقية المعارضة السياسية.

أربعة أعوام مروا، أتم الجيش العربي السوري فيها السيطرة على غوطة دمشق الغربية كاملة والشرقية واستعاد كل المناطق الخارجة عن السيطرة في دمشق وريفها.

أربعة أعوام مروا وتتابع العاصمة وأبناؤها حياتهم، ذاكرين من فقدوهم بغصة وألم، واضعين علوش وأمثاله في محرقة الذكريات في مكان بعيد عن أحلامهم بسوريا الآمنة المطمئنة .

علي رياض خزنه_تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى