فلاش

“فيسبوكرز” سوريون يجوبون الشوارع بحثاً عن مشردين

هاتف محمول بكاميرا، مشرد أو متسول أو طفل بائس، هو كل ما يحتاجه بعض “الفيسبوكرز” من السوريين ، ليحققوا سبقاً “فيسبوكيا”، ويجمعوا أكبر عدد من الإعجابات والتفاعلات والتعليقات، مستغلين، ربما دون قصد وفي أكثر الأحيان بقصد، معاناة الآخرين .

وانتشرت ظاهرة استغلال الأوضاع الإنسانية السيئة، والتي كثرت حالاتها بعد الحرب، للحصول على شهرة فيسبوكية، منذ سنوات الحرب الأولى، حيث جرى التنافس على نشر الصور ومقاطع الفيديو، ونشر الأخبار العاجلة، والتي ليس لها هدف سوى جمع الإعجابات.

وأفرزت الحرب ظواهر إجتماعية عديدة، منها ازدياد عدد المشردين والمتسولين، وعمالة الأطفال المتسربين من المدارس، كما ازدادت حالات الزواج لدى القاصرين، والزواج العرفي، ومؤخراً لوحظ انتشار ظاهرة شم “الشعلة” لدى الأطفال في شوارع مدينة دمشق، والتي تؤدي إلى نوع من الإدمان.

ومنذ عدة أيام حظي مقطع فيديو نشره أحد هؤلاء “الفيسبوكرز” بضجة كبيرة، حين قام بتصوير طفلة وهي تقوم باستنشاق مادة “الشعلة” من كيس، وتبدو شبه غائبة عن الوعي، ليقوم المصور نفسه بأخذ الكيس من يدها ورميه في النهر، لتلقي الفتاة بنفسها في النهر ورائه.

واستطاع المصور من خلال نشر المقطع، وتحت شعار التنبيه لهذه المشكلة التي باتت منتشرة بين الأطفال، من جمع عدد كبير من “اللايكات”، والمشاركات والمتابعات، مستغلاً سوء وضع الطفلة وتعاطف الناس مع حالتها.

وسبق هذا الفيديو، فيديو مشابه يصور أحد الأطفال في منطقة العمارة في دمشق يقوم بشم الشعلة أيضاً، بينما يقوم المصور بتوبيخه مع أن الطفل يبدو غير واع لما يدور حوله أو يقال له، وبنفس أسلوب تصوير الفتاة، مما يطرح تساؤلا “هل ستصبح الشغلة موضة”؟، حسب أحد التعليقات على الفيديو.

وقالت المرشدة النفسية، السيدة أمل، لتلفزيون الخبر “هذه الظواهر الإجتماعية التي انتشرت تحتاج إلى جهود جماعية من الدولة والمجتمع الأهلي لحلها، وغالباً ما يتم التعامل معها بشكل خاطئ”.

وأوضحت أمل “تحول الفيسبوك لأداة فعالة للسخرية وكسب الشهرة، على حساب أوجاع الناس ومعاناتهم، وهذه بحد ذاتها مشكلة إجتماعية يجب حلها”.

وتابعت أمل “ففيها انتهاك للخصوصية، في تصوير أشخاص لا يتمتعون غالباً بالقوة أو الوعي الكافي لمنع المصور، وفي نشر هذه الصور أو المقاطع في مواقع الإنترنت وتدولها”.

“أن تقوم بنشر صورتك الشخصية عبر مواقع التواصل الإجتماعي بأي حالة هي حرية شخصية، لكن نشر صور أو مقاطع فيديو لأشخاص آخرين دون إرادتهم، أو دون أخذ رأيهم، بغية كسب الشهرة وإثارة الإعجاب ليست حرية شخصية، ويعاقب عليها القانون”، يقول أحدهم في تعليق على فيديو الطفل.

رنا سليمان _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى