فلاش

فلسطينيةٌ كانت ولم تزل..69عاماً والتغريبة مستمرة

جميع الصور والأفلام، والوثائق، التي وثقت ذكرى النكبة الفلسطينية لا تساوي ومضة عين من رحلة انتظار رجل أو امرأة تجاوزوا التسعين، وهم يرنون إلى حلم العودة حتى وهم على أعتاب القبور، ومنهم من وارى الثرى وآخركلماته كانت “لا تنسوا البلاد”، وبلهجة فلسطينية.

القدس، عكا، حيفا، يافا، صفد، طولكرم، أريحا، جنين، نابلس، قلقيلة، بيت لحم، وأكثر، كلها مدن فلسطينية تشرد منها أهلها وسلبت منهم بالقوة في الخامس عشر من أيار 1948.

وموقع فلسطين الاستراتيجي، وتربعها في قلب الوطن العربي، وتاريخها الحافل بالحضارات وأرضها التي كانت مهد الرسالات وطبيعتها، كل ذلك جعلها عرضة لأن تنظر بريطانيا “بعين العطف” على عصابات “بني صهيون” وتقدمها لهم بحسب الوعد المشؤوم “بلفور”.

وتعود كلمة الصهيونية إلى المفردة العبرية “سيون” وتعني تلال القدس، والحركة الصهيونية ولدت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بهدف إقامة دولة يهودية مستقلة في فلسطين.

واعتمدت هذه الحركة على الترويج لفكرة أن فلسطين “أرض الميعاد” كوسيلة للتأثير الديني في اليهود وجذبهم لها، وكثرت المؤتمرات والقرارات، إلى أن أُعلن عن دولة يهودية على أرض فلسطين.

وحمل الفلسطينيون نكبتهم خاسرين فلسطينهم، وخرجوا منها مرغمين تحت قوة الجزار، مشردين لاجئين إلى شتى بقاع الارض، وسقط آلاف الشهداء ممن تشبثوا بجذور بياراتهم في سبيل البقاء.

وتوجه الفلسطينيون إلى البلدان المجاورة، وكانت سوريا الحاضن الاكبر للقضية الفلسطينية وللفلسطينين ولحركة المقاومة الفلسطينية.

وكان مخيم اليرموك الذي لم ينكس فيه العلم الفلسطيني يوماً، عاصمةً للشتات الفلسطيني إلى أن احتلته الجماعات المسلحة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعدو “الاسرائيلي”.

وخرج الشبان الفلسطينيون في المخيمات السورية ومخيم اليرموك على وجه التحديد، في عام 2011 في ذكرى النكبة وقبل “الاحتلال المسلح” لمخيم اليرموك الى الحدود الفلسطينية عراة الصدور امام الآلة “الإسرائيلية”، بانتمائهم الفلسطيني الفطري محاولين كسر الأسلاك وسقط الشهداء منهم في اثبات أن حلم العودة لم يمت.

وتوالت الأعوام على ذكرى النكبة، وحملت بين طياتها أنواعاً كثيرة من المقاومة، وأشهر أطفال فلسطين حجارتهم في وجه دبابات الهمجية “الاسرائيلية” وكانت صورة الشهيد الطفل محمد الدرة في حضن ابيه أيقونة لذلك.

ولم تقتصر المقاومة على من يواجهون آلة الحرب “الإسرائيلية” فقط بل وابدع الفلسطينيون ممن هم خلف قضبان الإحتلال “الإسرائيلي” بحركات المقاومة.

فالأيدي الخمائل التي كبلتها سلاسل الاحتلال هي اليوم توزع الكرامة على كل متخاذلٍ وناسٍ لقضيته، فسنوات الأسر الطويلة خلف القضبان لم تسلب الكرامة، بل ألهبتها إضراباً عن الطعام امتد شهراً ولم يتوقف بعد.

وقام الأسرى باقتسامهم لجوعهم، بإرسال رسالة إلى الانقسامات والتوجهات والفصائل والسلطات التي تعمل تحت اسم فلسطين، لكنها على أرض الواقع لم تقدم شيء للقضية الفلسطينية.

ورغم تلك الانقسامات والسلطات المتخاذلة، ورغم الاحتلال يبقى على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وتبقى فلسطين سيدة الأُرض، وأم البدايات وأم النهايات.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى