العناوين الرئيسيةطافشين

عيد السوريين في الغربة .. “مراجيح” مُعلّقة بين هنا وهناك

“لايمكن بأي شكل من الأشكال أن أنجح في تمثيل طقوس العيد هنا، اختلاف البيئة والظروف والتفاصيل قضى على كل محاولة يمكن أن أقوم بها لأُشعر أطفالي بما كنا نعيشه في طفولتنا”.

تبدأ آلاء، سيدة ثلاثينية، تقيم في ألمانيا، بتلك العبارات المتقاطعة خلال حديثها لتلفزيون الخبر، وتقول: “هذا أول عيد أشتري لأولادي فيه ثياب جديدة، لكن هذا لم يكن تقليد مرتبط بالعيد، بل صادفت هذه المرة حفلات تخرجهم من المدارس”.

وأضافت “منذ مغادرتي البلاد أنكرت طقوس العيد حتى حلويات العيد لا أقوم بصنعها أو شرائها، كما لا أقوم بمعايدة أحد ولا أعطّل أولادي من المدرسة”، مردفة “العيد كباقي الأيام دوام نظامي وواجبات يومية”.

تتابع السيدة، بحسرة، “لا نشعر ببهجة العيد هنا، لا يوجد مشاركة ولا حالة اجتماعية في أي طقوس من طقوسنا، كما في شهر رمضان نشعر بالعقوبة أثناء الصيام بسبب غياب الطقوس الروحانية في هذه البلاد”.

“حتى أولادي لم أتمكن من ربطهم بطقوس العيد لأني فشلت في ربط نفسي”، تردف السيدة بالقول: “ضاعت بوصلتي هنا وكل ما عشته في طفولتي وفي مرحلة ماقبل سفري لم أتمكن من إعادته هنا بسبب اختلاف البيئة”.

وتضيف “خلال احتفالات الكريسمس نعيش الطقس بسبب الحالة الاجتماعية الكاملة، حيث نشعر بالبهجة والزينة والاحتفالات، وحينها من الطبيعي أن يشارك الأولاد باحتفالات المدرسة بالأعياد الدينية ولا يوجد مشكلة في ذلك بالنسبة لنا أما في الأعياد الأخرى المرتبطة ببيئتنا فمن الصعب الشعور بأجوائها”.

وتتمنى السيدة أن تتزامن إجازتها لزيارة سوريا خلال العيد لتعيش بالتالي طقوس البلاد والحالة المجتمعية فيها، لكنها في الغربة غير قادرة على أن تكذب على نفسها بأن تعيش شيء لاتشعر به، بحسب تعبيرها.

من جهة أخرى، يقول قصي، شاب ثلاثيني يقيم في السويد، “أحاول أن أخلق لابنتي على الأقل أجواء العيد، وأحاول دائماً في مختلف المناسبات أن أعرّفها على أجوائنا وتقاليدنا لكنها في النهاية للأسف ستصطدم بالمجتمع”، ويردف “نحنا منعمل اللي علينا”.

ويكمل “أحضر لابنتي ثياب للعيد وأجلب حلويات العيد واصطحبها إلى مدينة الألعاب في أيام العيد بالتحديد، كما نزور أقاربنا المقيمين في مناطق تحيط بنا هنا في هذه البلاد”.

ويردف “لكن العيد في سوريا يأخذ منحى آخر، نشتاق كثيرا لتلك الأيام ولمة العيلة ورائحة حلوى العيد المنبعثة من نوافذ الحارات، نشتاق أيضاً للحالة الاجتماعية والسهرات”.

تيم شاب سوري آخر يعيش في بلجيكا، يقول: “في سوريا لم يكن يعني العيد لي شيء، اكتمل شعوري هذا حين غادرت البلاد وترسخ أكثر لدي، لا أشعر هنا ولا هناك أن العيد يشكل حالة مميزة”.

ويتحدث الشاب عن عائلات بأكملها غادرت طقوس العيد بسبب طبيعة الحياة في بلاد الغربة، حيث تخلوا عن كل تلك التقاليد التي يعيشها السوريون، مضيفاً “هموم الغربة أكبر والبعد عن الأهل يحرم الشخص أي فرحة هنا على أي حال”.

ويختم بالقول: “عادات المجتمعات التي لاتحترم الطقوس الإسلامية تحرم الأشخاص من ممارسة عاداتهم وتقاليدهم في بعض الأحيان فتعارض العادات بين المجتمعات يخلق تلك الفجوة”، بحسب ما يرى.

بينما تروي ليلى، (سيدة أربعينية) تقيم في فرنسا، أنها تحاول جاهدة بعث البهجة في منزلها صباح العيد، تشغّل تكبيرات العيد في المنزل تخبر أبناءها بطقوس العيد وتروي لهم حكايات البلاد وكيف كانت العائلة تجتمع على فطور العيد في الصباح”.

وتختم السيدة: إن أغنية “يا ليلة العيد آنستينا” لازالت تمر في مخيلتها حين كانت تسمعها في ليالي العيد ضمن حارات منزلها، بينما يغادر الأُنس ليالي أعياد أوروبا”.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى