موجوعين

عن دير الزور وجسورها المدمرة .. هكذا قطعوا شرايين المدينة

من بين كل المحافظات السورية التي دمرتها الحرب وغيرت وجهها وخارطتها للأبد تبقى محافظة دير الزور الأكثر إيلاما وحزنا، معاناة مستمرة لأبناء المحافظة التي يحاصر “داعش” جزءا من أرضها ويحتل ما لا يحاصره.

وليكمل ” النقل بالزعرور ” ، جاء ما يسمى بـالتحالف الدولي” ليكمل سلسة القهر المكتوبة على المدينة بقصفه منشآتها الحيوية وبناها التحتية وأبناءها المظلومين، والأهم تقطيعه لأوصالها بتدمير الجسور التي تربط المدينة بعضها.

تأتي أهمية الجسور في محافظة دير الزور كونها تربط الأجزاء التي يمر منها نهر الفرات داخل المدينة ببعضها وتربط ضفتي النهر في عدة مناطق ببعضها، فالفرات يقطع المدينة لجزئين جزء شمالي يسمى بالجزيرة وجزء جنوبي يسمى بالشامية.

وقصة الجسور بدأت منذ بداية الحرب على سوريا، فجسر الكنامات الذي يعد ثالث أكبر جسر في المحافظة وجسر السياسية وهو الأهم كونه يصل مدينة دير الزور بريفها الشمالي الذي يصلها مع محافظة الحسكة وجسر البعث في المدينة، تم تدميرهم أيضا بشكل كامل .

ودائما كانت حجة “التحالف” بقصف وتدمير جسور نهر الفرات هو إلحاق الضرر بتنظيم “داعش”، ولكن وكما يتضح فإن الهدف الحقيقي من تلك الضربات هو فقط تدمير تلك الجسور استكمالا لعملية ضرب البنية التحتيه للدولة السورية، فالجسور كما منشأت النفطية تعتبر قطاعات حيوية.

وأكمل طيران “التحالف” تدميره للجسور مستهدفا جسر الميادين في ريف دير الزور الشرقي، فدمره بعد قصفه بثلاثة صواريخ، ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة، وهو جسر واصل بين ضفتي نهر الفرات وتأتي أهميته كونه يربط بين بلدتي الشحيل والبصيرة الواقعتين شرقي نهرالفرات ويساعد في التنقل بين الضفتين الشرقية والغربية.

وبعد تدمير جسر الميادين بيوم واحد، صبت ثلاث طائرات حربية تابعة لـ”التحالف الدولي” حقدها مساء على جسر العشارة بريف دير الزور الشرقي، الذي يعتبر من أهم الجسور الواصلة بين ضفتي نهر الفرات، بعدد كبير من الضربات أدت إلى تدميره وخروجه عن الخدمة.

كما قطع طيران “التحالف” أوصال مدينة البوكمال بتدمير جسريها وهما جسر السويعية المعروف بجسر “الوادي” والذي يربط قرية السويعية بمدينة البوكمال وجسر الرئيس في الباغوز الذي يربط بين قرية الباغوز ومدينة البوكمال عازلا المدينة عن ريفها والاثنان محتلان من قبل تنظيم “داعش”.

والجسر الوحيد الذي “نفد” من عملية التدمير الممنهجة التي يشنها طيران “التحالف” هو الجسر المعروف باسم جسر الجورة، الذي بقي سليم كونه يقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري وهو من الجسور المتوسطة الحجم ويربط الأحياء المحاصرة بحي الحويقة.

يذكر أن طائرات “التحالف الدولي” كانت قبل فترة ألقت مناشير تحذر فيها الأهالي من الاقتراب من الجسور الحيوية في ريف ديرالزور الشرقي، مطالبة إياهم بالابتعاد عنها، ما يعني أن تدمير هذه الجسور هو هدف واضح وصريح.

وعندما تتحدث عن الجسور في دير الزور أول ما تجلبه الذاكرة هو الجسر المعلق في المدينة، و هو يعد أحد أبرز رموزها، والذي بناه الفرنسيون في بداية العشرينات من القرن الماضي، ولكن “جبهة النصرة” كانت سبقت “التحالف” حتى قبل تشكيله وقصفت الجسر بعشرات القذائف الصاروخية ما أدى لتدميره وخروجه عن الخدمة.

صور الجسور المدمرة في محافظة دير الزور، لاسيما صورة الجسر المعلق وهو مكسور، قد تلخص برمزيتها وقد تفي بالغرض إذما أردت أن تشرح قصة الحرب السورية وبالتحديد قصة الحرب الشبه منسية والمغيبة التي مرت في محافظة دير الزورر.

 

 

علاء خطيب

حلا المشهور – دير الزور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى