فلاش

عن دير الزور وأخر مسيحييها

أربع سنوات مرت لم تقام الصلوات ولم تقرع أجراس الكنائس ولم تضاء شجرة الميلاد في مدينة دير الزور المحاصرة، وذلك رغم تواجد فيها مايزيد عن 1000 مسيحي من أرمن وسريان، بعد أن هجروا من منازلهم ودمرت كنائسهم واستبيحت أموالهم وصودرت أملاكهم من قبل المجموعات المسلحة بمختلف تسمياتها.

وتوجد في مدينة دير الزور أربع كنائس هي كنيسة اللاتين (يسوع الملك)، وكنيسة السريان الأرثوذوكس، وكنيسة الأرمن الكاثوليك، وكنيسة الأرمن الأرثوذوكس (كنيسة شهداء الأرمن)، وكانت تقام في هذه الكنائس الصلوات في المناسبات، بالإضافة لكونها من أهم المعالم التاريخية في المنطقة الشرقية، والتي قام مسلحو “جبهة النصرة” بتفخيخها وتفجيرها الواحدة تلو الأخرى.

وقال السيدة أم أمجد لتلفزيون الخبر، وهي أحد السكان الباقيين في المدينة المحاصرة، “قبل الأزمة كنا نحتفل في مدينة دير الزور بأعياد الميلاد مع أهلنا وجيراننا المسيحيين والمسلمين، ونقوم بتزيين المنازل ونضع شجرة الميلاد ونحضر الضيافة للعيد”.

وأضافت أم أمجد “في عام 2011 كنا نقيم الصلوات والإحتفالات الدينية كبقية الأعوام السابقة ولغاية شهر حزيران من عام 2012 حين قامت المجموعات المسلحة بالدخول إلى أحياء مدينة دير الزور، فغادر القساوسة وجميع الراهبات من المدينة وأغلقت الكنائس وتوقفت الصلوات وبدأت حركة النزوح بإتجاه المحافظات الأخرى”.

وتابعت إم أمجد ” استمرت حالة النزوح لبداية عام 2013 ولم يبق في المدينة سوى عدة عائلات كانت تقطن في مناطق سيطرة الجيش العربي السوري”، مشيرة إلى أن عدد المسيحيين الذين غادروا المدينة تجاوز 1000 مسيحي، مضيفة “بقيت أنا وعائلتي وأهلي في دير الزور لغاية شهر تموز 2015، شهدنا معظم فترة الحصار الذي أوجع كل قاطني المدينة”.

وأوضحت أم أمجد أنها خرجت من المدينة وعائلتها إلى دمشق منذ عام ونصف لعدم قدرتهم على إحتمال ويلات الحصار، مضيفة ” كنا العائلة المسيحية الوحيدة في الأحياء المحاصرة وبخروجنا لم يبقى ولا مسيحي في المدينة، ومنذ شهر قام مسلحو “داعش” بإطلاق عدد من القذائف الصاروخية أدت إلى تدمير منزلنا بشكل كامل”.

وأضافت أم أمجد “أمنيتي في العام القادم ان يرجع الأمن والأمان جميع الناس مسلمين ومسيحيين يرجعوا لبلدهم وأكبر دليل على عودتنا بأننا لم نقوم ببيع منازلنا ولا أملاكنا، علمآ بأننا كنا قادرين على بيعها بأسعار جيدة في فترة سابقة”، وقالت أم أمجد “ولكننا سنرجع بحق كل المقدسات اللي بالدير راح نرجع”.

يشار إلى أن كنيسة شهداء الأرمن تم وضع حجر الأساس لإنشائها بتاريخ 24/4/1985 وهي تمثل مقام شهداء الأرمن في دير الزور، وكان يتوافد إليها الأرمن في مناسبة ذكرى مذبحة الأرمن من جميع دول العالم.

يذكر أن مدينة ديرةالزور تعد مقرا للبعثة الدبلوماسية الأرمنية في سوريا وتوجد فيها القنصلية الفخرية لجمهورية أرمينية التي تم إفتتاحها في 11 شباط 2010.

حلا المشهور – دير الزور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى