محليات

عن النزاعات بين الأقران من أطفالٍ و يافعين .. داعمة نفسية توضح لتلفزيون الخبر أسبابها وعلاجاتها

تزايدت مؤخراً في المجتمع السوري سواء في المنزل أو المدرسة أو في رياض الأطفال وبين الأصدقاء، ظاهرة النزاعات بين الأقران حيث لم تقتصر على بيئة محددة دون غيرها وأثرت في طريقة تكوين الوعي العام والتعلم لدى الطفل واليافع و مدى تفاعله مع بيئته الاجتماعية المحيطة به.

الإخصائية التربوية، والداعمة النفسية في أكثر من مؤسسة تربوية سورية، مي برقاوي، تقول لتلفزيون الخبر إن “أكثر ماتكون هذه النزاعات وأخطرها في البيئة المدرسية وخارج باب وسور المدرسة”.

وتوضح برقاوي أن “الأسباب لتلك النزاعات كثيرة ومختلفة وأهمها “اختلاف التنشئة الاجتماعية فيما بينهم، لاسيما تلك المرتبطة بالمستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي لبيئاتهم”.

وتكمل “إضافة إلى ضعف الوعي والفهم عند التلاميذ والطلاب لطبيعة وقوانين وهدف المدرسة”، مردفة أن “المدرسة تجمّع علمي تربوي الهدف الأساسي منه التعلم والتربية والتعليم”.

و تضيف الداعمة النفسية أن “ما يزيد من النزاعات بين الأقران عدم استقرار الأسرة لظروف خاصة أو عامة، إضافة إلى كثرة المشاكل فيها مما يشحن الأولاد لارتكاب المشاجرات والعدوانية تجاه أقرانهم وحتى المحيطين بهم كرد فعل عليها”.

وتتابع برقاوي: “كما أن بعض الطلاب يتبعون أسلوب العنف لإثبات أنفسهم بنتجة الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس اللذين ينتجان عن الحرمان العاطفي في الأسرة المفككة، أو الشح في مقدراتها الاقتصادية أو ممارسة الضغوط والأوامر لفرض أسلوب حياة معينة عليهم”.

وبحسب ما قالت الداعمة النفسية، فإن “تأثر الأقران ومحاكاتهم لأفكار جماعة الأصدقاء (الشلة) والتقليد الأعمى لهم في سلوكياتهم يؤدي أيضاً للنزاعات بينهم”.

أما فيما يتعلق بمعالجة هذه النزاعات، تؤكد برقاوي أنه “لابد من تحرك تربوي سريع ومدروس من قبل الأهل والمدرسة ومساعدة الأقران الإيجابيين في ذلك من خلال تهيئة مناخ اجتماعي بيئي رافض للعنف والنزاعات، وتوجيه وإرشاد الطفل لتعديل سلوكياته العنيفة والعدوانية بتوعيته إلى مخاطر ذلك على نفسه وعلى أسرته وأقرانه”.

وتكمل “كما يساعد حث الأقران على المبادئ والقيم واحترام الآخر، وتوجيههم لأساليب التواصل الإيجابية على التحكم بغضبهم من بعض، وتخفيف الضغوط عليهم عن طريق التحدث إليهم بالحوارات الهادئة”.

وتدعو السيدة برقاوي التربويين إلى “ضرورة التعرف الدقيق على حاجات الأطفال والطلاب النفسية والاجتماعية والمعرفية وخصائص نموهم في كل مرحلة، مع مراعاة ميولهم ورغباتهم ووضعهم”.

ويتم ذلك، بحسب ما لفتت إليه الداعمة النفسية، “من خلال أنشطة تحقق لهم ذلك في البيت أو في المدرسة، وتشدد على ضرورة تعزيز ثقتهم بأنفسهم لإبراز قدراتهم وإيجابياتهم وإنجازاتهم ومكافأتهم عليها”.

يذكر أن ظروف الحرب ومظاهرها في السنوات الماضية، ومارافقها من حالات اجتماعية مختلفة انعكست على كافة الفئات العمرية في المجتمع السوري، لكنها كانت أكثر تركزاً لدى الأطفال واليافعين لتزامن سنوات وعيهم معها، مما يتطلب الحرص على تربيتهم نفسياً بشكل مدروس حرصاً على مستقبلهم الذين لا يمكن فصله عن مستقبل سوريا ككل.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى