العناوين الرئيسيةحلوة يا بلدي

عن “المحلّاية” التي غيرت وجهها في هذه الأيام

اشتهرت الأسرة السورية بعادات غذائية متنوعة أشهرها تقديم وجبة دسمة من الحلوى بعد الوجبات وتعود هذه العادة لطقوس تراثية توارثها الأبناء عن الأجداد.

وهذه الطقوس فرضت نفسها على موائد السوريين في كل الأوقات وعلى على مدار السنة كتقديم “المحلّاية” في المناسبات وبعد وجبات الغذاء، و هذه المحلّاية باسمها الشائع هي “الرز بحليب”.

تقول السبعينية جميلة عباس لتلفزيون الخبر: “الرز بحليب” هو طبق أساسي مكوّناته معلومة من اسمه رز و حليب بالإضافة للسكّر والماء.

و تتابع عباس: يُغلى الأرز بالماء حتى “يُسلق” جيداً ثم يوضع مع الحليب حتى درجة الغليان لفترة من الوقت ويُقلّب المخلوط على النار مع إضافة بعض السكّر حتى يصبح مزيج متماسك بشكل جيد، ثم يتم تعبئة المزيج ضمن أطباق صغيرة و تُترك حتى تفتر حرارتها ثم يتم وضع الأطباق في البرّاد.

و تضيف عبّاس: البعض يضيف لهذا المزيج بعضا من ماء الورد في الحليب و يرش على سطح الأطباق قليل من القرفة و جوز الهند”

وحول التغيرات على طبق “الرز بحليب” تقول السيدة جميلة “قديماً أيام الخير والبركة كان البعض يقوم بصنع طبقة من القطر السميك فوق زبدية الرز بحليب بحيث تُصبح “كتير كتير محلّاية”، أو طبقة من العسل لتُصبح أمام وجبة كاملة الدسم و الحلاوة، تتألف من طبقة عسل تحتها طبقة قشطة الحليب ثم الرز بحليب و ماء الورد.

و أردفت عباس: قديماً كانت العروس تقوم بتقديم أطباق المحلّاية لقريباتها و صديقاتها عندما يزورونها لتهنئتها بعد أسبوع الزفاف ويكون اسم هذه الوليمة “محلّاية العرس”.

بينما يقول الحلواني رائد الطويل لتلفزيون الخبر: “الرز بحليب” وجبة كانت و ما زالت تُباع بعدّة محلّات تراثية في حمص مثل “الجلبجي” الذي يعتمد على منتجات الحليب مثل الرز بحليب و الخبز المرقّد مع الحليب “المغطوطة”.

و تابع الطويل: يُقدّم “الرز بحليب” بارداً حتى في فصل الشتاء و هو محبوب و منعش بفضل برودته و طبقة القشطة التي على وجهه وفي هذا الصدد يُقال “رز بحليب كل ما برد بيطيب”.

و ذكر الطويل: تختلف تسمية هذا الطبق بين عدّة بلدان فهو في سورية “محلّاية” و في مصر “مهلّبية” و في الجزائر “محلب”، و المهلبية تشابه الطريقة السورية في صنع “الرز بحليب” و لكن يُضاف لها “النشاء” حتى يُعطى للحليب سماكة واضحة يُضاف لها الفستق “المبشور” على وجهها.

و ختم الطويل: حالياً أصبح تداول “الرز بحليب” قليل نسبياً عن الماضي خاصة مع ارتفاع الأسعار إذا أردنا شراء المكونات من المتاجر، أو لقلّة المواد”

وتابع “خاصة أن أهم عنصرين في الرز بحليب و هما الرز و السكر أصبحا على البطاقة الذكية، لذلك من يريد طهي هذه الحلوى عليه أن ينتظر رسالة البطاقة الذكية، و حتى تصل هذه الرسالة سيتم تأجيل الرز بحليب حتى إشعار آخر.

حسن الحايك_تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى