فلاش

عن إعادة إعمار الإنسان .. مدير مدرسة في السبينة مثالاً

إعادة الإعمار هو مصطلح يتم تناقله في أي منطقة تشهد حروباً وأحداثاً أمنية، ولا تقتصر العملية على إعادة الإعمار بمعناها المادي، فبناء الثقة والقانون والإنسان أيضا جزء أساسي من هذه العملية.

هكذا يؤمن مدير مدرسة محمود نمر محمد، في منطقة السبينة، هايل عيد العلي، وهو من أبناء السبينة، الذين تهجروا من بيوتهم بعد احتلال التنظيمات المتشددة للمنطقة.

وقال المدير لتلفزيون الخبر أن “المدرسة التابعة لمديرية تربية القنيطرة، تقع في حي الشرطة، وكانت “أغلقت بسبب هجوم التنظيمات المسلحة في شباط 2013″، مبيناً “أنا أغلقت سجلاتي بتاريخ 24 نيسان 2013 بعد إتمام الامتحانات والنتائج”.

وبين العلي أن “أغلبية المواطنين تهجروا من المنطقة بسبب المعاملة السيئة من التنظيمات التي احتلتها، والتي عمدت إلى تخريب ممنهج لمؤسسات الدولة ومنها المدارس، ليتم وضعنا تحت تصرف مديرية تربية القنيطرة في مجمع الزاهرة التربوي، المكلف بتسيير أمور التلاميذ والمعلمين في المناطق التي تتبع لتربية القنيطرة وتسيطر التنظيمات المتشددة”.

وتابع العلي “عام 2017 تواصلت منظمة خيرية مع وزارة التربية ومديرية تربية القنيطرة لاصلاح مدارس القنيطرة، وتم إصلاح سبع مدارس، منها مدرستنا، التي أعيد تأهيلها لتفتح المدرسة بتاريخ 25 آب 2017”.

وأضاف هايل عيد العلي “باشرنا بتسجيل الطلاب فورياً في بداية العام الدراسي، بعد فتح منطقة السبينة أمام الأهالي للعودة لها، والأعداد كانت قليلة جدا، بدأنا ثلاث طلاب فقط”.

وأردف هايل “فقررت مديرية تربية القنيطرة طي المدرسة، أي إغلاقها مؤقتاً، ولكن بجهود مدير التربية بعد التواصل مع الوزارة، تقرر فتح المدرسة حتى ولو بثلاثة طلاب”.

وأكمل العلي “ومن ثلاثة طلاب ارتفع العدد إلى 25 طالب، وهم العدد الذي افتتحت به المدرسة رسمياً، ليصبحوا فيما بعد 90 ثم 100 واليوم العدد وصل لـ 205 طالبا وطالبة”.

وبين المدير أن “المدرسة تضم ست صفوف، للحلقة الأولى من الصف الاول للسادس، بالإضافة لـ 11 من الكادر التدريسي، منهم ست معلمات “.

وتوقع المدير أن تحتاج المدرسة مستقبلاً لكادر أكبر وذلك لأن عدداً من أهالي المنطقة سيعود إليها، لأن كثيراً منهم ينتظر انتهاء العام الدراسي بالنسبة لأطفالهم، موضحاً أنه كعضو لجنة حي تواصل مع العديدين منهم.

وعن الصعوبات، قال العلي، “نحن في منطقة لم تخدم بعد، أي لا يوجد حتى الآن لا كهرباء ولا مياه، ونحتاج مثلا لحاسوب للطلاب”.

وأوضح المدير “المدرسة مؤلفة من ثلاث طوابق وتحتاج لكهرباء نظامية، وتواصلنا مع مدير التربية الذي أوضح أن المنطقة غير مخدمة حالياً، لمد خط كهرباء قريب لصالح المدرسة”.

وأضاف المدير أنه “تم التواصل مع مدير مكتب طوارئ الكهرباء في صحنايا، الذي وعد بوصل الكهرباء، ليتبين أن المنطقة بالكامل بحاجة لإعادة تاهيل، وبحاجة لمتعهد ليبدأ”، متمنيا أن “نستطيع مد خط كهرباء للمدرسة التي لها اولوية”.

أما بالنسبة للمياه، بين المدير أن “المياه متوفرة ولكن عن طريق الصهاريج من الآبار الارتوازية الموجودة في المنطقة، بانتظار إعادة الإعمار لمد مياه بطريقة نظامية”.

طلبات هي صغيرة إذا ما قورنت بالعمل الدؤوب للمدير ولكادره التدريسي في منطقة كالسبينة، فبناء جيل جديد يقوم كل صباح بتحية العلم الوطني وإنشاد النشيد الوطني بالزخم الموجود في مدرسة محمود نمر محمد، يستأهل مد خط كهربائي وإرسال حاسوب، بالحد الأدنى.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى