فلاش

عندما نشارك جميعا في إضعاف هيبة الدولة .. هذا ما جرى في حماة ؟

تناقل عشرات “الإعلاميين” و “الشخصيات العامة” على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو والصور التي قدمت لهم جاهزة، عن جولة محافظ حماة، والتي صورت الجولة على أنها “إرهاب” ممنهج ضد أطفال يتقدمون للامتحانات.

وعبر مصدر في محافظة حماة عن أسفه، للضجة والبلبلة التي حصلت، مؤكدا أن باب المحافظة مفتوح أمام أي استفسار، أو سؤال من قبل الإعلاميين، أو أي مواطن يود الاستفسار عما جرى، موثقا.

ويعتبر ما قام به محافظ حماة الحالي الدكتور محمد حزوري استثناء لجرأته، ومحاولته فرض هيبة الدولة، في مكان مليء بالسلاح، وسيطرة المتنفذين، وغياب النظام، فهذا كان نصيبه مما جرى، إن كان من خلال العمل الممنهج من قبل الفاسدين، أو الجهل وثقافة الفيسبوك السطحية .

وكانت عمليات تفتيش لقاعات الامتحانات، قام بها محافظ حماة، ضبطت مئات المصغرات وعشرات أجهزة الموبايل المرتبطة بشبكات “تنقيل” محمية بقوة السلاح في حماة، كانت سبباً كافية لإثارة بلبلة، ومحاولة تشويه ما جرى .

سؤال بسيط بعيد عن المصادر يمكن أن يفيد في كشف خلفية ما حدث، كيف تم تسريب هذه الصور التي صورت بكاميرا المركز الإذاعي والتلفزيوني في حماة ( واضح أنها كاميرا بروفيشنال وكانت مرافقة للمحافظ من خلال اللقطات )؟ ولمصلحة من تم منتجتها بهذا الشكل الذي يزور الحقائق؟ ، ويمكن سؤال أي محترف في المونتاج ليخبرنا أن الصور مقطعة بشكل احترافي و”متعوب عليه“.

وفي وقت ضجت فيه صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بقصص وروايات مختلفة معظمها كان يحتج على دخول محافظ حماة د. محمد حزوري ومرافقيه في الجولة التفتيشية برفقة عناصر من الشرطة العسكرية إلى المراكز الامتحانية، لم يعلق احد على أنه من غيرالمسموح التقدم للامتحان بالبدلة العسكرية إلى للعسكريين .

وأكد مصدر رسمي في محافظة حماة لتلفزيون الخبر أن القوانين واضحة وصارمة، وتسمح لعناصر وأفراد الجيش العربي السوري حصرا التقدم للامتحان ببدلاتهم العسكرية.

وحده الناشط عمر عبدالله، باعتباره مطلع على واقع المحافظة، سمى الأشياء بمسمياتها، وقال على صفحته على “فيسبوك “ أن “ مُدير المركز الإذاعي و التلفزيوني في حماه بالتواطؤ مع فرع الحزب لم يتصرف بأمانة و مهنية و قام بِـ توجيه من أخيه و هو عضو قيادة فرع حزب ( فاسد بالوثائِق ) بتسريب المقطع بدون لوغو ( مُظهراً الوجوه )“ لـ محاولة فاشلة أخيرة للإساءَة للمحافظ شَعبياً مستغلاً كونه حديث العهد.

كلام الناشط الذي عرف عنه فتح العديد من ملفات الفساد ، بحاجة إلى فتح تحقيق من الجهات المعنية، ومحاسبة المسؤول عما جرى، لا لناحية الإساءة للمحافظ فقط، وإنما لناحية الإساءة إلى البلد وهي في حالة حرب ، وفي منطقة لها خصوصيتها كحماة.

وأكد مصدر مطلع في محافظة حماة لتلفزيون الخبر أن مقطع الفيديو الذي تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي، على أنه يظهر عناصر أمن وشرطة تضرب وتعتقل طلاب شهادة إعدادية في أحد المدارس بحماة، “مفبرك” و “ممنتج” باحترافية ودقة.

وكان مصدر في قيادة الشرطة بحماة قال في وقت سابق أنه لم يتم توقيف أي طالب متقدم للامتحان، وأكد المصدر في المحافظة أن الشبان الذين يظهرون في الفيديو هم “عناصر لجان تعدى أحدهم(يلبس بدلة عسكرية) على المراقبين في المركز ورفض متابعة امتحانه بهدوء” .

وأكد المصدر أن عناصر الشرطة العسكرية تواجدت فقط في مراكز الأحرار التي يتقدم للامتحان في قاعاتها عسكريون أو متطوعو لجان، مانع معظمهم حملات التفتيش للحد من ظواهر الغش.

وأوضح المصدر لتلفزيون الخبر ان “محافظ حماة وقائد الشرطة قاموا بجولة في اليوم الأول للامتحانات لرصد التجاوزات التي تكثر في مراكز الأحرار وشاهدوا حالات عدة لمجموعات لجان مسلحة نصبت أنفسها وصية على حماية المراكز الامتحانية متجاوزة ومتعدية على عناصر حفظ النظام، وبالتالي حاولت حماية شبكات الغش والتنقيل

وكانت محافظة حماة اكتسبت شهرة واسعة على مستوى سوريا في في السنوات السابقة بما يتعلق وسهولة الحصول على مختلف أنواع الشهادات فيها لانتشار شبكات تنقيل “احترافية” محمية بجماعات مسلحة كانت تشرف “تشبيحا” على “أمن” المراكز الامتحانية .

وتم ضبط أكثر من 50 حالة غش بالموبايل وممانعة للتفتيش وتم تحويل عدة حالات للأمن الجنائي، إضافة إلى 4 حالات انتحال شخصية إحداها لمدرسة تتقدم بالامتحان عوضا عن طالبة.

وقال مصدر في تربية حماة لتلفزيون الخبر أن قرابة 60 بالمئة من الطلبة المتقدمين لمراكز الأحرار، انسحبوا من الامتحانات في حماة نتيجة تعطيل عمل شبكات التنقيل خلال جولات التفتيش، الأمر الذي سينعكس إيجابا على سوية المنتقلين إلى الشهادة الثانوية لاحقا، بحسب المصدر.

يذكر أن ريف حماة يشهد بشكل دائم خلال السنوات الماضية، فوضى عارمة خلال الامتحانات، نتيجة كثرة انتشار السلاح، وتنازع المجموعات المسلحة، وغياب وجود حقيقي للدولة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى